مواقف يجب أن تخجل أمريكا تماما منها!

  • 4/9/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

‭}‬ الولايات المتحدة التي ارتكبت أكثر من غيرها كل جرائم الحرب والفظاعات ضد العديد بل الكثير من دول العالم، ووحدها استخدمت (السلاح النووي) في نجازاكي وهيروشيما! ووحدها قادت حرب التدمير في العراق واحتلاله بذريعة أسلحة الدمار الشامل الكاذبة وشحنته بالفتن وعوامل التقسيم والتطرف والإرهاب وفتح سجون التعذيب بعد صناعة أحداث سبتمبر واتهام العالم الإسلامي بها! وغزت افغانستان قبل العراق بذريعة واهية هي الحرب على الإرهاب، ووحدها التي باعت أقرب حلفائها في كل مكان، من شاه إيران إلى مبارك... الخ، ووحدها التي أشرفت على العبث بمصير سوريا، ليدخل من بوابتها العبثية آخرون ما بين دول ومليشيات، وغدرت بالمعارضة السورية! ووحدها ارتكبت كل أشكال القتل والابتزاز، لدول وشعوب العالم بما يحتاج إلى مجلدات لتوثيقها! حتى وصلت إلى مشروع «الفوضى» في الشرق الأوسط لتقسيم دوله، فأحالت دولا قائمة إلى خرائب! وأوطانا إلى ملاذ للإرهابيين! ‭}‬ هذه الدولة التي بنت في العقود الأخيرة سطوتها وقوتها، (على جماجم الشعوب ودمائها)! جاء اليوم ليرأسها مَن (يمارس الابتزاز والشراهة للمال) على مرأى ومسمع من العالم كله! ويعتبر أن مهمة (دفع ثمن الجرائم الأمريكية) في بلاد العرب هي مهمة عربية! وأن بناء وتطوير «البنية التحتية» لبلده هو مسؤولية عربية! فيما ما دمرته الإدارات الأمريكية المتلاحقة في المنطقة العربية لا علاقة بأمريكا به! وجاء ليقول بفجاجة إن ثروات الدول والشعوب يجب أن يكون له (نصيب علني) فيها! بل ويضع المبالغ المطلوبة! وأن مشروع «الفوضى» الذي كاد به يُسقط دولا عربية أخرى بما فيها دول وحكومات خليجية، كان (مشروع حماية) لتلك الدول! يجب الدفع بـ(التريليونات) من أجل استمرارها! وهكذا إلى ما لا نهاية من غياب الحياء بشكل منقطع النظير، ولكأننا في فيلم كوميدي بالغ السخافة! ‭}‬ يبدو أن السياسة الأمريكية وهي تنتقل إلى (شرعنة جرائمها في العالم وفي المنطقة العربية) وتريد التهرب الكامل من مسؤوليتها عن كل ما حدث من جرائم حرب في المنطقة وخاصة في العراق! كانت تحتاج إلى رئيس (مثل ترامب) لتنتقل معه وبه (من استغلال الشعوب والدول بمواربة مفضوحة إلى العلنية المطلقة)! متباهيا -في ذات الوقت وللغرابة- بأن بلده أقوى دولة وأعظم اقتصاد في العالم، وحامي الحمى! ولكنه في ذات الوقت أيضا (يتسول) علنا ثروات الآخرين! وليته يكتفي بذلك، بل هو يحدد بكل صلافة «المبالغ التريليونية» المطلوبة! ولكأن بلاده الأقوى والأعظم والأغنى انقلبت فجأة في ذات الخطاب لتصبح إحدى الدول الإفريقية الأشد فقرا وضنكا، وتحتاج إلى إعادة بناء كامل على حساب الآخرين! ملمّحا إلى أن الدفع هنا بالطبع هو (لحساب المشاريع الاستعمارية الفاشلة لبلاده في المنطقة)! والتي صرفت لتنفيذها أموالا، وحافزها كان (الهيمنة الكلية على العالم وتحقيق نظرية القرن الأمريكي على أشلاء الشعوب! ‭}‬ يتجاهل «ترامب» بالمرة أن هذه الدول التي دمرها والتي أراد تدميرها، بها شعوب واحتياجات للتطوير وحقوق في التنمية، وأن ثروات هذه الشعوب (ليست معروضة في مزاد الابتزاز الأمريكي المكشوف) خاصة وقد مارست بلاده السياسات الاجرامية ضدها! يخطئ من يراهن على رئيس يتسم بنوع من (الهوس المالي) وبالابتزاز للتعويض عن الجرائم الأمريكية! وبعد طلب (المليارات) يلوح هذه المرة بحاجته إلى (تريليونات يقدرها بالسبعة والثمانية)! من دون أن يسأل نفسه ولو للحظة بأي حق هو يطلب ذلك؟! ومن دون أن يطرح (الحقيقة الأمريكية البشعة) أمام عينيه! وأن الادارات السابقة واللاحقة (قد أنفقت الأموال على جرائمها في حق الشعوب، وليس لحماية أمن واستقرار دولها)! وأن أمريكا استعادت من العراق وحدها كل دولار صرفته وأكثر وعلى لسان وزير دفاعها! ‭}‬ يتجاهل «ترامب» أيضا أن بلاده نفسها هي من عملت على (صناعة البعبع الإيراني) في الخليج والمنطقة، وأسعفت «الملالي» ليتحولوا إلى تهديد استراتيجي حقيقي! منذ أن تولت استخبارات عدة دول غربية على رأسها الاستخبارات الأمريكية (قدوم الخميني) إلى إيران بعد سقوط الشاه (حليفها الأكبر آنذاك)! ثم قدمت العراق هدية «لنظام الملالي»، لتعبث به كل العبث! ثم أفسحت لإيران كل الطرق في سوريا! وتجاهلت قبلها تثبيت أقدامها في لبنان، وعبثها باليمن بل وبالعديد من دول العالم لنشر المعتقد الإيراني وتجنيد المليشيات الإرهابية! وهكذا مارس (الملالي) بنظامهم الأكثر تخلفا ودموية وإرهابا، مشروع التمدد والتوسع ونشر الإرهاب والفوضى وتهديد دول الخليج العربي ودول المنطقة العربية بضوء أخضر أمريكي وغربي! ليأتي ترامب بعد كل ذلك فيقول إنه (يريد حمايتنا من إيران بتحالف عربي معها)! ولكن مع تقديم المال الوفير قبل أن تفعل أمريكا أي شيء! فيمارس «الابتزاز» ليس فقط ببيع السلاح بمئات المليارات، لتنتعش شركات «الحكومة الخفية» التي تديرها! وانما بطلب دفع المال عبر خطاب أمام شاشات العالم كلها! إن هذه مواقف يجب أن تخجل أمريكا تماما منها. وفي فمي ماء، ولذلك أتوقف عن الاسترسال!

مشاركة :