تحدث الناطق الرسمي لقائمة تيار الحكمة، الدكتور محمد جميل المياحي، لـ"العربية.نت"، في مقابلة أجراها حسن السعيدي في مقر التيار ببغداد، عن مجمل القضايا السياسية التي ولّدت القناعة لدى عمار الحكيم بالانفصال عن #المجلس_الأعلى_الإسلامي. وأوضح المياحي أن الاختلاف في الإدارة والتوجهات بين الهيئة القيادية للمجلس الأعلى الإسلامي و #عمار_الحكيم، خاصةً فيما يتعلق ببناء دولة عصرية وبمشاركة الشباب، ولّد لدى الحكيم خيار الانفصال من المجلس الأعلى الذي كان يرأسه بنفسه، فكانت الخطوة التالية هي تأسيس حزب جديد باسم "تيار الحكمة"، لديه رؤية وطنية ومختلف عن الأحزاب الموجودة حالياً في الساحة السياسية. وشرح المياحي استراتيجية التيار بالنسبة للسياسة العراقية الداخلية، مشدداً على عدم وجود خطوط حمراء بالنسبة للتحالفات السياسية. إنما بالنسبة للسياسة الخارجية، فرؤية الحزب تؤكد على عروبة #العراق و"عدم الدخول في المعسكرات العالمية". وبالنسبة لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، فتيار الحكمة يرى أن يتم تأليفها بناءً على أساس الأغلبية الوطنية، أي يكون هناك تمثيل لكل المكونات والفئات دون الضرورة لمشاركة كل الفصائل السياسية.العربية.نت: 24 يوليو/تموز 2017 كان يوما مصيريا في تاريخ المجلس الأعلى الإسلامي، إذ انشق السيد عمار الحكيم الذي ترأس الحزب بعد وفاة والده السيد عبد العزيز الحكيم. ما هي الأسباب التي دعت الحكيم ليتخذ هذا الإجراء؟ الدكتور محمد جميل المياحي: تأسيس #تيار_الحكمة كان حاجة وطنية استجابةً للمتغيرات السياسية، فالعراق كان يحتاج إلى مشروع وطني يستطيع تلبية كل متطلباته من خلال مشاركة الشباب في صناعة الرأي. المجلس الأعلى الإسلامي له لون مذهبي وإيديولوجية خاصة. وكانت هناك اختلافات في الإدارة ومناهج العمل السياسي والمواقف، لذا كان للسيد #الحكيم خياران، إما إخراج قيادات المجلس من الحزب أو خروجه بنفسه، فكان الخيار الثاني الأصوب لعدم خلق مشكلة في الوسط السياسي الشيعي بالعراق. وتيار الحكمة ليس تقليدا وليس بديلا عن أي مشروع، بل هو "صناعة محلية بقيادة محلية".ما هو سبب انسحاب "الفتح" بعد انضمامكم إلى ائتلاف النصر بعد 48 ساعة فقط؟ محادثات (رئيس الوزراء العراقي) حيدر العبادي معنا بشأن التحالف الانتخابي (ائتلاف النصر) استمر لأكثر من شهرين، قبل أن يفاتح "تحالف الفتح" به. لكن عدم وضوح رؤية المشروع وإدارته لتوزيع العمل والشراكة في هذا التحالف الانتخابي، دعانا لإعلان الخروج من هذا التحالف، كوننا لا نبحث عن مقاعد برلمانية، بل لدينا مشروع يجب أن يُنفذ بآليات عمل واضحة.ما هي طبيعة العلاقة بين تيار الحكمة وإيران؟ مصلحة العراق هي المنشودة في بناء العلاقات الخارجية. وتيار الحكمة يرى أن إيران لديها مصالحها في العراق، لذا علينا أن نتعامل معها لاستثمار هذه المصالح نحو تحقيق ما يخدم العراق.كيف هي علاقتكم بالعبادي بعد انفصالكم من ائتلاف النصر الانتخابي؟ تيار الحكمة يرى أن العبادي لا يزال حليفا سياسيا مهما، يمكن بناء تفاهمات معه بخصوص المشاريع الوطنية. علاقتنا معه طيبة جداً رغم خروجنا من ائتلاف النصر.في حال كانت نتائج الانتخابات توحي بقدرتكم على تشكيل الحكومة المقبلة، من هو مرشحكم لرئاسة الوزراء وهل لديكم أية خطوط حمراء بخصوص التحالفات لتشكيل الحكومة؟ بالبدء، أود أن أؤكد أننا نطمح لتشكيل الحكومة المقبلة، ونتائج استطلاعات الرأي الخاصة بنا تشير إلى أننا رقم صعب في ساحة التنافس الانتخابي. لكن الآن، فإنه من المبكّر الحديث عن أي اسم، رغم أننا نمتلك عدة أسماء لتولي منصب رئاسة الوزراء مع برنامج مختلف وجديد. ولضرورات السياسة، لدينا حوارات عديدة جارية لرسم ملامح الحكومة المقبلة. لا توجد لدينا أي خطوط حمراء بالنسبة لأي تشكيل سياسي مشارك بالانتخابات من أي طائفة أو مذهب أو عرق.في حال لم يحالفكم الحظ بشأن تشكيل تحالف سياسي ما بعد الانتخابات تستطيعون من خلاله تشكيل الحكومة، هل ستختارون معسكر المعارضة السياسية؟ نحن مع تشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، فليس بالضرورة أن تكون كل القوى مشاركة في الحكومة، يجب فقط أن يكون هناك ممثل لكل طائفة فيها. نحن مستعدون لأن نكون في "معارضة إصلاحية" تقيم وتقوّم عمل الحكومة. الأغلبية الوطنية هو المدخل الرئيسي لإنهاء المحاصصة.علت أصوات في الآونة الأخيرة من قبل بعض الكتل السياسية طالبت بالعد اليدوي إلى جانب العد والفرز الإلكتروني التي اعتمدته مفوضية الانتخابات، ما هو رأيكم حول هذا الموضوع؟ نحن نرفض رفضاً قاطعاً تلك المطالبات، نحن مع الفرز الإلكتروني المعتمد من قبل المفوضية، لأننا نرى بأنه في حال تطبيق العد والفرز اليدوي سيكون هناك تلاعب كبير بالنتائج. وقد رصد ممثلونا خروقات وتلاعب حدثت في الانتخابات السابقة.بالنسبة لقانون تجميد وحجز أموال أركان نظام حزب البعث، هل أنتم مع أم ضد هذا القرار؟ نحن نرى أن موضوع تركة ومتعلقات النظام السابق كان يجب أن يحل منذ وقت، وأن لا يبقى مفتوحا للأبد، فيثار موضوع حزب البعث قبل كل انتخابات. نحن مع إحالة هذا الملف إلى القضاء ليبعد عن المصطلحات السياسية ويكون ملفا قضائيا بحتا.كيف ترون طبيعة العلاقة بين العراق ومحيطه العربي وكيف تقيّمون التحسن الملحوظ في هذا المجال؟ نتصور بأن العراق العربي قادر على المساهمة في استقرار المنطقة. ومنذ 2003 كنا نود إقامة علاقات طيبة، وإن جاءت الآن متأخرة فخير من ألا تأتي. مصلحة العراق هي بوصلة رؤيتنا في العلاقات الدولية، ونريد أن نعمق علاقاتنا العربية سياسياً وأمنياً واقتصادياً، العراق لا يمكن أن يتبع محوراً، فقد دفعنا ثمن هذه السياسة خلال الـ14 عاما الماضية بالدم والأرواح، ولا نود تكرار هذه التجربة المريرة.
مشاركة :