تكريم تركي السديري

  • 4/12/2018
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

ارتبط في أذهان الكتاب والصحفيين في المملكة على مدى عقود خالد المالك وتركي السديري كارتباط الهلال والنصر في الصراع الكروي عند الجماهير. في أي حديث يتعرض فيه المتحدثون إلى خالد المالك سيأتي على الفور اسم تركي السديري. يستمتع الجميع بسرد قصة المنافسة الساخنة التي دارت رحاها بين هذين الصحفيين طوال أربعة عقود أو أكثر. احتدمت المنافسة بينهما حتى ظن القارئ والمتابع أن نهاية أحدهما ستكون على يد الآخر. هذا إلى حد كبير حقيقي ولكن المنافسة بينهما لم تتحول إلى منافسة شخصية أو إسفاف. سمعت رأي تركي السديري في المالك وسمعت رأي خالد المالك في السديري. كانا يتنافسان مهنياً إلى حد العداوة. ما بلغته الرياض والجزيرة من تطور مهني وفني وثراء مالي كان ثمرة تلك المنافسة العظيمة. كل منهما يتربص بالتطوير الذي يصيب جريدة الآخر فيعمد إلى وضع خطة تطوير لجريدته للحاق بخصمه وتجاوزه. رغم المنافسة الحامية بينهما بقيت العلاقة الشخصية بينهما على أعلى درجات التقدير والاحترام وهذا ما أشهده في المناسبات التي جمعتهما وحضرتها. ما يلفت النظر أنهما لم يؤثرا في بعضهما البعض في الأساليب الإدارية وطرائق العمل والتعامل مع المرؤوسين. هذه الأصالة في الشخصية الإدارية عند كل منهما هي التي حالت في ظني دون أن يبتلع أحدهما الآخر إذا عرفنا أنهما يشتركان في صفات أخلاقية وثقافية وأيديولوجية. يتنافسان داخل فكر واحد. رغم كل الضغوط التي وضعتها الحالة الثقافية التي سادت في فترة الصحوة والإغراءات التي قدمتها لمن يتبعها بقيا وفيين لروح الحداثة التي سادت في فترة الستينات والسبعينات في العالم العربي. حافظا بقوة وثبات على المبدأ التنويري للصحف. كلاهما فتح صفحات جريدته على أقصى اتساعها للحداثة والنقد المجازف وكلاهما استكتب الكتاب ذوي الميول الإصلاحية سواء من داخل المملكة أو من خارجها. ودعما المرأة بكل ما يملكان من مساحة. يشهد تاريخ كتاب وصحفيي المملكة أن كتاب وصحفيي المنطقة الوسطى تخرجوا من رياض السديري وجزيرة المالك و(اليمامة) وتنقلوا بينها. أن يكتب تركي السديري أو خالد المالك وغيرهما كعثمان العمير وعبدالرحمن الراشد وهاشم عبده هاشم مذكراتهم سوف نحصل على سجل للوعي والثقافة والسياسة في المملكة وفي العالم العربي. طرحت أكثر من مرة على الأستاذ تركي السديري تسجيل مذكراته قبل الرحيل. وعدني كثيراً.. ولكن. مفهوم المذكرات ليس تاريخاً شخصياً للمؤلف ولكنه وجهة نظر المؤلف في التاريخ الذي شهده أو أسهم فيه مختلطاً بتطلعاته وبما يخصه من آمال. أعود وأطرح اقتراحي هذا على الأساتذة الذين عملوا قياديين في صناعة الوعي، أن يتركوا للأجيال المقبلة سجلاً للأحداث التي أسهموا بدور فيها.

مشاركة :