الغرب يدرس ردا عسكريا لا يسقط نظام الأسد

  • 4/10/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - رفعت دول غربية كبرى من سقف تهديدها بالرد على هجوم يشتبه بأنه كيمياوي في مدينة دوما السورية، الأحد، لكن يبقى من غير المرجح أن تتبنى القوى الغربية تحركا عسكريا كافيا لتغيير موازين القوى ومسار الأحداث في الحرب السورية. وقادت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا استنفارا دوليا واسع النطاق، يقول دبلوماسيون إنه موجه بالأساس ضد روسيا، أكثر من نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ووسط الزخم الدولي المتصاعد، أسرعت إسرائيل بقصف مطار تيفور بحمص وسط سوريا، في هجوم موجه ضد إيران في المقام الأول. أرون ديفيد ميلر: ترامب تجاهل هجمات تقليدية أوقعت ضحايا أكثر من الكيمياوي أرون ديفيد ميلر: ترامب تجاهل هجمات تقليدية أوقعت ضحايا أكثر من الكيمياوي وقاد الزخم الدولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قال إنه “سيتم اتخاذ قرارات مهمة بشأن سوريا خلال 24 إلى 48 ساعة”، وإنه يدرس الوضع في سوريا ويتحدث مع القادة العسكريين في هذا الشأن. ولم يستبعد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس “كل الخيارات” بعد الهجوم. وألقى ماتيس باللوم على روسيا لأنها “لم تف بالتزاماتها لضمان تخلي سوريا عن أسلحتها الكيمياوية”. وردا على سؤال عما إذا كان بوسعه استبعاد تحركات مثل شن ضربات جوية ضد حكومة الأسد، قال ماتيس “لا أستبعد شيئا في الوقت الحالي”. من جهتها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الاثنين، إنه يجب محاسبة الدول الداعمة للأسد. وأضافت خلال مؤتمر صحافي في الدنمارك “نعم.. الأمر يتعلق بالأفعال.. الأفعال الوحشية لنظام الأسد. وبالطبع روسيا واحدة من هؤلاء الداعمين”، مشددة على أن “هذا النظام الوحشي يهاجم شعبه ونحن واضحون تماما في ضرورة محاسبته ومحاسبة داعميه أيضا”. وتتجه كل المؤشرات إلى تأكيد أن القصف الإسرائيلي هجوم بالوكالة عن الولايات المتحدة ردا على هجوم دوما، وإنما هو محاولة من قبل إسرائيل لاستغلال الموقف واستهداف الوجود العسكري الإيراني في سوريا. ويقع مطار تيفور تحت سيطرة كاملة من فيلق القدس الإيراني، وهو أكبر قاعدة إيرانية للطائرات من دون طيار في سوريا. وتتمركز به عناصر من ميليشيا حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى مستشارين روس. واعترفت إيران بأن لديها عناصر متمركزة في المطار المذكور من خلال الإعلان عن مقتل ثلاثة إيرانيين في الهجوم، بحسب ما ذكرت وكالة “فارس″ للأنباء الاثنين، فيما نفت موسكو إصابة أي من مستشاريها في الهجوم. وتحمّل المطار القدر الأكبر من الهجمات منذ شهرين، عندما وجهت إسرائيل ضربات انتقامية لإسقاط طائرتها أف16 على الأراضي السورية. ومنذ عام 2012، شنت إسرائيل هجمات داخل سوريا أكثر من 100 مرة، واستهدفت قوافل للأسلحة متجهة إلى حزب الله. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن طائرتين حربيتين إسرائيليتين قصفتا المطار بثمانية صواريخ موجهة، مشيرة إلى أن الدفاع الجوي السوري دمّر خمسة صواريخ من أصل ثمانية. Thumbnail وقالت تقارير إعلامية إن إسرائيل أبلغت روسيا مسبقا بتحرك طائراتها التي شاركت في الضربة، لكنها لم تبلغها بالهدف. ويشير المراقبون إلى أن إسرائيل عملت على استثمار المناخ الدولي المهيأ ضد الأسد، ونفذت الهجوم الذي لم يكن مختلفا عن عمليات سابقة استهدفت ضرب مواقع إيرانية أو أسلحة موجهة من طهران إلى حزب الله. وعلى ما يبدو تعتقد دوائر صنع القرار في إسرائيل أن الغرب ليس في الوارد أن يصعّد عسكريا بشكل من الممكن أن يحمل مخاطرة الإطاحة بنظام الأسد. ويعتقد خبراء ومحللون عسكريون أنه إذا كان الغرب ينوي الانتقام عسكريا، فسيكون ذلك، عقب استخدام روسيا الفيتو، وتوظيف ذلك لإيجاد مبررات الضربة، إن توفرت نية الضرب. وقال أرون ديفيد ميلر، المستشار السابق في شؤون الشرق الأوسط لإدارات ديمقراطية وجمهورية، ونائب رئيس مركز وودرو ويلسون في واشنطن، إن “إدارة ترامب تجاهلت الهجمات الواسعة بالأسلحة التقليدية على المدنيين، وهجمات أخرى متكررة باستخدام أسلحة كيمياوية، تسببت في وقوع أعداد أكبر بكثير من ضحايا هذا الهجوم الأخير في الغوطة”. Thumbnail وطلبت الولايات المتحدة من مجلس الأمن الدولي، الأحد، فتح تحقيق مستقل جديد في هجوم بغاز سام على الغوطة الشرقية أودى بحياة 48 شخصا على الأقل، بحسب منظمة “الخوذ البيضاء”. ووزعت واشنطن مشروع قرار على المجلس ينص على تشكيل لجنة دولية لتحديد المسؤولين عن الهجمات بغازات سامة. وترغب دول غربية في استغلال الزخم الدولي ضد روسيا في إجبارها على تقديم تنازلات سياسية، في سوريا أو ضمن أزمات عالمية أخرى، خصوصا في قضية تسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال على الأراضي البريطانية. ويقول دبلوماسيون سابقون في واشنطن إن الرئيس الأميركي يعلم أن تورطه في أي ضربة عسكرية أميركية واسعة النطاق في سوريا سيتحول إلى عائق أمام خططه لسحب القوات الأميركية من سوريا، قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر المقبل، التي من المتوقع أن يفقد فيها الجمهوريون الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب. ويقول سياسيون أميركيون، وعلى رأسهم جون ماكين، رئيس لجنة الشؤون العسكرية في الكونغرس، إن “تأكيد ترامب بسحب القوات الأميركية من سوريا شجع الأسد على استخدام السلاح الكيمياوي في الغوطة”.

مشاركة :