دشن الملتقى القطري للمؤلفين أمس بوزارة الثقافة والرياضة، كتاب «مقالات صحفية بمنظار أكاديمي.. أفكار بحثية»، لمؤلفه الدكتور عبد الله بن حمد الدليمي. جاء التدشين ضمن جلسة الأربعاء التي يعتزم الملتقى إقامتها أسبوعياً، وحضرها المهندس إبراهيم هاشم السادة، رئيس الملتقى، وعدد من المهتمين وطلاب جامعة فطر، وأدارها الإعلامي صالح غريب، والذي استهل الجلسة بالتعريف بمؤلف الكتاب، ودوره في علم الاجتماع، وإسهاماته المعرفية، واصفاً الكتاب بأنه مرجع لجميع المهتمين وطلاب الدراسات العليا. بدوره، تناول د. عبد الله بن حمد الدليمي فصول كتابه الذي احتوى مجموعة من المقالات الصحفية، «تعتبر كل مقالة فيه بمثابة كتاب بحد ذاته، لما تضمه المقالات من أفكار، يمكن أن يستفيد منها طلاب الدراسات العليا والمهتمين». ووصف د. الدليمي المقالات بأنها تحمل مسحة تتعلق بعلم الاجتماع «الذي أنتمي إليه، ولذلك حرصت على تجسيد هذا العلم ضمن مقالات الكتاب، وهو العلم الذي يولد مفكرين وباحثين نقديين، يتمتعون برؤى مستقبلية لكثير من الأمور». وتوقف عند رائد علم الاجتماع ابن خلدون، «فلقد زرت بيته في مدينة فاس المغربية، ووجدته على حالته منذ 600 عام مضت»، واصفاً ابن خلدون بأنه حرص على دراسة المجتمع والعمران، «وكان عالماً للاجتماع بحق، رغم كونه مؤرخاً»، معتبراً علم الاجتماع «أداة مهمة للنقد، فهو الوقود الذي يحرك العقل، ويقوم بدراسة الظواهر، وإثارة الجدل حولها، علاوة على دراسة المتغيرات المحيطة بها، وأن أي ظاهرة اجتماعية يمكن دراستها من خلاله، وتحديد علاقتها النسقية، ومن ثم تطبيق الفرضية التي تم وضعها». ورأى أن هناك غياباً لعلم الاجتماع في الجامعات العربية، «رغم وجود علم الاجتماع بالعالم العربي منذ 100 سنة تقريباً»، داعياً إلى ضرورة وجود كليات لعلم الاجتماع، وليس أقساماً لدراسته، كونه العلم الذي يتصدى لكافة الأشياء، ما يجعله بحراً كبيراً من العلوم». وحول الجهة أو البيئة التي يمكنها توفير الحلول في ظل ما يقدمه علم الاجتماع، قال د. الدليمي إن «علم الاجتماع يدرس الظواهر وفق ما لديه من بيانات، ويقدم ما توصل إليه لأصحاب القرار، غير أنه لا يوفر حلولاً، كونها متغيرة». وشدد على ضرورة تصدير القيم والثقافة والحضارة العربية إلى العالم الغربي، «خاصة وأن هذا العالم يقوم على الماديات، وتنقصه القيم الروحية السائدة في العالم العربي، ولذلك أعددت مقالاً بالكتاب عنونته تحديات المستقبل وتصدير المعرفة، عكفت على كتابته ثلاثة أسابيع لأهمية فكرته، وما طرحه من رؤى وأفكار». وشدد على ضرورة فك الاشتباك بين الحضارة والثقافة، والتباس تعريفهما لدى البعض، مفسراً ذلك بقوله: إن «الأولى مادية، والثانية تحظى بما يزيد عن مائة تعريف». غير أنه قال إن «الثقافة إذا انتقلت من محيطها الأصلي، أصبحت حضارة».;
مشاركة :