شاهد القذائف تنفجر بطريقة مختلفة تماماً في بيروت!

  • 4/10/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قد تتحول القذيفة المدفعية من أداة للقتل والتدمير إلى قطعة فنية، منحوتة ومزخرفة وملونة، تعبّر عن فكرة إبداعية أو حتى عن رسالة سياسية، تنفجر فنوناً وهويات، كما في معرض ينظم حالياً في العاصمة اللبنانية بيروت. تطالع الزائر في معرض "هويات دائمة" المقام في غاليري صالح بركات في بيروت حتى 28 نيسان/إبريل، مجموعة قذائف تمثل هويات 46 بلداً. ومع أنها قذائف غير مدوية مصنوعة من حجر وخشب ومعدن، لكنها صاخبة بشخصياتها وألوانها وزخرفاتها وما تحمله من أبعاد ومعان. نسقت هذه المجموعة الفنانة التشكيلية اللبنانية كاتيا طرابلسي، فجعلت كل قذيفة تروي حكاية آتية من بلد. وتستريح هذه القذائف على صناديق خشبية باللون الأخضر العسكري القاتم، مستوحاة من تلك المخصصة لحفظ الذخائر المدفعية. تقول طرابلسي لوكالة فرانس برس "أردت من خلال الفن أن أظهر أن القذيفة المدفعية التي تمثل التدمير والقتل والاحتلال، لا تستطيع أن تلغي الهوية. وهي في المعرض قطعة فنية شاهدة على التاريخ وليست وسيلة للتدمير". وتنهل طرابلسي أعمالها الفنية هذه من الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) التي عايشتها وتحل ذكراها في 13 نيسان/إبريل، ويحمل معرضها هذا رسالة فحواها "أوقفوا الحروب لأنها لا تؤدي إلى نتيجة". أمضت طرابلسي 4 أعوام من البحث والتحضير للمعرض، سافرت خلالها إلى 12 بلداً. وتقول "استعنت بحرفيين من كل دولة، نفذوا القطع الفنية، وحرصت على أن يستخدموا المواد التي تصنع فيها الأعمال الحرفية الخاصة بكل بلد". تبدو بعض قطع المعرض الفنية ملتزمة، على غرار القذيفة التي تمثل فلسطين، حيث علقت عليها طرابلسي مفاتيح حديد قديمة لمنازل لم يعد أهلها إليها منذ العام 1948. أما المنحوتة التي تمثل ألمانيا فنفذت بمادة صمغية رمادية، بلون جدار برلين الذي كان يفصل شطري ألمانيا الشرقي والغربي قبل سقوطه في العام 1989. ولم تنس تتويجها بشريط شائك. أما لبنان فمثلته بقذيفتين: الأولى من خشب الأرز حفرت عليها مجموعة من الرجال على متن سفن فينيقية، والثانية زينتها بشعارات 18 حزباً لبنانياً، بعدد الطوائف التي يتألف منها لبنان. واختارت الخشب المطعم بالصدف في المنحوتة التي تمثل سوريا، ونحتت حمورابي على القذيفة العراقية. أما فرنسا فمثلتها بماريان، الشعار الوطني للجمهورية الفرنسية، والولايات المتحدة بالبوب آرت وثقافة الاستهلاك، وروسيا بدمية ماتريوشكا.

مشاركة :