أكدت المتخصصة في قضايا الطفل والمرأة مدير المشاريع والبرامج التطوعية بالمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، هوازن الزهراني، أن ثقافة «العيب» ما زالت تسيطر على مناقشة قضايا التحرش بالأطفال في السعودية، وذلك نتيجة للعادات والثقافات المجتمعية التي تتجنب تناولها، مشيرة إلى أن دورهم كمتخصصين يركز على تغيير هذه الثقافة التي بدأت تتراجع مع برامج التوعية المركزة، خاصة في السنوات الأربع الأخيرة، عقب صدور قانون لحماية الطفل من الإيذاء والتحرش الجنسي. مستهدفو برامج التوعية أوضحت الزهراني خلال ورشة عمل إيذاء الأطفال ذوي الإعاقة تحت شعار «فلنحمي طفولتهم» بمناسبة اليوم العالمي للتوحد، والتي نظمتها الجمعية السعودية للتربية الخاصة بالمنطقة الغربية «جستر» في مستشفى عبداللطيف جميل، مؤخرا، أن المستهدفين من برامج التوعية هم الوالدين وخاصة الأم، كونها الأقرب في إيصال المعلومة بشكل أسرع لطلفها، بالإضافة إلى الأب ومعلمي الأطفال ذوي الإعاقة على وجه الخصوص، مبينة أن الأم متى ما استوعبت الطريقة فمن السهل نقلها لطفلها بشكل سلس. وأشارت الزهراني إلى أن قضايا التحرش المسجلة، تكون في الغالب من الأقارب كون الطفل يحس بالأمان، مؤكدة أن المتحرشين يعانون من شذوذ أخلاقي وأمراض نفسية، بالإضافة إلى تعاطي البعض منهم للمخدرات، بالإضافة إلى ضعف الوازع الديني وغياب القيم الإنسانية الرادعة لمثل هذه الأعمال. وكشفت الزهراني عن قرب إصدار كتاب «سلام وجنى» والذي يحوي أفضل الطرق وأنجعها لحماية الأطفال من التحرش، لافتة إلى أن تأليفها للكتاب استغرق أكثر من 3 سنوات مع زميلها في تأليفه رئيس قسم ذوي الاحتياجات الخاصة جامعة الملك عبدالعزيز، نايف الزارع، متطلعة أن يكون الكتاب مرجعا مهما في مثل هذه القضايا. وتطرقت الزهراني خلال حديثها إلى قضايا التحرش بالسعودية، نافية وجود أي إحصاءات رسمية عن تلك الحالات من قبل الجهات الرسمية. أهمية اجتماعية من جهته أبان مدير الجمعية السعودية للتربية الخاصة «جستر» بالمنطقة الغربية، محمد الحارثي، أنه نظرا لأهمية قضايا التحرش بالأطفال ذوي الإعاقة على وجه الخصوص، فإن الجمعية أقامت هذه الورشة تزامنا مع اليوم العالمي للتوحد لتوعية الآباء والأمهات ومعلمي التربية الخاصة والمهتمين بقضايا الطفل، موضحا أنها تقيم العديد من الورش والمحاضرات والفعاليات التي تخدم فئة التربية الخاصة. وخلصت توصيات الورشة، إلى التأكيد على أهمية تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل، وعرض الأفلام التثقيفية للأطفال للتعامل مع المعتدين لتتناسب مع مرحلتهم العمرية، إلى جانب تعليم الأطفال المهارات اللازمة للتصرف في مواقف الاعتداء، والتبليغ عن أي اعتداء، عبر كسر ثقافة العيب العائلي من قرابة المعتدي خاصة، وعمل دورات تدريبية للمعلمين للتعامل مع المعتدين لنقلها بشكل ميسر للأطفال. سلوكيات تظهر على المتحرشين: الشذوذ الفكري والجنسي تعاطي المخدرات والمسكرات أمراض نفسية قاهرة ضعف الوازع الديني والأخلاقي طرق تثقيف الطفل حول القضية تعزيز الثقة بالنفس عرض الأفلام التثقيفية للتعامل مع المعتدين تعليمه مهارات التصرف في مواقف الاعتداء كسر ثقافة العيب العائلي والإبلاغ عن المعتدي عمل دورات تدريبية للمعلمين لنقلها للأطفال
مشاركة :