دبلن - كشفت دراسة حديثة أن الطفل الذي يرتبط والداه بصلة قرابة تزيد احتمالات إصابته في مرحلة ما من حياته باضطرابات عقلية مثل الكآبة والقلق ثلاث مرات بالمقارنة مع الأطفال الآخرين. وتوصلت الدراسة التي أنجزها باحثون في أيرلندا الشمالية إلى أن احتمالات وصف العقاقير المضادة للذهان لعلاج حالات مثل الفصام تتضاعف مرتين بين مثل هؤلاء الأطفال بالنسبة للآخرين. ولم يكتشف الباحثون السبب في أن ارتباط الوالدين بصلة قربى قوية يزيد من خطر الاضطرابات العقلية، ولكن دراسات سابقة كشفت أن أطفالا لمثل هؤلاء الأزواج يكونون أكثر تعرضا للاضطرابات الوراثية أحادية الجين. وأوضحت الدراسات أن مثل هذه الحالات تحدث من وراثة الوالدين لحمض نووي محدّد من جد مشترك، ومن بينها التليف الكيسي وأزمة الخلايا المنجلية وداء هنتنغتون ومتلازمة كروموسوم اكس الهش الذي يسبب صعوبات في التعلم وإعاقات ذهنية. وأظهرت الإحصائيات أن نحو 10 بالمئة من أطفال العالم يرتبط آباؤهم وأمهاتهم بصلة قربى من ضمنها الأعمام والأخوال. ولفت الباحثون الذين أجروا الدراسة في جامعة كوين في بلفاست بأيرلندا الشمالية إلى أن النتائج ليست مقلقة كما تبدو. وأوضحوا أن الإحصاءات تبيّن أن احتمالات ألا يحتاج الفرد الذي يرتبط والداه بصلة الأعمام والأخوال إلى مضادات للذهان في مرحلة ما من حياته، تبلغ 99 المئة. وقالت الدراسة بما أن أغلب الأشخاص تبلغ احتمالات إصابتهم بالكآبة في مرحلة ما من حياتهم 10 المئة فإن هذه النسبة تتضاعف ثلاث مرات بين الأطفال الذين يرتبط آباؤهم وأمهاتهم بصلة قربى، حيث تزيد النسبة إلى 30 المئة. ويعني هذا أن احتمالات عدم حاجتهم إلى مضادات للذهان على الإطلاق تبلغ 70 بالمئة. وأفادت نتائج الدراسة أن الاضطرابات الوراثية أحادية الجين تكون منتشرة بين الجماعات المعزولة حتى من دون زواج الأقارب. وأشارت إلى أن الأشخاص الذين يرتبطون بصلة أبناء العمّ أو الخال ويريدون الزواج يجب أن يطلبوا استشارة طبيب مختص بالأمراض الوراثية قبل أن يقرروا إنجاب أطفال.
مشاركة :