أفاد الإعلام الرسمي السوري الثلاثاء بأن الحكومة السورية دعت "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" لإرسال بعثة من أجل زيارة مدينة دوما في الغوطة الشرقية والتحقيق بشأن تقارير حول هجوم كيميائي مفترض وجهت أصابع الاتهام فيه لدمشق. من جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الثلاثاء عن غضبه إزاء التقارير الأخيرة عن هذا الهجوم المفترض ودعا إلى إجراء تحقيق بلا قيود يتولاه محققون دوليون "محايدون". ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" الثلاثاء أن وزارة الخارجية السورية قد وجهت دعوة رسمية إلى "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" تعرض فيها إرسال المنظمة فريقا لتقصي الحقائق لزيارة مدينة دوما والتحقق من تعرضها لهجوم كيميائي مفترض. ونقلت الوكالة عن مصدر في وزارة الخارجية قوله "وجهت الوزارة دعوة رسمية ’لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية‘ لإرسال فريق من بعثة تقصي حقائق لزيارة مدينة دوما والتحقيق في الادعاءات المتعلقة بحادثة الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية فيها"، وذلك قبل ساعات على اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول سوريا. أنطونيو غوتيريس غاضب وعلى الصعيد الدولي، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بيانا أعرب فيه عن غضبه وقال فيه "أي استخدام مؤكد للأسلحة الكيميائية، من أي طرف في النزاع وتحت أي ظروف، هو شيء بغيض وانتهاك فاضح للقانون الدولي". وتابع أن "خطورة المزاعم الجديدة تستدعي تحقيقا شاملا يجريه خبراء محايدون ومستقلون ومحترفون". وأكد غوتيريش مجددا دعمه الكامل "لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية" ولمهمة تقصي الحقائق التي تقوم بها مؤكدا على "وجوب تمكينها تماما من الوصول (إلى المنطقة) بدون فرض أي قيود أو عوائق على نشاطاتها". ولم تعد الأمم المتحدة تملك هيئة تحقيق خاصة بالهجمات الكيميائية في سوريا منذ توقف عمل مجموعة الخبراء المشتركة بين الأمم المتحدة و"منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" في نهاية 2017 لعدم تجديد مهمتها بسبب رفض روسيا. بلبلة دبلوماسية دولية وكانت "منظمة الخوذ البيضاء" (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) قد أعلنت بالتزامن مع منظمة غير حكومية أمريكية هي "الجمعية الطبية السورية الأمريكية" (سامز) وقوع هجوم كيميائي على مدينة دوما، آخر معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق مساء السبت، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا. ولوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برد عسكري على النظام السوري بعد التقارير عن هذا الهجوم الكيميائي، وحمل بعنف على روسيا التي حذرت من "عواقب خطيرة" إذا حدثت ضربات غربية. وستقوم البعثة الدبلوماسية الأمريكية في الأمم المتحدة بطرح مشروع قرار الثلاثاء في مجلس الأمن ينص على آلية تحقيق دولية في استخدام أسلحة كيميائية في سوريا. غير أن روسيا اعتبرت أن النص يتضمن "عناصر غير مقبولة"، وتعتزم تقديم مشروع قرار منافس في مجلس الأمن الثلاثاء أيضا يطالب بتحقيق تجريه "المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية" وذلك وفقا لما أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. للمزيد: ضربات جوية تستهدف مطار التيفور العسكري السوري وواشنطن تنفي تنفيذها استنفار عسكري سوري في الوقت ذاته، تشهد قواعد الجيش السوري حالة استنفار شديد لدى كافة وحداتها غداة تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برد قوي وقريب ملوحا بالخيار العسكري بعد توجيه أصابع الاتهام إلى دمشق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء أن "قوات النظام ومسلحين موالين لها تواصل استنفارها منذ مساء الاثنين تحسبا لضربات محتملة" تهدد بها الدول الغربية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "عممت قيادة أركان الجيش منذ منتصف الليل تنفيذ استنفار لمدة 72 ساعة على كافة القطاعات العسكرية، المطارات والقواعد" في كافة المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية، وبينها دمشق. وأضاف "هذا الشيء لا يحصل إلا ردا على التهديدات الخارجية (...) هناك تحصينات وتدريبات للانتشار السريع". سوريا: الهجوم الكيميائي "فبركات" تمهيدا لعدوان مماثل للعدوان على العراق ومنذ ورود أول التقارير حول الهجوم الكيميائي، اعتبرت دمشق الاتهامات "فبركات"، وهي لطالما نفت استخدام الأسلحة الكيميائية طوال سنوات النزاع منذ العام 2011، كما تؤكد أنها دمرت ترسانتها في 2013 بموجب قرار أمريكي روسي إثر اتهامها بهجوم أودى بحياة المئات قرب دمشق. وخلال جلسة لمجلس الأمن الاثنين، قال ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن الهدف من "الاتهام الباطل" هو "تهيئة الأجواء للعدوان على سوريا على غرار ما فعلته الولايات المتحدة وبريطانيا من جريمة عدوانية موصوفة بحق العراق في العام 2003". فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 10/04/2018
مشاركة :