استضاف رئيس الحكومة الفرنسية ادوار فيليب أمس ولي العهد السعودي نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى غداء عمل في قصر ماتينيون، في اليوم الثاني من زيارته لفرنسا. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استضاف ولي العهد السعودي مساء الأحد في عشاء خاص في مطعم ريشوليو حيث كانت المواضيع الإقليمية في صلب المحادثات، وفي طليعتها إيران وسورية ولبنان واليمن. وقالت أوساط الرئاسة الفرنسية لـ «الحياة» إن ماكرون رغب في إجراء محادثات استراتيجية مع الأمير محمد بن سلمان لبناء حلف مع السعودية. وأضافت أن الرئيس الفرنسي لا يرى السعودية كزبون لمشتريات بل يعتبرها حليفاً، مؤكدة أن أي عقود تندرج في رؤية مشتركة. وتابعت أن ماكرون ينتهج خطة التحدث مع الجميع، السعودية والإمارات وإيران وقطر. وأضافت أنه أثار مع ضيفه ملف مكافحة الإرهاب وتعاون البلدين، مشيرة إلى أن ولي العهد أكد أنه سيرسل وزيراً للمشاركة في مؤتمر مكافحة تمويل الإرهاب الذي سيعقد في باريس في ٢٦ الشهر الجاري، وأن الرئيس وولي العهد سيعملان لوضع وثيقة استراتيجية، بحلول نهاية السنة، ستنطلق منها عقود يوقعها ماكرون خلال زيارته المملكة نهاية 2018. وذكرت مصادر الرئاسة أن المحادثات ستستمر مساء اليوم، على أن تنتهي بمؤتمر صحافي وعشاء في قصر الإليزيه. إلى ذلك، علمت «الحياة» من مصدر فرنسي مطلع أن ماكرون سيعقد اجتماعاً ثلاثياً في الإليزيه مع ولي العهد السعودي ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، بعد ظهر اليوم. وقالت مصادر فرنسية مطلعة إلى «الحياة» إن علاقة ماكرون بالأمير محمد بن سلمان ودية وتربطهما علاقة ثقة. وأشارت إلى مأدبة الغداء التي أقامها رئيس الحكومة لولي العهد، موضحة أن فيليب تحدث عن الإصلاحات التي يقوم بها ماكرون، وقال ولي العهد إنه يقوم بإصلاحات أيضاً لأن جيل الشباب يريد المزيد وتغييرات. وتحدث ولي العهد عن فرص الاستثمار في تطوير اقتصاد ما بعد النفط، وركز على قطاع الثقافة والفن والسياحة، وعن رغبته في أن تكون فرنسا مساهِمة في تطوير القطاع خصوصاً السياحة. ورغب الأمير محمد بن سلمان في أن يعرض وزير الطاقة خالد الفالح ما تفعله السعودية على صعيد التعاون في قطاع النفط مع «توتال». وقدم الفالح عرضاً للمشروع المشترك مع «توتال» في مصفاة الجبيل ساتورب، وتحدث ولي العهد عن رغبته في تطوير الطاقة الشمسية. وذكرت المصادر أن المحادثات جرت في جو ودي جداً. واستقبل ولي العهد السعودي مساء وزراء المال برونو لومير والخارجية جان إيف لودريان والدفاع فلورانس بارلي. إلى ذلك، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر لـ «قناة العربية» أن الشركة ستوقع ثمانية اتفاقات مع شركات فرنسية بقيمة عشرة بلايين دولار، خلال زيارة ولي العهد السعودي. دار الأوبرا ومهرجان «كان» وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن السعودية ستستعين بالخبرات الفرنسية لإنشاء دار أوبرا وأوركسترا وطنية، بموجب اتفاق وُقع أمس وأعلنته وزيرة الثقافة الفرنسية فرنسواز نيسين في مؤتمر صحافي مع نظيرها السعودي عواد العواد. وستساعد دار الأوبرا الفرنسية المملكة في انتاج موسيقى كلاسيكية وعروض خاصة بها. وأعلنت المملكة أنها ستشارك رسمياً للمرة الأولى في مهرجان «كان» السينمائي بتقديم مجموعة من الأفلام القصيرة لدى افتتاح المهرجان الشهر المقبل في جنوب فرنسا.
مشاركة :