حالة رعـب وتـأهــب أمــــني خــوفــا مــن انـدلاع احـتـجـاجـات شـعـبـيـة انهارت العملة الإيرانية انهيارا تاريخيا غير مسبوق، حيث ارتفع سعر صرف الريال الإيراني مقابل الدولار إلى 61 ألف ريال مقابل الدولار الواحد، وهو أعلى سعر صرف للريال الإيراني في تاريخه على الإطلاق. وشهدت قاعة البرلمان الإيراني امس مشاجرات ومشادات كلامية بسبب انهيار العملة، وتداولت حسابات إيرانية عبر موقع «تويتر» مقاطع مأخوذة من التلفزيون الإيراني تظهر اشتباكات بالأيدي بين النواب لدى حضور محافظ البنك المركزي الإيراني ولي الله سيف، أمام البرلمان لمناقشة أسباب انهيار العملية الإيرانية. وكانت وكالة «إيرنا» الحكومية قد أكدت أن سعر صرف الريال الإيراني مقابل الدولار ارتفع إلى 60 ألف ريال مقابل الدولار الواحد بحلول ظهر الاثنين، لكن تم تداوله بسعر 61000 في سوق الصيرفة. وشهدت العملة ارتفاعا مطردا خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث بلغت في سبتمبر 2017 مقابل 36000 ريال مقابل الدولار الواحد وفي فبراير الماضي 47000 ريال وفي 9 أبريل بلغ 61000 ريال مقابل الدولار الواحد. في حين عزا محافظ المصرف المركزي ارتفاع سعر العملة الصعبة إلى أسباب غير اقتصادية، في مقدمتها «محاولات الأعداء التأثير على اقتصاد البلاد عبر إثارة توترات دولية»، بحسب ما نقلت وكالة «فارس». كما ذكرت الوكالة أن سيف قال في تصريحاته أمام مجلس الشورى (البرلمان) إن «ما يبعث على القلق هو الحجم الكبير للسيولة النقدية، التي تمت السيطرة على تأثيرها على الأسواق لغاية الآن». وأضاف: «إن ما يمكن أن يترك تأثيرا كبيرا على سعر العملة الصعبة هو عنصر غير بنيوي وعوامل غير اقتصادية تتمثل في عدم الثقة بالمستقبل، التي للأسف قمنا بتأجيجها بطرق مختلفة، كما أن أعداءنا يعملون بدأب عبر توترات دولية للتأثير على اقتصاد البلاد وضرب توازنه». وردا على سؤال رئيس البرلمان علي لاريجاني حول الإجراءات الواجب اتخاذها للسيطرة على تذبذبات سوق العملة الصعبة قال سيف إن «القرار هو توظيف جميع الإمكانيات في أجواء شفافة لخدمة الحاجات الحقيقية لاقتصاد البلاد، في أفق يتمكن فيه البنك المركزي من الإشراف على جميع أبعاده وأن يمتلك (البنك المركزي) في إطاره مناورة اتخاذ القرار». وقال محافظ البنك المركزي الإيراني إن إحدى سياساتنا تتمثل في استخدام اليورو بديلا عن الدولار الذي لا دور له الآن في تجارتنا الخارجية في الظروف الراهنة. وكان النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري قد أعلن تحديد سعر صرف الدولار بـ4200 تومان ( 42000 ريال) وذلك في تصريح صحفي أدلى به مساء الاثنين في ختام الاجتماع الطارئ للجنة الاقتصادية للحكومة والذي عقد برئاسة الرئيس حسن روحاني للبحث في كيفية إدارة سوق العملة. هذا وشهدت مراكز الصرافة لبيع العملات الأجنبية في إيران، أمس الثلاثاء، شللًا في حركة البيع والشراء، إذ توقفت عمليات البيع والشراء عقب إعلان سعر الصرف الجديد من قبل الحكومة. وذكرت وسائل إعلام ايرانية أن المراكز أقفلت أبوابها أمام الزبائن لعدم قدرتها على شراء وبيع العملات وفق الأسعار الجديدة. وأكدت معصومة احتشام عضوة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تقول: «ارتفع يوم الأحد المصادف 8 إبريل سعر الدولار في سوق العملة بطهران إلى أكثر من 500 تومان حيث بلغ سعر الدولار 5 آلاف و800 تومان. وبعده بيوم واحد (اليوم) ارتفع السعر بشكل كبير بالغا 6300 تومان مما أدى إلى إغلاق الكثير من محلات الصرافة في طهران وإيقاف الصفقات. ومنذ أمس واليوم شهد شارع فردوسي في طهران صفوفا طويلة من المواطنين لشراء الدولار والعملة للحفاظ على رأسمالهم حيال هبوط سعر التومان مما أدى إلى انتشار واسع لقوات مكافحة الشغب للنظام في شارع فردوسي خوفا من ارتفاع نبرة الاحتجاجات الشعبية في الشارع وضواحيه. وأضافت السيدة احتشام قائلة: «لقد ترك الكثير من أصحاب محلات الصرافة أعمالهم منذ فترة ولا يبيعون ويشترون الدولار واليورو. كما يبين اندفاع المواطنين إلى المصارف لأخذ مبالغهم المودعة وعدم دفع الإيداعات من قبل البنوك إفلاسا أصيبت به مصارف نظام الملالي أكثر من أي وقت مضى بل يدل هذا الوضع على ذورة الإفلاس الذي طال الاقتصاد الإيراني حيث تصل نسبة البطالة إلى 20مليون ويرزح ما يقارب 40 مليون من المواطنين الإيرانيين تحت خط الفقر. وأعلن نائب في برلمان النظام قبل أيام أن 80 بالمائة من المواطنين الإيرانيين يرزحون تحت خط الفقر مما يعني أن 65 مليون من المواطنين الإيرانيين يرزحون تحت خط الفقر. واختتمت عضوة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كلامها بالقول: «يعود سبب الارتفاع غير المسبوق لسعر الدلار إلى عدم استناد البنية التحتية لاقتصاد البلاد تحت الحكم القروسطي للملالي إلى الصناعة أو الزرع أو الإنتاجات وما شابهها وإنما قائمة على «التربح والتهريب والاستيراد الواسع» بحيث ان كل الطرق لتحسين الاقتصاد الإيراني مغلقة. كما لهذا الوضع جذوره في السياسات العدوانية والإرهابية والفساد والنهب لهذا النظام، وبالإطاحة بأخطبوط ولاية الفقيه سوف يفتح درب التقدم والازدهار للاقتصاد الإيراني
مشاركة :