في مقدمة كتابه "زمن الدراما"، يؤكد الدكتور حسن عطية، تحفظه على مقولة الدكتور جابر عصفور الخاصة بأننا نعيش في زمن الرواية، باعتبار أنه حين يغدو التمرد على الأنساق المغلقة بداية انهيار هذه الأنساق، مشيرا إلى أنه قول غير بعيد عن جنسي الشعر والدراما، فالشعر العربي الحديث بدأ منذ نهاية أربعينيات القرن الماضي بالتمرد على الأنساق التقليدية المغلقة، والأمر كذلك مع الدراما المسرحية. ولاحظ الدكتور حسن عطية، أن الدكتور جابر عصفور، لم يكتف بمقولته بأن زماننا هو زمن الرواية، مدمجًا فن القصة في فن الرواية باعتبارهما ينتميان لجنس السرد، بل راح يعظم من جنس السرد ليتسع للرواية والقصة والفيلم والمسرحية والمسلسل التلفزيوني! ويضم الكتاب أربعة فصول، هي الدراما المسرحية، والدراما الإذاعية، والدراما السينمائية، والدراما التلفزيونية.ويختتم د. حسن عطية أستاذ الدراما ونظريات النقد وعلوم المسرح بالمعهد العالي للفنون المسرحية، المقدمة بتأكيد أننا لازلنا في أمس الحاجة اليوم إلى أفلام لا تركب الموجة مغيرة لنهاياتها التقليدية كي تناسب أوضاع ما بعد الثورة، وإلى مسلسلات تستعيد عقولنا من صحراوات سمارة وسيد أبو شفة والباطنية وعالم الكباريهات والحارات المدمرة لناسها، وتنبه هذه العقول إلى أن السلف الصالح لا يلغي الخلف الصالح، وأن منح حق الاجتهاد بالأمس له نفس الحق اليوم، وأن الانغلاق العقلي سبيل للانهيار المجتمعي.