الصيني يترك «مكة» .. طفلة حائرة بين الصحف

  • 11/22/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كأب روحي لصحيفة صاعدة عاشت "مكة" وريثة صحيفة "الندوة" في ظل أب قوي وصاحب تجربة رائدة هو الدكتور عثمان الصيني، وفي لحظة فارقة قرر الأب المغادرة تاركا طفلة مختلفة ومميزة تشاغب أحيانا وتقف في أحيان حائرة من مشهد صحفي جديد يجري تكوينه كحفل عرس غاب بعض كباره وبدأت إيقاعات شبابه تملأ المكان. غاب اسم عثمان الصيني عن رئاسة تحرير صحيفة "مكة"، الصحيفة الوليدة (تعد الأحدث) لمؤسسة عريقة (تعد من بين الأقدم) في تاريخ الصحافة السعودية، وفي غياب شمس الصيني المحرر الأكبر لصحيفة "مكة" بزوغ شمس جديدة لباحث لم تتسن له بعد فرصة التفرغ لعلومه ومخطوطاته. يقول عنه رفقاؤه، إن رئاسة التحرير كانت له فرصة إجازة اقتطعها من يومه المضني بالبحث ومراجعة المخطوطات، لكنه اليوم يعود ليختار الرجوع لدوائر البحث والتأليف بعيدا عن ضوضاء الصحافة ومشكلاتها اليومية. يقول الدكتور عثمان الصيني حين تسأله لماذا الآن بالذات، إن القرار كان لا بد منه وإن لم يكن اليوم لكان قبله أو بعده لكن الأهم هو أن الوقت قد حان لبعض الراحة، وهنا يشير أحد أبرز رفقائه إلى أن راحة رجل كعثمان الصيني هي العودة لمخطوطاته ومتابعة أبحاثه، فهو مرجع علمي لكبار الباحثين في الجزيرة العربية في مجال المخطوطات تحديدا – كما يؤكد رفيق دروبه الصحافية الأخيرة علي الزيد- الذي يشير إلى أن شخصا كعثمان الصيني يعد كفاءة مختلفة قل نظيرها، فهو أكاديمي عالم ومثقف أديب لا يمكن لك إلا احترام تاريخه ولا يمكن لك إلا أن تتساءل وأنت تراقب تصرفاته كيف يتأتي لشخص واحد أن يمسك بتلابيب علوم وهموم عدة في آن واحد لتجده لا يترك اتصالا من غير رد ولا سؤالا من غير جواب. هذا هو باختصار عثمان الصيني الذي اختار البقاء مشرفا على المجلة العربية، فيما صحيفة "مكة" تمضي بتحدٍ جديد كفتاة تحاول إقناع الجميع أنها قادرة على أن تعتمد على نفسها عبر قدرات شبانها كأنموذج جديد لصحافة سعودية تقف على ثوابت القديم وتجذب كل أسلوب حديث ليزيد عشاقها المتحفزين دون أن تُغضب الباقين.

مشاركة :