تواصل قطر تزلفها لإيران ومحاولاتها الدؤوبة للتقرب منها، وتوطيد تحالفها الاستراتيجي معها منذ إعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، قطع العلاقات مع الدوحة في يونيو الماضي؛ بسبب دعمها للإرهاب. ومن المعروف عرفاً أن الدول تحاول تحقيق مكاسب من خلال علاقاتها الدبلوماسية المتميزة مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا أو دول آسيا ودول أمريكا الجنوبية بأن تحصل مثلاً على ميزة إعفاء مواطنيها من تأشيرة الدخول لتلك الدولة، ولكنها لا تلهث وراء الإعفاء من تأشيرة الدخول لدولة مارقة عن الإجماع الدولي ومصنفة بأنها دولة إرهابية،خاصة أن وجود ختم الدخول إلى دولة مثل ايران على أي الجواز يعرض حامله للمساءلة والتحقيق في العديد من مطارات العالم.ومع ذلك لا تمل قطر من مطالبة إيران بإلغاء التأشيرات، وفي إطار الشوفونية، التي اشتهرت بها تعد ذلك مكسباً وإنجازاً دبلوماسياً، وهي تدرك تماماً بأنها بذلك تضع مواطنيها أمام المساءلة القانونية إن أقدموا على زيارة طهران أو أي مدينة إيرانية أخرى.وفي هذا الصدد طلب رئيس منظمة الموانئ القطرية، عبدالله الخنجي، من نظيره الإيراني، محمد راستاد، إلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين، معتبراً أن إلغاء هذه التأشيرات سيسهم في تطوير السياحة والتجارة بين البلدين. وقال الخنجي، في حديث لوكالة أنباء «مهر» الإيرانية،أمس : «إن قطر تعمل على إقناع إيران برفع تأشيرات الدخول بين مواطني البلدين، أو تسهيل إجراءات عملية إصدار التأشيرات بين الدوحة وطهران». وأضاف أن بلاده ستعمل على حل مشاكل إصدار تأشيرات الدخول إلى إيران مع المسؤولين الإيرانيين.وكان وفد قطري، يضم كبار مديري وزارة المواصلات والمنظمة القطرية للموانئ، برئاسة عبدالله الخنجي، قد وصل، صباح أمس، إلى طهران.وقالت الوكالة الإيرانية، إن الوفد القطري بدأ بزيارة ميناءي عبادان والخميني، بمحافظة خوزستان، وميناءي بوشهر وبندر عباس جنوب إيران، واطلع على قدرات هذه الموانئ، والتوقيع على اتفاقية تعاون بحري بين طهران والدوحة.وذكر الخنجي، خلال مؤتمر صحفي عقده بطهران، عقب اجتماعه بنظيره الإيراني محمد راستاد، أن قطر تريد الاستثمار في الموانئ الإيرانية، مطالباً بضرورة العمل على تسهيل نقل البضائع الإيرانية إلى قطر. وقال قائد قوات حرس الحدود الإيرانية، العميد قاسم رضائي، الذي يزور قطر حالياً، إن هناك تعاوناً حدودياً جيداً ومتنامياً يجمع بين إيران وقطر. وأوضح إن هناك تعاوناً بين قوات الحدود الإيرانية مع الجانب القطري لإجراء دوريات رصد واستشراف بحرية متزامنة؛ مضيفاً أن زيارته الحالية للدوحة تأتي استكمالاً للجهود الرامية إلى ترسيخ مزيد من العلاقات الحدودية بين البلدين.