وقعت دولة الإمارات والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس، اتفاقية بقيمة 7,35 مليون درهم «2 مليون دولار أمريكي»، بغرض دعم «التغذية الطارئة للاجئين من الروهينجا من النساء والأطفال في بنجلاديش».ويأتي توقيع الاتفاقية انطلاقاً من موقف دولة الإمارات الثابت في مثل هذه الحالات المأسوية لتقديم يد العون الإنساني تجاه شعوب العالم الضعيفة وتحركها الميداني على الساحة الدولية للعناية بحياة المحتاجين والمهمشين منهم الذين تضرروا من النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية دون تمييز أو تحيز لجنس أو عرق أو معتقد وتلبية لخطة الاستجابة المشتركة لأزمة الروهينجا التي أطلقتها الأمم المتحدة في مارس الماضي، والتي تسعى للحصول على دعم مالي لمساعدة 1,3 مليون شخص بما في ذلك 884 ألف لاجئ من الروهينجا و336 ألفاً من المجتمعات المضيفة حتى نهاية هذا العام. ويهدف هذا التمويل إلى تقديم العلاج اللازم لنحو 132 ألف لاجئ بما في ذلك 78 ألف امرأة وطفل ممن يسكنون في مخيم كوكس بازار- بنجلاديش والتجمعات الجديدة الملحقة به. كما سيساعد هذا الدعم مفوضية اللاجئين وشركائها للعمل على تقليل نسبة الوفيات الناتجة عن حالات سوء التغذية المعتدلة والحادة؛ وذلك من خلال تدخلات غذائية منقذة للحياة كما يعزز التخطيط والاستجابة والرصد الفعال للتغذية في حالات الطوارئ، إضافة إلى تطوير تقييم احتياجات التغذية وتحليلها.وقع الاتفاقية كل من سلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية، وتوبي هارورد مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دولة الإمارات.وتهدف الاتفاقية إلى دعم مشروع «التغذية الطارئة للاجئين من الروهينجا من النساء والأطفال في بنجلاديش» خلال الفترة من مارس 2018 إلى ديسمبر 2018 بمبلغ مليوني دولار بما يزيد على ثلث 37% احتياجات المفوضية العاجلة لإجمالي تكلفة المشروع البالغة 5,4 مليون دولار أمريكي، لمعالجة سوء التغذية والمخاطر المرتبطة بسوء التغذية للاجئي الروهينجا المعني بالتركيز بشكل خاص على النساء والأطفال اللاجئين في المخيمات والمستوطنات الجديدة.وقال سلطان محمد الشامسي إن سياسة المساعدات الخارجية الإماراتية تأتي منسجمة مع مبادرات «عام زايد 2018» وجزءاً لا يتجزأ من النهج الخيري والعطاء الذي تتخذه دولة الإمارات تجاه القضايا الإنسانية بشكل عام وقضية اللاجئين والنازحين بشكل خاص وبالأخص للفئات الأكثر تعرضاً للمعاناة الإنسانية كالأطفال والنساء. وأضاف أنه منذ تصاعد حدة نزوح الروهينجا في شهر أغسطس الماضي، سارع عدد من المؤسسات الإنسانية الإماراتية بتوفير مساعدات عاجلة شملت مواد غذائية وإغاثية وصحية للمساهمة في تلبية الاحتياجات اليومية الملحة للاجئين، وقد بلغ إجمالي قيمة المساعدات الإماراتية المقدمة 6,7 مليون دولار منذ أغسطس 2017 وحتى مارس 2018.من جانبه ثمن توبي هارورد مدير مكتب المفوضية، الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات تجاه القضايا الإنسانية بشكل عام وقضية اللاجئين والنازحين بشكل خاص من خلال تقديم مختلف أوجه الدعم، خاصة الدعم المالي الذي يساهم في دعم قدرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وشركائها نحو خدمة تلك الفئات المتضررة وتخفيف معاناتها.وقال: «هناك أرقام مهولة من لاجئي الروهينجا الذين يعانون سوء التغذية الحاد، وخاصة بين الأطفال ما دون سن الخامسة.. ومثل هذا التبرع الكريم من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة سينقذ الكثير من الأرواح وسيساعد مفوضية اللاجئين وشركائها على تقديم خدمات أفضل في مجال التغذية للاجئي الروهينجا».يذكر أنه منذ 25 أغسطس 2017 أجبر أكثر من 655 ألف شخص من بينهم 355 ألف طفل على الفرار من ولاية راخين في ميانمار بحثاً عن ملاذ آمن في بنجلاديش، مما يجعل أزمة لاجئي الروهينجا هي الأسرع نمواً في العالم.. وانضم اللاجئون الجدد إلى ما يقرب من 213 ألف لاجئ روهينجي كانوا قد فروا إلى بنجلاديش في موجات نزوح سابقة. (وام)
مشاركة :