مرصد الأزهر يطالب النمسا بالتأني قبلمنع الحجاب في المدارس الابتدائية

  • 4/9/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تابع مرصد الأزهر للغات الأجنبية،مقترح نائب المستشار النمساوي السيد "هاينس كريستيان شتراخى"، لقانون يمنع بموجبه الحجاب في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية في النمسا.وأشار مرصد الأزهر فى تقرير له،إلى أن المستشار النمساوي "سبستيان كورتس" وافق على هذا الاقتراح، وأمر بإعداد مسودة لهذا القانون. وأوضح، أنه لتنفيذ مثل هذا القانون فهم يحتاجون موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب النمساوي. وصرّح "كورتس" بأن حجاب الأطفال الصغيرات ينبغي ألا يكون له مكان في بلدنا، وهو بهذا يؤيد اقتراح نائبه الذي كان أعلن منذ أيام في حوار صحفي أنه يريد منع الحجاب للبنات أقل من عشر سنوات. وبصفة عامة يرغب مستشار النمسا في إصدار قانون "حماية الأطفال" بمشاركة وزارة التعليم ووزارة شئون المرأة ووزارة الاندماج، حيث ينبغي أن تكون مسودة القانون جاهزة قبل الصيف، ولتطبيق هذا القانون فإن الأمر يحتاج من مستشار النمسا إقناع الأحزاب المعارضة بأهميته، وذلك لأن قَبول هذا القانون في الدستور النمساوي يقتضي موافقة ثلثي أعضاء البرلمان. وصرح نائب المستشار النمساوي بأنه يريد بهذا حماية الأطفال أقل من عشر سنوات، إذ إن حجابهن - حسب رأيه - سببٌ في عزلتهن ويعوق من عملية اندماجهن مع الأطفال الآخرين، وبيّن أن هذا الأمر بيد تيار الإسلام السياسي، الذي بنى مؤخرًا مجتمعات موازية داخل المجتمعات الأوروبية، وهو ما صرح به مستشار النمسا ذو الواحد والثلاثين عامًا، حيث أكد أن نائبه يريد منع خلق مجتمعات موازية داخل النمسا. وقال وزير التعليم النمساوي، إن مثل هذا الأمر هو مسألة رمزية للتأكيد على عَلمانية المجتمع النمساوي، وأنه سوف يتم أخذ آراء الروابط الإسلامية أثناء إعداد مسودة هذا القانون، مبينًا أن علماء الدين الإسلامي يرون أن الحجاب غير ضروري – على حد قوله – قبل سن البلوغ.وأبدت جمعية الأخوات الراهبات رفضها لمثل هذا القرار، مؤيدة بهذا الجمعيات الإسلامية داخل النمسا، فقد انتقدت رئيسة الجمعية السيدة "بياتريكس مايرهوف" هذا الأمر قائلةً: إن منع الحجاب لا يمثل حلًّا، لأنه يُعتبر تلاعبًا بالحرية الدينية، وأن منع حجاب الفتيات أمر لا جدوى منه، وعلى أية حال هي لا توافق على حجاب الفتيات الصغيرات، ولكنها ترى أن منعه ليس الحل الصحيح، فمنع الحجاب قد يدفع المسلمين إلى معارضة الدولة ويدفعهم للعزلة، ومن الأجدى دعوة الجمعيات الإسلامية للحوار ودعم الأطفال في عملية التطور والاندماج. وأضافت، أن منع الحجاب قد يتطور لمنع أمور أخرى تتعلق بالحرية الإنسانية بصفة عامة، ويطرح سؤالًا مهمًّا: كيف نعرف حدود الأشياء التي ينبغي منعها، وهل سيُمنع الأطفال الصغار من ارتداء الصلبان أيضًا في المستقبل؟ فهذا المنع لا يعتبر تلاعبًا بالحرية الشخصية فقط، بل تلاعبًا بحرية ارتداء الملابس المفضلة، فضلًا عن التلاعب بالحرية الدينية، وهي ترى أن حدود هذا الأمر يجب أن تبدأ فقط عندما يُجبِر الآباء أبناءهم على فعل شيء معين. وأكد مرصد الأزهر ضرورة مناقشة هذا الموضوع على مستوى اجتماعي واسع، وضرورة التأني قبل اتخاذ أي قرار قد يكون له عواقب غير محمودة، وبخاصة أن الأمر يتعلق بشعيرة إسلامية.وطالب "المرصد" بضرورة وضع مقترحات "بياتركس مايرهوف" رئيسة جمعيات الأخوات الراهبات بالنمسا موضع النظر، وأن الحل الأفضل هو دعم أطفال المسلمين ومساعدتهم على الاندماج بما لا يخالف تعاليم دينهم، لا سيما وأن الكثيرين من المسلمين في الغرب يعتبرون حجاب الفتيات الصغيرات خطوةً نحو الحفاظ على هُوِيَّتهم الدينية، مما يعني أن الأمر ليس كما يعتقده نائب المستشار النمساوي.

مشاركة :