أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال،زميل كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، أن تسمم الإنسان نتيجة تناوله الفسيخ يعد ضئيلا جدا مقارنة بالأضرار التي تصيب جسمه نتيجة عدم ترشيد تناول الملح، مشيرا إلى أن الملح يغتال إنسان كل 8 ثواني تقريبا "468 فردا في كل ساعة ".وحذر بدران - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الإثنين/ بمناسبة شم النسيم - من التنامي الخفي واستهلاك الملح في مجتمعنا الذي بات الملح الزائد وباء لا يعرفه البشر ويعد أخطر من الحروب التي تقتل نصف مليون شخص سنويا وأخطر من الإيدز الذي يقتل مليون شخص سنويا، وأخطر من القنابل الذرية التي يصل عدد ضحاياها إلى ربع مليون شخص .وتابع أن هناك مفاهيم خاطئة حول أهمية تناول الملح ومنها أننا نحتاج إلى مزيد منه مع زيادة إفراز العرق في الأيام الحارة، وأن كبار السن فقط هم المعنيون بمشاكل زيادة ملح الطعام على عكس الصحيح الذي يؤكد أن تناول الكثير من الملح يمكن أن يرفع ضغط الدم في أي عمر.وأوضح بدران أن حرص المصريين على تناول الأسماك المملحة في شم النسيم يجعلهم أكثر عرضه للملوحة الزائدة والتي تسبب أنواع الحساسيات المختلفة وقيء وإسهال ، مشيرا إلى أن الإكثار من تناول الملح سواء في الطعام أو نتيجة الأسماك المملحة يزيد من استهلاك السوائل في البالغين، حيث يحتجز الماء داخل الجسم ويضر القلب والكلي والكبد ويزيد من الوزن ويؤدي إلى السمنة، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم الذي يصيب 20% من المصريين ويؤدي إلى تضخم القلب وجلطات أو نزيف في المخ وفشل كلوي ومزيد من احتمالات السكتة الدماغية والجلطات وهشاشة العظام ومخاطر الربو .وقال بدران: " إن تناول الأطفال للأطعمة المملحة والمشروبات الغازية يزيد من فرص إصابتهم في المستقبل بسمنة وارتفاع ضغط الدم وانخفاض عمر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية".وأكد بدران في حديثه، حاجة المصريين لثورة ثقافية للتعرف على أهمية الوقاية من الملح الزائد، حيث نجحت اليابان في خفض معدلات الوفاة من أمراض القلب من خلال خفض الاستهلاك اليومي لملح الطعام، لافتا إلى أن تقرير تناول الأطفال لملح الطعام بمعدل جرام واحد يوميا يقلل وزن الجسم 100 جرام ويخفض من احتمال إصابته بارتفاع ضغط الدم في الكبر. وأشار إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض الملح لمدة أسبوع أو أسبوعين يقلل من ضيق الشعب الهوائية من خلال ممارسة التمارين الرياضية عند الأشخاص المصابين بالربو، وذلك وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية التي أفادت بأن هناك 235 مليون شخص يعانون من الربو في العالم، وأنه يعد من الأمراض المزمنة الأكثر شيوعا بين الأطفال وأن ملح الطعام الزائد يزيد من السمنة والسمنة تزيد من القابلية للالتهابات وبالتالي زيادة حساسية الصدر.وتابع بدران: "أنه في أحدث الأبحاث العلمية الصادرة في شهر مارس الماضي، كشفت النتائج أن فقدان الوزن الزائد يؤدي إلى تحسين أعراض الربو، وأن شم النسيم يتزامن مع زيادة معدلات الحساسية نتيجة بعض التغيرات الجوية المصطحبة له مثل: الاختلاف في درجات الحرارة والرطوبة وزيادة حبوب اللقاح المنتشرة في الهواء وزيادة الرياح المحملة بالأتربة والتي تصيب الجسم بحساسيات مختلفة". واختتم حديثه بأن الفئات المعرضة لمخاطر الفسيخ هم الأطفال والحوامل ومرضى القلب وناقصي المناعة، مشيرا إلى أن هناك إنذارا مبكرا ينبه الإنسان لتعرضه لأخطار تناول الفسيخ وتدفعه دفعا؛ ليحمي نفسه من تلك الأخطار ومن أعراض التسمم الغذائي حدوث شلل في عضلات الجسم وفشل في التنفس وازدياد الصعوبة في الرؤية والكلام..مشيرا إلى أن التسمم الغذائي مرض غير معدي.
مشاركة :