في حوار مع DW عربية حذر خبير عسكري روسي من مخاطر توجيه ضربة لسوريا، إذ قد يؤدي لمواجهة مباشرة بين القوتين العظميين وحرب عالمية ثالثة يستخدم فيها السلاح النووي. كما تحدث عن الأهداف التي يمكن ضربها في سوريا. الهجوم الكيماوي المفترض على دوما السورية، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 60 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين، تم التنديد به وبشدة خاصة من الدول الغربية. وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برد سريع وقوي على ما يعتقد أنه هجوم كيماوي. وذكر ترامب في اجتماعه مع قادة عسكريين ومستشارين للأمن القومي أنه سيتخذ قرارا إزاء الرد، مضيفا أن الولايات المتحدة لديها "خيارات عسكرية كثيرة" بشأن سوريا. حول الرد الأمريكي العسكري المحتمل وعن الأهداف التي يمكن أن تستهدفها الولايات المتحدة، أجرت DW عربية حواراً مع المحلل العسكري الروسي في وكالة تاس الروسية، فيكتور ليتوفكين. DW عربية: ما مدى الضربة العسكرية الأمريكية المحتملة وهل ستكون قاعدة حميميم من بين الأهداف المحتملة؟ فيكتور ليتوفكين: أعتقد أن الضربة العسكرية من قبل الولايات المتحدة على سوريا ستقتصر على صواريخ كروز "توماهوك" من المدمرتين "دونالد كوك" و"بورتر" التي تقترب الآن من سواحل سوريا. وحسب علمي لا توجد في البحر الأبيض المتوسط حاملات طائرات أمريكية، لذلك أرى أن الضربة العسكرية ستقتصر فقط على صواريخ "توماهوك". أما فيما يخص الأهداف العسكرية، فهناك باقة متنوعة من الأهداف من ضمنها مقر هيئة الأركان العامة السورية، إضافة إلى قواعد ومطارات عسكرية سورية، ولا أستبعد تعرض قصور الرئيس السوري للقصف. وأريد أن أشير إلى أن هناك جنود وخبراء روس في كل القواعد والمطارات العسكرية تقريبا، التي تؤدي مهام المساعدة لأفراد الجيش السوري في الحرب ضد الجماعات المسحلة الإرهابية. لذلك هناك احتمال كبير لتعرض الروس للقصف، الذي يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة جداً. وقد حذر رئيس هيئة الأركان في الجيش الروسي، فاليري غيراسيموف الولايات المتحدة من تعرض مواطنين روس للقصف الأمريكي، وفي حال تعرضهم لأذى فسيقوم الجيش الروسي باعتراض هذه الصواريخ وقصف مصادرها. ولذلك على خلفية هذا التحذير، أرى أن على الولايات المتحدة التفكير جيداً قبل استهداف سوريا، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة جداً. وفي حال تعرض قاعدة حميميم للقصف، فإن هذا إعلان للحرب على روسيا. ولا أعتقد أن الولايات المتحدة ستقوم بهذه الخطوة، لأنها ستؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة. DW عربية: هل يعني ذلك أن الضربة ستؤدي إلى مواجهة مباشرة بين روسيا وأمريكا؟ فيكتور ليتوفكين: يمكن أن تؤدي الضربة العسكرية إلى مواجهة خطيرة بين القوتين العظمتين، ولا أستبعد استخدام السلاح النووي في هذه المواجهة. هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل من روسيا والولايات المتحدة، كلاهما يملكان سلاحا نوويا وتضم ترسانة كل بلد قرابة 1500 رأس نووي. إضافة إلى ذلك تملك الولايات المتحدة نحو 200 قنبلة نووية في القارة العجوزة (أوروبا). ولذلك ستشهد الحرب عواقب خطيرة، في حال نشوبها. DW عربية: وماذا بالنسبة لتوازن القوى على الأرض في سوريا؟ فيكتور ليتوفكين: لا أتوقع أن تؤثر الضربة لو وقعت على توازن القوى في سوريا، فالمعارضة السورية مشتتة ولا تملك أي قوة على الأرض تقريبا. وفي حال نشوب الحرب بين روسيا وأمريكا، فإن دور اللاعبين الإقليمين سيقتصر فقط على المشاهدة والأمل على عدم الانجرار إليها. فيكتور ليتوفكين، محلل عسكري روسي في وكالة تاس الروسية، عقيد متقاعد سابق. أجرى الحوار: س.آ/ ع.ج
مشاركة :