القدس (أ ف ب) - يسعى نادي هبوعيل قطمون لكرة القدم، الى تقديم صورة مغايرة عن انقسام مدينة القدس والنزاع حولها، من خلال برامج موجهة الى ناشئين من اليهود والعرب تركز على التقارب. ويأمل النادي في ان يكون صورة مغايرة ليس فقط عن النزاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن أيضا عن ناد آخر في القدس هو بيتار الذي يتهم مشجعوه بالعنصرية والعدائية تجاه العرب. ويقول شاي آهارون، اللاعب السابق وأحد مؤسسي هبوعيل "ما يميزنا هي قيمنا، وهي القاعدة الأولى للنادي إن كان بالنسبة للاعبين أو للمشجعين". يضيف آهارون، المدير الرياضي للنادي الذي أسس عام 2007، أثناء حصة تدريبية للاعبين "ندعو إلى مناهضة العنف ومكافحة العنصرية وتقدمة أفضل ما لدينا واقامة أفضل العلاقات بين مختلف السكان". ويشدد آهارون على ان هبوعيل قطمون لا يكترث لـ "الجنسية أو العرق أو الدين"، على عكس بيتار الذي يرفض التعاقد مع لاعبين عرب. - "كأني في منزلي" - أحد اللاعبين العرب في صفوف النادي هو محمد عويسات، أحد سكان جبل المكبر، وهو أحد الأحياء العربية في القدس الشرقية المحتلة. ويقول اللاعب الشاب البالغ من العمر 19 عاما، "في البداية، لم يتفهم أقربائي قراري، ولكن في النهاية سارت كل الأمور بشكل جيد مع الفريق، وهو ناد مختلف عن غيره". يضيف "أشعر وكأني في منزلي عندما أكون في القطمون، بعيدا عن توترات المدينة" التي غالبا ما تشهد توترات، او أعمال عنف بين الجنود ورجال الشرطة الاسرائيليين، والمحتجين الفلسطينيين. ويشدد آهارون على ان الفريق "تأسس قبل عشرة أعوام على قاعدة خلق محاولة لمناهضة العنف اليومي (...) بالنسبة إلينا (كرة القدم) ليست مجرد رياضة ولكن الأمر يتعلق بالهوية الاجتماعية". ومن أجل تطوير هذه القيم، ينظم النادي شهريا بفضل الدعم المالي من المتبرعين والبلدية، دورات في كرة القدم للناشئين، تجمع شهريا أطفال من 52 مدرسة يهودية وعربية من مدينة القدس وضواحيها. وتقول المتحدثة باسم النادي دفنا غولدشميت-كوهين "نريد أن نخلق فرصا للشبان اليهود والعرب للتعارف والتلاقي لكي يتقبلوا بعضهم البعض"، معتبرة انهم "من أي شارع أتوا، اليهود والعرب هم خصوم، ولكن على أرض الملعب فقط". - "إرادة الحياة" - جمع نهائي إحدى هذه الدورات فتيات عين نقوبا، وهي قرية عربية بالقرب من القدس، مع فتيات زولد، وهي مدرسة يهودية من الجزء الغربي للمدينة. ويشرف على هذه الدورات مدربان أحدهما يهودي والآخر عربي. ويقول المدرب محمد الباشا "الهدف هو إعطاء الأطفال إرادة الحياة في أجواء جيدة وخلق الروابط بين مجموعات مختلفة" من شطري المدينة، مضيفا "غالبا ما تسود أجواء توتر في القدس، وليس من السهل دائما ان نواصل نشاطاتنا، الا انه لم يسبق لنا ان ألغينا أي حصة تدريبية أو مباراة منذ ستة أعوام". يحتل النادي حاليا المركز الرابع في دوري الدرجة الثانية، ويأمل في التأهل الى دوري النخبة، حيث سيواجه بيتار. والمفارقة ان أحد أبرز لاعبي هبوعيل، هو أفيرام ياروشيان (33 عاما)، القائد السابق لبيتار الذي يرفض التحدث الى وسائل الاعلام. وفي انتظار ان يترجم التنافس بين "قيم" الناديين، تنافسا على المستطيل الأخضر، تقول المتحدثة باسم هبوعيل ان "النتائج الرياضية مهمة ولكن الأهم بالنسبة لنا، هو بناء مستقبل مختلف للقدس". Michael BLUM © 2018 AFP
مشاركة :