الصين تجدد لهجتها «التصالحية» في مواجهة «الحمائية الأمريكية»

  • 4/12/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جددت الصين تأكيداتها أنها ستفتح أسواقها المالية بشكل أكبر أمام المستثمرين الأجانب في محاولة أخرى على ما يبدو لتهدئة التوترات الاقتصادية مع الولايات المتحدة، وتزامن ذلك مع تحذير مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد من الحمائية التي تهدد ب «تقويض» النظام التجاري العالمي. وقالت هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية انه سيكون بامكان المستثمرين الاجانب شراء أسهم صينية أكثر من خلال برامج موجودة تربط بورصة هونغ كونغ بالبورصات الصينية، وأنها ستبذل الجهود الضرورية لاقامة رابط مشابه بين بورصتي شانغهاي ولندن هذا العام.أعلن محافظ البنك المركزي الصيني يي غانغ خلال المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الاسيوي في جزيرة هينان في جنوب الصين، ان بكين تسرّع تنفيذ خطط سبق الاعلان عنها لازالة السقف المحدد لحصة حاملي الأسهم الأجانب في المؤسسات المالية الصينية. وسيسمح للمؤسسات الاجنبية بامتلاك حتى 51 % من الشركات المشتركة العاملة في السندات وصناديق التمويل والأوراق المالية بدلا من نسبة 49 % حالياً. وكانت الحكومة الصينية قد تعهدت في السابق بإزالة القيود في غضون ثلاث سنوات. كما ستتم إزالة القيود على ملكية الأجانب في المصارف الصينية وشركات إدارة الأصول المالية، وفق ما تم إعلانه في منتدى بوآو.وكشف عن الإصلاحات المتعلقة بحصص الأجانب للمرة الأولى في نوفمبر الماضي خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب، لكن الإعلان الأخير بدا وكأنه يضع جدولا زمنيا ثابتا للتنفيذ. ونقل عن يي قوله ان التنفيذ سوف يبدأ «في الأشهر المقبلة».وتأتي هذه الوعود الأخيرة بعد يوم على تعهد الرئيس شي جين بينغ في نفس المنتدى بخفض الرسوم الصينية على السيارات هذا العام، وفتح ثاني أكبر اقتصاد في العالم بشكل «أوسع وأوسع». وكان لكلمة شي التي تطرق فيها إلى شكاوى رئيسية للولايات المتحدة، صدى إيجابي في الأسواق المالية العالمية التي اهتزت جراء التجاذب التجاري الصيني الأمريكي وتبادل التهديدات بفرض رسوم على واردات البلدين. والأربعاء زاد شي من لهجته التصالحية وقال ان الصين لن تحيد عن طريق الإصلاح، ودعا الشركاء التجاريين إلى «ركوب القطار السريع للاقتصاد الصيني»، وفق ما نقلته وكالة الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية. وبالرغم من الاشارات الإيجابية، فان لاغارد حذّرت في خطاب لها الأربعاء في هونغ كونغ من ان النظام التجاري العالمي الذي يستند إلى القوانين يتعرض للتهديد جراء تزايد الحمائية. وقالت إن «النظام التجاري التعددي غيّر عالمنا على مدى الجيل الماضي لكن هذا النظام من القواعد والمسؤوليات المشتركة يتعرض الآن لخطر التقويض. وهذا سيكون أمراً لا يغتفر واخفاقا سياسيا جماعيا». وأضافت «هناك تهديدات وتهديدات مقابلة، وهناك محاولة لفتح حوار. أنا اعتقد ان علينا دعم محاولة الحوار هذه بقدر ما نستطيع». وقال يي وهيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية ان الحد اليومي المسموح به لحجم التداول بيعاً وشراءً بين هونغ كونغ وبورصتي الصين سيرفع أربعة أضعاف إلى 15 مليار دولار في مايو. (أ ف ب) لاجارد: التوترات التجارية تقوّض النمو الاقتصادي أبدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، أمس، تشاؤمها حيال مستقبل نمو الاقتصاد العالمي، لاسيما بسبب التوتر بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، الذي يهدد التبادل الحر. وفي كلمة ألقتها في هونج كونج تمهيداً للاجتماع الربيعي لصندوق النقد الدولي، حضت لاجارد الحكومات على «الابتعاد عن الحمائية»، التي تقوض النمو الاقتصادي. وقالت: إن «الصورة العامة مشرقة حالياً؛ لكن تتراءى لنا غيوم قاتمة في الأفق». وذكرت بأن مؤسستها، التي تتخذ مقراً لها في واشنطن رفعت في يناير/كانون الثاني توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي إلى 3,9% للعامين 2018 و2019. وشددت على أن الصندوق لا يزال متفائلاً موضحة أنه «من المتوقع أن تسجل الاقتصادات المتطورة زيادة تفوق متوسط طاقاتها على النمو هذه السنة والسنة المقبلة» وأن الولايات المتحدة حققت العمالة الكاملة.من جهة أخرى، لفتت إلى أن التوقعات لآسيا لا تزال مرتفعة، معتبرة أن «هذا لمصلحة الجميع؛ إذ تساهم هذه المنطقة بحوالي ثلثي النمو العالمي». لكن بالرغم من ذلك، رأت لاجارد، التي بث صندوق النقد الدولي نص خطابها مسبقاً، أن وتيرة «النمو المتوقعة للعامين 2018 و2019 ستتباطأ في نهاية الأمر» مع انحسار السياسات الداعمة للاقتصاد ولا سيما في الولايات المتحدة والصين. (أ ف ب)

مشاركة :