موسكو - (أ ف ب): استأنفت مصر وروسيا الرحلات الجوية المباشرة بينهما برحلة من موسكو إلى القاهرة، بعد تعليق حركة الملاحة الجوية بينهما إثر تفجير طائرة ركاب روسية فوق سيناء عام 2015. وكان المسؤولون الروس اوقفوا الرحلات بين البلدين اثر هذا الاعتداء الذي وجه ضربة كبيرة للاقتصاد المصري الذي يعتمد بشكل كبير على السياحة. واقلعت الرحلة «إس يو 4000» لشركة «أيروفلوت» في الساعة 17.50 بتوقيت جرينتش الاربعاء من مطار موسكو شيريميتييفو، لتكون خطوة أولى قبل استئناف الرحلات إلى الوجهات السياحية على البحر الأحمر. في المقابل من المقرر أن تستأنف شركة مصر للطيران رحلاتها بين العاصمتين اليوم الخميس على أن تسير الشركتان معا خمس رحلات ذهابا وايابا في الأسبوع بين القاهرة وموسكو. لكن مسؤولين روسا استبعدوا أن ينعكس هذا القرار ايجابا بشكل فوري على قطاع السياحة المتأزم في مصر. وقالت الناطقة باسم صناعة السياحة الروسية ايرينا تيورينا لوكالة فرانس برس إن «السياح لا يحتاجون لرحلات مباشرة إلى القاهرة. لأن الانتقال من القاهرة إلى المنتجعات البحرية طويل وغير مريح ولن يذهب أحد إلى هناك طالما الأمور على هذه الحال». وأضافت: «عمليا، الوضع سيبقى على ما كان عليه في السابق عندما كان الناس يصلون إلى هناك بأنفسهم عبر مينسك أو اسطنبول»، مشيرة إلى أن المستفيدين من هذه الرحلات سيكونون إما «الأشخاص الذين يحبون مصر كثيرا أو الروس الذين يعيشون هناك». وأضافت أن «مصر لم تعد بعد وجهة سياحية بالنسبة للسوق الروسي». ويتطلب السفر من القاهرة إلى المنتجعات المصرية استخدام الحافلات لمدة ست أو سبع ساعات أو الذهاب على متن رحلة داخلية بعد الوصول إلى العاصمة. وتوقفت حركة الملاحة الجوية بين روسيا ومصر إثر الاعتداء الذي استهدف في أكتوبر 2015 طائرة ايرباص تابعة لشركة روسية بعيد اقلاعها من شرم الشيخ ما ادى إلى مقتل 224 شخصا كانوا على متنها معظمهم سياح روس. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية مسؤولية الاعتداء. وانخفض عدد السياح الأجانب في مصر من 14.7 مليونا في 2010 إلى 5.4 ملايين في 2016 على خلفية تعليق الرحلات والاضطرابات التي أعقبت الانتفاضة التي دفعت الرئيس السابق حسني مبارك إلى الاستقالة. وتحسن هذا العدد في 2017 فبلغ 8.3 ملايين زائر، وفق الأرقام الرسمية. وانخفضت عائدات السياحة في الوقت ذاته بنسبة الثلثين من 11.6 مليار دولار في 2010 إلى 3.8 مليارات دولار في 2016. وفق المصرف المركزي المصري. وستقرر موسكو والقاهرة بشأن موعد مناقشة استئناف الرحلات من الوجهات السياحية المصرية فور عودة الرحلات بين العاصمتين، وفق ما أفاد السفير المصري لدى روسيا إيهاب نصر. وكانت «أيروفلوت» أعلنت في مارس استئناف رحلاتها موضحة أنه «لاستئناف الرحلات كان لا بد من تكثيف الإجراءات الامنية. وقد التزم الطرف المصري بهذا المطلب». وأضاف البيان أنه «في الرابع من يناير 2018 وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما حول استئناف الحركة الجوية المنتظمة» بين البلدين. من جهتهم، لم يخف المسؤولون الروس قلقهم بشأن إعادة إطلاق الرحلات المباشرة. وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، قال مدير الهيئة الروسية الفيدرالية للملاحة الجوية الكساندر نيرادكو إن «استئناف الرحلات المباشرة إلى مصر، تحديدا إلى مناطق المنتجعات، يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة الينا». وأفادت صحيفة الأهرام المصرية أنه سيتم إرسال ثمانية خبراء روس إلى مطار القاهرة لفحص الإجراءات الأمنية التي يتم تطبيقها على متن الرحلات المتجهة إلى موسكو.
مشاركة :