الريال ومواصلة تحطيم الأرقام القياسية

  • 4/11/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من أن ريال مدريد قد أخفق بشكل غير متوقع على صعيد الدوري المحلي في اسبانيا هذا الموسم ووقوعه بالمركز الثالث هذا العام خلف برشلونة المتصدر وأتلتيكو مدريد صاحب الوصافة، إلا أن مسيرة الفريق الملكي في دوري أبطال أوروبا تختلف كليا عما ظهر عليه في الليغا، ولا عجب في ذلك، فالميرينغي رفقة زين الدين زيدان قد حقق رقما قياسيا جديدا في دوري الأبطال من خلال تحقيقه اللقب مرتين متتاليتين تحت قيادة نفس المدرب وكذلك وصوله للقب رقم (12) كأكثر نادٍ فاز بلقب هذه البطولة، ويبدو أن زيدان وأبناءه عازمين على مواصلة نثر الإبداع والتميز من خلال تحقيق اللقب الثالث على التوالي والثالث عشر في تاريخ النادي الأعرق في العالم، وليس ذلك بالمستحيل أو الصعب حتى في ظل وجود كوكبة من أشهر وأفضل اللاعبين في العالم، وعلى رأسهم قلب الدفاع سيرجيو راموس وثنائي خط الوسط لوكا مودريتش وتوني كروس إضافة للخارق فوق العادة نجم منتخب البرتغال وأسطورتة كريستيانو رونالدو. أما يوفنتوس، فلم يشفع له تاريخه الكروي وهيمنته المستمرة منذ ستة مواسم في الدوري الايطالي من أجل تجنب الخسارة القاسية التي تعرض لها بوفون وفريقه على يد كريستيانو رونالدو مدريد بثلاثة أهداف دون رد، وتمنح الأهداف الثلاثة في تورينو النادي الملكي أفضلية واضحة يكون العودة فيها ليوفنتوس مستحيل في ظل عجزهم الواضح والظاهر جليا في زعزعة دفاع واستقرار الملكي، ومن غير المتوقع أن يملك المدرب ماسيمليانو أليغري خطة واضحة تجنب فريقه الخروج من مسابقة دوري أبطال أوروبا، إلا أنه يجب عليه حفظ ماء وجه كبير الأندية في ايطاليا، من خلال تحقيق التعادل على الأقل أو فوز يسهم في حفظ ماء الوجه، وسيفتقد السيدة العجوز لخدمات المهاجم الأرجنتيني باولو ديبالا بعد تلقيه البطاقة الحمراء في ذهاب الدور ربع النهائي، ما يعني إضعاف القوة الهجومية لنادي مدينة تورينو وبشكل سيلاحظه هواة كرة القدم وصغار متابعيها قبل كبار نقادها ومحلليها. ويملك ريال مدريد سجلا مميزا هذا الموسم بشكل عام وعلى أرضه بشكل خاص، ولم يخسر النادي الملكي سوى في أربع مباريات وحققوا حتى اليوم خمس انتصارات متتالية على ملعب سانتياغو برنابيو مما يشير الى صعوبة تمكن يوفنتوس من الحاق الهزيمة بهم مساء اليوم. أما يوفنتوس، فمحليا تبدو أوراقه مرتبة وفي أحسن حال، لكن تذبذب الفريق الواضح في دور ثمن النهائي وعبور توتنهام بشق الأنفس ومن ثم الخسارة العريضة التي تلقاها أمام ريال مدريد كلها إشارات واضحة تدل على صعوبة مجاراة الميرينغي على أرضهم وبين جمهورهم. على الجانب الآخر، ورغم فوز بايرن ميونخ ذهابا خارج أرضه على اشبيلية بهدفين لهدف إلا أن الفوز لم يكن حاسما، وسيعمل المدرب الشهير يوب هينكس على الدخول بأقوى تشكيلة يملكها العملاق البافاري من أجل حسم التأهل للدور نصف النهائي وتجنب أي مفاجآت يكون اشبيلية قادرا على إحداثها. ويواجه هينكس مشكلة كبيرة قد تضطره لاستبعاد العديد من اللاعبين الأساسيين في الفريق خوفا من تلقيهم بطاقة صفراء ثانية تحرمهم بشكل مؤكد وهم: المهاجم الأول في الفريق روبرت ليفاندوفسكي، وصخرة الدفاع جيروم بواتينغ إضافة للمتألق جوشوا كيميتش. ومن المتوقع أن يبدأ جيمس رودريغيز أساسيا رفقة توماس مولر في خط الهجوم في محاولة لتغطية النقص الحاصل نتيجة لغياب هداف منتخب بولندا – لو حصل . ويملك العملاق البافاري أفضلية طفيفة على اشبيلية كونه يلعب على أرضه وبين جمهوره لكن المباراة لن تحسم بشكل نهائي إلا مع إطلاق صافرة النهاية. ويمكن أن يخلق اشبيلية الطموح وبطل الدوري الأوروبي ثلاث مرات متتالية (2013 – 2016) العديد من المشاكل للنادي البافاري، ويتميز النادي الأندلسي بقدرته في الضغط العالي على الخصم ومفاجأته في العديد من الهجمات، بل والتسجيل من أنصاف الفرص في حال وجود أي ثغرة لدى الفريق المنافس. وعبر اشبيلية الى هذا الدور المتقدم بعد أن استطاع إقصاء أقوى فريق في أوروبا وهو مانشستر يونايتد، ورغم تواضع المستوى على صعيد المحلي، إلا أن فيتشينزو مونتيلا يظهر بشكل مغاير ومختلف كليا في أوروبا. وقد يعيب على اشبيلية قلة الخبرة ومهارة اللاعبين وحسن تصرفهم في مثل هذه المسابقة كونه من الأندية حديثة المشاركة فيها، على عكس بايرن ميونخ المتخصص بهذه المسابقة والمشارك فيها كل عام. منطقيا، قد لا نرى أي مفاجآت في ليلة اليوم، فريال مدريد قد حسم تأهله منذ مباراة الذهاب ولن تكون مباراة الإياب سوى تحصيل حاصل، وبايرن ميونخ قد يستطيع بخبرته وأفضليته حسم النتيجة أمام اشبيلية والقضاء على آمالهم منذ النصف الأول من المباراة، وهذا ما سيعمل عليه هينكس ولاعبوه.

مشاركة :