وصف وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إلى الجمهورية الفرنسية بالتاريخية، وستفتح آفاقاً واسعة أمام العلاقات الوطيدة التي تربط البلدين الصديقين، موضحا أن هذه الزيارة تناولت التعاون في مجالات تنموية وثقافية تسهم في خدمة برامج رؤية المملكة 2030. وتأتي بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقال إن ولي العهد والرئيس الفرنسي يجمعهما الشغف بالتنمية لخدمة بلديهما، ويمكن للبلدين تحقيق الكثير من الإنجازات معاً، وشهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين الصديقين. جاء ذلك خلال لقاءين في باريس أول من أمس، اللقاء الأول مع كبار المحررين في وسائل إعلام فرنسية، والثاني مع الوفد الإعلامي المرافق لولي العهد في زيارته لفرنسا يتقدمهم رئيس وكالة الأنباء السعودية عبدالله الحسين، ورئيس هيئة الصحفيين خالد المالك. القضية الفلسطينية أوضح الجبير أن مواقف المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا متوافقة تجاه القضية الفلسطينية والأزمة اليمنية وقضايا الساحل الأفريقي، إضافة إلى التنسيق المشترك في ملف محاربة التطرف والإرهاب، كما يجمع البلدين تعاون وثيق في مختلف المجالات. شراكة إستراتيجية فيما يتعلق بسورية أكد وزير الخارجية، أن المملكة العربية السعودية أدانت بشدة الهجوم الكيماوي الذي استهدف «دوما»، ودعت المنظمات الدولية لمحاسبة المسؤولين عن الهجوم. وأكد الجبير أهمية الشراكة الإستراتيجية بين المملكة وفرنسا وبالأعمال التي سيقوم بها مجلس الشراكة الإستراتيجية الذي عقد أمس برئاسة ولي العهد والرئيس الفرنسي، وقال «هذه شراكة للحاضر والمستقبل من أجل التنمية والاستقرار». الحرب في اليمن فيما يتعلق بالأزمة اليمنية أكد وزير الخارجية، أن الحرب في اليمن لم تكن من اختيار المملكة بل فرضت عليها نتيجة انقلاب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران على الحكومة الشرعية اليمنية، ولولا استجابة المملكة لنداء الرئيس اليمني والحكومة الشرعية اليمنية لكان اليمن منقسما بين ميليشيات الحوثي وهي حزب الله الجديد في الشمال، وتنظيم القاعدة الإرهابي في الجنوب. وأضاف الجبير أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تجند الأطفال، وتستولي على المساعدات الإنسانية وتعيق وصولها إلى المدن والقرى مما أدى إلى خلق ظروف إنسانية صعبة في بعض المناطق اليمنية. وبيّن وزير الخارجية أن المملكة تعمل وتتعاون مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن ومع المنظمات الدولية، لكن ميليشيات الحوثي نكثت جميع الاتفاقيات، وعرقلت جميع الحلول التي وضعت على الطاولة. محاربة الإرهاب عن التدخلات الإيرانية أوضح وزير الخارجية، أن هناك رؤيتين في منطقة الشرق الأوسط، الأولى رؤية طموحة تسعى إلى تطوير التعليم والاقتصاد والمجالات التي تخدم الإنسان وتعمل على محاربة التطرف والإرهاب وهذا ما تفعله المملكة، وهناك رؤية الشر التي تعتمد على التدخل في شؤون الدول الأخرى، ونشر الكراهية وتزويد الميليشيات الإرهابية بالأسلحة، ودعم التطرف والإرهاب وإيواء الإرهابيين وهذا ما يفعله النظام الإيراني والمنتمون إليه. ولفت الوزير الجبير إلى أن «الاتفاق النووي الإيراني فيه الكثير من القصور فيما يتعلق بآليات التفتيش التي يجب أن تكون أكثر دقّة، بما يضمن منع إيران من امتلاك قوة نووية»، مشيراً إلى أنه منذ إبرام الاتفاق النووي الإيراني، لم تقم الحكومة الإيرانية بتوقيع أي اتفاقية من شأنها خدمة الشعب الإيراني، بل على النقيض شرعت في زيادة عدد ميليشياتها المتطرفة في سورية، ودعمت الجماعات الإرهابية بالأسلحة والصواريخ الباليستية، وعملت على زعزعة أمن واستقرار المنطقة والعالم.
مشاركة :