رام الله (الضفة الغربية)- في مشاركة نادرة من نوعها حل عازف القانون العراقي فرات قدوري وفرقته "مقامات بغدادية" ضيوفا على مهرجان "رحلة الروح" للموسيقى الروحانية والتقليدية. وقدم قدوري، وهو نجل الموسيقار العراقي الراحل حسين قدوري، الثلاثاء، أمسية من المقامات العراقية على خشبة مسرح بلدية رام الله لاقت إقبالا كبيرا وتفاعلا من الجمهور الذي جاء من رام الله وحولها. وقال قدروي قبل بداية الحفل "لا أستطيع أن أصف مدى سعادتي وأنا بين أهلي وناسي.. أنا وزملائي. هذا اليوم بالنسبة لنا نلنا وسام شرف يتمناه أي فنان عربي يحلم أن يدخل أراضي فلسطين ويقيم حفلة فيها". وخلال الحفل الذي امتد قرابة الساعتين عمل قدوري على تعريف الجمهور بالمقامات المغناة وفي بعض الأحيان يفسر الكلمات الواردة باللهجة العراقية. وأشار قدوري إلى أنه منذ بدأ مشواره الفني وهو يحلم بالذهاب إلى الأراضي الفلسطينية. وقال إن دخوله فلسطين "كأنه حلم، وحتى بالحلم ما كنت أحلم آجي لفلسطين". وأضاف "كل بقاع فلسطين جميلة ورام الله أحببتها كثيرا، يجب أن نعمل أن تكون هناك جسور محبة بين العراق وفلسطين، لنا الشرف أن نكون أول فرقة أنا وإخواني نعزف في فلسطين، شكرا لفلسطين ولإدارة المهرجان". ويرى قدوري المتخصص مع فرقته في غناء المقامات العراقية أن هناك جمهور عريض في العالم العربي لهذا الفن الأصيل. وقال هناك "جمهور كبير للمقامات العراقية، المقام مميز جدا الناس تحبه من أيام يوسف عمر وناظم الغزالي، الناس حافظين هاي الأغاني". ويشارك في مهرجان "رحلة الروح" موسيقيون من تونس والعراق وتركيا والكويت وأذربيجان وأرمينيا وقازاخستان والصين واستونيا وإسبانيا واليونان إلى جانب فلسطين. ويستمر حتى الثاني والعشرين من أبريل الجاري. وأعرب قدوري الذي من المقرر أن تحيي فرقته أمسية أخرى من ليالي المهرجان الخميس بمدينة بيت لحم عن تطلعه لأن يشارك في المهرجان في دورته القادمة. وكانت فرقة "ديبا" من جزر القمر قد افتتحت، الخميس، الأمسية الأولى من المهرجان على خشبة قصر رام الله الثقافي. والمهرجان تنظمه جمعية "الكمنجاتي" بدعم من مؤسسات محلية ودولية، ويشارك فيه أكثر من 100 موسيقيّ. وقال وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو، في كلمة قبل انطلاق الفعاليات "المهرجان يمثل رسالة تحد للاحتلال.. إنه بالرغم من كل المضايقات باستطاعتنا أن ننجح وأن نحقق ما نريد". وأضاف "الرسالة الأخرى أن فلسطين قادرة على مد جسور التواصل مع ثقافات العالم، رغم كل ما يحاول الاحتلال أن يفرضه من عزلة لفلسطين عن عمقها العربي والإنساني".
مشاركة :