بعد مسيرة فنية حافلة بين الإذاعة والمسرح والتلفزيون، توفي الفنان حمدان شلبي بعد صراع مع المرض، ظل خلالها طريح السرير الأبيض إثر تعرضه إلى جلطة في الدماغ، أجرى خلال خمسة أعوام جراحات، حتى وافته المنية فجر أمس (الأحد)، مختتماً مشواره الفني في الستينات من القرن الهجري الماضي. حمل شلبي سمة وحس فني مختلف ويعد من مؤسسي الإذاعة والمسرح والدراما السعودية، إضافة إلى أنه من نجوم الدراما السعودية، والخليجية في عصرها الذهبي، إذ قدم شخصيات وكركترات حاكى من خلالها وجدان المشاهد الخليجي، وشارك في 70 عملاً فنياً، إلى جانب نجوم الفن السعودي والخليجي والعربي. ولم يقتصر عطاء الفقيد على الفن والثقافة، بل كان من فرسان العمل في مجال القانون، فهو يعد من أبرز المحامين السعوديين، ويتصف بدماثة الخلق وإنسانية مميزة في تعامله مع زملائه وجمهوره المحب لشخصه وفنه، قامة فكرية وأدبية وذات رمزية مختلفة في مسيرة الفن السعودي. ورثى فنانون سعوديون أمس زميلهم الراحل، إذ وصفه علي إبراهيم، بأنه «نموذج للفنان الخلوق الملتزم عمله، ولديه حرص ودقة في مواعيده»، عاداً ما قدمه للإذاعة والمسرح والتلفزيون السعودية «رقياً ونقلة ومرحلة جديدة كونها في أوج ازدهارها ونهضتها». وأشار إلى أنه يستحق أن يكرم نظير ما قدمه للحركة الثقافية والفنية من دعم مادي وأدبي. من جهته، أشار محمد بخش، إلى أن شلبي تميز بشخصيته أدبية وفنية، ورأى أنه «مدرسة لن تتكر عطفاً على ما قدمه من إبداع وتجديد في طابع اللون الحجازي السعودي العريق في جميع الشخصيات التي جسدها، ولم يكتف بالأداء وتقمص الشخوص بل كثير النهم في دراسة إبعاد الشخصيات التي تسند إليه، ويحرص على تقديم المختلف بهدف الارتقاء في الذائقة الفنية السعودية». واستعاد الإعلامي علي فقندش علاقته بحمدان شلبي التي تعود إلى أربعة عقود، وقال: «وجدت في شخصه عالم كبير من الإنسانية والوفاء ويمتلك بعداً وحساً يفوق أن تصفه بمفردات أقل من مكانته وقامته الأدبية والفنية»، مضيفاً أن «الراحل مرجعاً فنياً وثقافياً أثرى من خلالها الإذاعة والمسرح والتلفزيون، وشارك في تقديم إعمال سعودية ناجحة على مر خمسة عقود، قدم خلاها عدداً من الإعمال الفنية والإنسانية، وعرف بابتسامته التي لا تفارقه والتي تعد الأجمل في الوسط الفني، ويحرص على النشاط الاجتماعي، ويمتلك روحاً جميلة وحس فني يجعلنا نقف احتراماً لشخصه القدير».
مشاركة :