أشارت دراسة بحثية صدرت مؤخراً عن «سبيتار»، مستشفى جراحة العظام والطب الرياضي في قطر، إلى أن اختبار قوة العضلات لا يتنبأ بالضرورة باحتمالية تعرّض لاعبي كرة القدم للإصابة. ويعدّ اختبار قوة العضلات من الفحوصات التي غالباً ما يجريها لاعبو كرة القدم في جميع أنحاء العالم قبل بدء الموسم الكروي. ومن الشائع تعرّض لاعبي كرة القدم خلال التدريبات أو المباريات للإصابة، وخصوصاً الأطراف السفلية من الجسم، مما يشكل خطراً كبيراً عليهم ويؤدي إلى غيابهم عن الملاعب لفترات طويلة. ولمنع وقوع هذه المخاطر المحتملة والحد من انتشار الأمراض أو الإصابات بين الرياضيين، يخضع اللاعبون لإجراء الفحص السنوي الدوري للرياضيين المعروف باسم (PHE)، والذي يشمل اختبار قوة العضلات. وبالرغم من الاعتماد على هذا الاختبار للتنبؤ باحتمالية تعرّض اللاعب للإصابة في المستقبل، لا توجد سوى دراسات قليلة وأدلة محدودة تثبت نجاح تلك الاختبارات في توقّع احتمالية إصابة اللاعب في المستقبل. ومن هنا جاءت الدراسة التي قام بها فريق من خبراء مستشفى «سبيتار» لتقييم العلاقة بين اختبار قوة العضلات واحتمالية إصابة اللاعبين، وبالأخص أطرافهم السفلية. نُشرت الدراسة في المجلة الأميركية للطب الرياضي، واستندت نتائجها إلى بيانات تم الحصول عليها من 369 لاعب كرة قدم محترفاً يمثلون 14 فريقاً من دوري نجوم قطر، خلال الموسمين الكرويين (2013/2014 و2015/2014). وأظهرت الدراسة أن أكثر من نصف اللاعبين (206 لاعبين) تعرّضوا لحوالي 538 إصابة خلال الموسمين. ولم يسجل الباحثون وجود أية علاقة ذات شأن بين اختبار قوة العضلات والتنبؤ باحتمالية الإصابات. ومع هذا، لا تنادي الدراسة بالامتناع التام عن إجراء فحوصات العضلات للاعبي كرة القدم، بل توصي بأن تكون مجرد جزء من عملية فحص شاملة تتضمن اختبارات متنوعة. ومن الاقتراحات التي قدمها الباحثون ضرورة فحص ومراقبة القوة العضلية للاعب على مدار الموسم الرياضي من قِبل أطباء النادي، معللين ذلك بأن عوامل التعرّض للإصابة ديناميكية وخاضعة للتغيّر على مدار الوقت، وتتحكم فيها العوامل الخارجية مثل كثافة الحِمل التدريبي أو ازدحام جدول المباريات أو العوامل النفسية. تألّف فريق الدراسة من أرنيلد باكن، وستيفن تارجت، وتوني بيري، وكريستيانو إيرالي، وعبدالعزيز فاروق، وأندريا موسلر، ويوهانس تول، ورود وايتلي، وكريم خان، وروالد بار. وتأتي هذه الدراسة ضمن برنامج «سبيتار» للحد من الإصابات والوقاية من الأمراض (ASPREV)، الذي تم تدشينه عام 2012 ويشرف عليه البروفسور روالد بار.;
مشاركة :