عبده الأسمري بخبرة سياسية امتدت 30 عاما في دهاليز الاستخبارات والدبلوماسية كانت سيرته فاصلة بين العلم والإنجاز ومتواصلة ما بين الحلم والنتيجة.. فالتأهيل الديني والسياسي والمعرفي الذي تلقاه بكثافة في بلاط والده الملك الراحل اختلط بتأهيل أكاديمي رفيع المستوى في جامعة جورج تاون الأمريكية فخرج بإجازة عليا في الآداب عام 1968م. عاد الأمير تركي الفيصل لوطنه وفي يده اليمنى شهادة موازية لطموحه وفي يده اليسرى حقيبة ذكريات وأجندات نجاح وفي عقله بشارة مشروع قيادي بارز يخدم دينه ووطنه ومليكه، فكان رئيسا للاستخبارات وسفيرا للمملكة لدى بريطانيا وأمريكا في حقبة ذهبية. ما بين مكة المكرمة والطائف وما بين سهول الحجاز ومرتفعات السراة نشأ نبيها نابها منذ الصغر يجول مع والده الملك فيصل (رحمه الله) متشربا من حقول المعرفة والسياسة والحلم والعلم والكفاءة واستهل بها بداياته حيث أنهى تعليمه المتوسط بتفوق لينتقل إلى طاولات مدرسة لورنسفيل الخاصة الفخمة في مدينة نيوجيرسي الأمريكية ليسبر أغوار أحلامه الأولى. عين مستشارا في الديوان الملكي عام 1973 وظل فيه حتى تسلم حقيبة الاستخبارات العامة عام 1977م، فوظف خبرته ودراسته وفكره ووطنيته ودافعيته وأسس فيها منظومة عمل انعكست إيجابا في هذا المجال المهم في عالم مليء بالتفاصيل الدقيقة التي لا تنجز إلا بالعمل الدؤوب فشهدت الاستخبارات في عهده نجاحات مثلى في وقت كانت قارات العالم تحذر من مؤامرات وفتن وتحديات خفية لا تفك رموزها إلا أجهزة استخبارات بالغة البراعة. 24 عاما قضاها تركي الفيصل في أروقة الاستخبارات وخرج منها تاركا لمن خلفه مساحات منظمة من العمل ونجاحات مشرفة وامتيازات مشرقة ، لينتقل عام 2001 بحنكته وخبرته لينير دربا آخر من المسؤولية حيث عين سفيرا لخادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة ليبهر العالم الغربي بتوليفة سفير من طراز خاص حيث رسم خارطة مميزة للعلاقات الثنائية بين السعودية وإنجلترا وأسهم بفاعلية في ملفات عدة اضطلع بدراستها ومسايستها بتمعن وتيقن خلال أربع سنوات سياسية حافلة بعطاءاته. وفي عام 2005 تسلم دفة المسؤولية في أمريكا التي تخرج فيها فتى يافعا ليعود إليها سفيرا حاملا خبرة كبيرة ليبهر بها الأمريكان فهو وثيق الصلة والصلات بهم خصوصا ممن جاورهم كزملاء دراسة وأصدقاء مرحلة. للأمير تركي الفيصل «كاريزما» خاصة ممزوجة بالطيبة والتواضع والاندماج في المجتمع، وقلما يغيب عن المشاركات المحلية والخارجية، فلحضوره نكهة خاصة وإطلالة مميزة ممزوجة بابتسامة هادئة. الأمير تركي لم تشغله السياسة عن الأنشطة الأخرى فهو من مؤسسي مؤسسة الملك فيصل ورئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ويشعل منصب رئيس مجلس مركز الأمير تشارلز للفنون ورئيس مشارك في مجموعة سي 100 المتصلة بالمنتدى الاقتصادي العالمي ويعد المسؤول الأول عن المعارض التعريفية والتوثيقية عن والده الراحل المعروفة باسم (الفيصل شاهد وشهيد). كما له مشاركات مميزة في المناسبات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية كعلامة فارقة وثقل سياسي وفكري يرجح كفة الميزان في أي مكان.
مشاركة :