أكد عدد من المختصين بأن القمر السعودي الأول للاتصالات، والذي حظي بتسليط الضوء عليه من قبل مختلف وسائل الإعلام العالمية على إثر قيام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بكتابة عبارة "فوق هام السحب" على آخر القطع التي سيتم تركيبها عليه قبل إطلاقه إلى مداره الفضائي، هو جزء بسيط من منظومة عمل سعودية جبارة لمواكبة العصر والتقدم في مضمار تقنيات الأقمار الصناعية وما يرتبط بها من مصالح تؤمن للقطاعات العسكرية والمدنية متطلباتها فيما يختص بالاتصالات المرئية والمسموعة، إضافة إلى الإسهام في كثير من الأمور المهمة كدراسة سطحية قشرة الأرض وفهم المتغيرات للكثبان الرملية وتلافي الكوارث الطبيعية والمناخية، مشيرين إلى أن تملك المملكة لأقمارها الصناعية كفيل بالتوسع في توطين التقنية والعمل بخصوصية في منآي عن الغير. وقال الدكتور أسامة بن أحمد زيني، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز والمشرف على فرع الجامعة السعودية الإلكترونية بجدة لـ"الرياض" إن تملك المملكة لأقمارها الصناعية التي تؤكد التقارير بأن لها مواصفات تعتبر أفضل ما توصلت إليه التقنية في مجال الأقمار الصناعية، يتيح للمملكة المزيد من التقدم في طريقها لتوطين هذا القطاع ومن المؤكد بأن القمر السعودي للاتصالات الأول سيسهم بشكل كبير في العديد من الفوائد للقطاعات المدنية والعسكرية بالنسبة للاتصالات المسموعة والمرئية وخدمات الإنترنت وأيضاً فيما يخص البث التلفزيوني. وأكد زيني أن تملك الأقمار الصناعية وتوطينها سيتيح للمملكة خصوصيتها في أعمال تلك الأقمار إضافة إلى تقليل الكلفة والتوسع في توطين التقنية وزيادة معدل الدارسين من الشباب والشابات للتخصصات الفنية المطلوبة في مثل هذه الأعمال المتقدمة. وأشار المشرف على فرع الجامعة السعودية الإلكترونية إلى أن فوائد الأقمار الصناعية لا تقتصر على الأعمال العسكرية فقط بل تشمل كثيراً من المنافع كمراقبة الأرض والطقس إضافة إلى الإسهام في أعمال الملاحة البرية والبحرية والجوية وكثير من المنافع الأخرى التي ستكون متاحة بأيدي السعوديين لخدمة وطنهم والبشرية جمعاء. كما أكد عضو هيئة التدريس بكلية الارصاد بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالوهاب سليمان مشاط أن تملك المملكة لأقمارها الصناعية سيكون له الكثير من الانعكاسات الإيجابية على كثير من القطاعات المهمة في مختلف مفاصل الحياة مشيراً إلى أن قسم الارصاد بجامعة المؤسس وغيره من الأقسام المماثلة في مختلف الجامعات يتعاملون مع أقمار صناعية لدول صديقة في أوربا وأميركا وبتوفر قمر صناعي سعودي سيسهل بشكل كبير دراسة المتغيرات المناخية للمملكة وغيرها من المتغيرات الأخرى بالنسبة لحركة كثبان الرمال وخلافها من أمور مهمة كدراسة مواقع الفيضانات ومخازن المياه العذبة. وبين الدكتور عبدالوهاب مشاط، بأن تملك الأقمار الصناعية سيسهم بشكل كبير في توفير التكلفة وأيضاً في دقة المعلومات، متوقعاً بأن يسهم برنامج الأقمار السعودية في خلق المزيد من الفرص الوظيفية وفي زيادة رغبة شريحة أكبر من الشباب في دراسة هذه العلوم المتقدمة والتي تراهن عليها الكثير من دول العالم المتقدمة. يذكر بأن القمر السعودي الأول الذي تم توقيع عقد تطويره قبل ثلاثة أعوام، بناه سعوديون في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع شركة لوكهيد مارتن، تمهيداً لتدشين مرحلة جديدة من الصناعات الفضائية في المملكة، وتصنف مواصفات القمر الصناعي السعودي ضمن أفضل ما توصلت إليه التقنية في مجال الأقمار الصناعية ويبلغ وزن القمر ستة أطنان، ويتميز باستخدامه تقنية الألواح الشمسية المرنة التي توفر طاقة أعلى مع وزن أقل بنسبة 30 %، كما تم تزويد القمر بتقنية القفز الترددي المقاوم للتشويش، وينتظر أن يوفر قدرات عالية ومتقدمة للنطاق العريض بما يؤمن للقطاعات العسكرية والأمنية والمدنية شبكة فضائية آمنة للاتصالات المرئية والإنترنت والهاتف، تشمل منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا. د. أسامة زيني د. عبدالوهاب مشاط
مشاركة :