دعا القيادي بافيل طالباني إلى ضرورة تجديد حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» تمهيداً لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بـ «قوة»، فيما دعت جمعية «البيشمركة القدامى» إلى انتزاع ممتلكات الحزب من القيادي السابق برهم صالح بعد انشقاقه. وعاد (نجل جلال طالباني) بافيل إلى الواجهة على الصعيدين التنظيمي والإعلامي، وهو يواجه تهمة «الخيانة» من قادة في الحزب وحليفه حزب «الديموقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني، بعد اتفاقه مع بغداد على تسليم محافظة كركوك إلى القوات الاتحادية، على وقع تداعيات الاستفتاء الذي نظمه الأكراد حول الانفصال في أيلول (سبتمبر) الماضي. وبحث بافيل خلال اجتماع عقده في منطقة «دباشان» (السليمانية) مع أعضاء عدد من فروع الحزب في المحافظة، وأعضاء من «البيشمركة القدامى»، في «التطورات السياسية في الإقليم والعراق، إضافة إلى وضع الحزب». وشدد على «أهمية تجديد حزبه بما يلائم المرحلة والتحديات الراهنة، وينسجم مع تطلّعات الجماهير، فضلاً عن المشاركة بقوة في الانتخابات البرلمانية المقبلة». وأكد أن «الحزب ملك للجميع وعلينا أن نضع يداً بيد للعمل على تنشيطه وتجديده، واستمرار النضال على نهج مام جلال (جلال طالباني)، خصوصاً في هذه المرحلة». إلى ذلك، أعربت جمعية «البيشمركة القدامى» في بيان، عن «امتعاضها واستغرابها من استمرار صالح والمنتمين إلى قائمته في الاستحواذ على أملاك الحزب على رغم انشقاقهم»، مطالبة إياهم بـ «تسليم كل الممتلكات من مباني ودور ومركبات». وشددت البيان على «وجوب قطع رواتب وامتيازات هؤلاء». وأمهل قيادة الحزب «عشرة أيام لاستعادة الممتلكات». وكان برهم صالح أسس حزب «الديموقراطية والعدالة» عقب انشقاقه عن «الاتحاد الوطني» الذي تعصف به انقسامات منذ تعرض زعيمه ومؤسسه جلال طالباني إلى جلطة دماغية أواخر عام 2012، ليشتد الصراع بعد رحيله العام الماضي حول الزعامة والإيرادات بين قطب تقوده عقيلة طالباني هيرو إبراهيم أحمد، وآخر بقيادة كوسرت رسول علي. ورداً على الاتهامات، قال الناطق باسم حزب صالح ريبوار كريم: «نرحب بأن يكون هناك مثل هذه الجمعية (البيشمركة القدامى) للمواجهة والتحقيق في أي حالة أو محاولة للاستحواذ على الأموال، لكننا تأكدنا أن البيشمركة القدامى لا يعلمون بصدور بيان باسمهم»، مؤكداً أن برهم صالح ورفاقه في التحالف «ليسوا في حاجة إلى مُلك أو مبنى من أي جهة، ونأمل في أن يعلم المواطنون من فرّط بأموال الشعب، وهما الحزبان الحاكمان». وزاد: «ندعو هذه الجمعية إلى أن تسترجع ما سُرق من قبل مافيات الاتحاد»، مشيراً إلى أن «صالح يتقاضى راتبه التقاعدي من بغداد منذ كان نائب لرئيس الوزراء، ولم يتلق فلساً من الإقليم». إلى ذلك، أثار تولي شالاو كوسرت رسول منصب مسؤول مركز تنظيمات الحزب في أربيل، وهو نجل كوسرت رسول نائب زعيم الحزب الذي وقع على أمر التكليف، تحفظات وهواجس من التوجه «نحو فرض حكم العائلة». لكن قادة في الحزب أكدوا أن «الخطوة جاءت بناء على طلب مسؤول مكتب التنظيمات رفعت عبدالله ووفق تنسيق مسبق». وكان المجلس القيادي للحزب منح كوسرت رسول صلاحيات زعيمه الراحل طالباني «موقتاً» لتشكيل قيادة جديدة، بعد تأجيل متكرر للمؤتمر العام، على وقع الانقسامات القائمة.
مشاركة :