كشفت نتائج دراسة أجراها الاستشاري في العلاج الطبيعي والتأهيل الدكتور هاني النخلي، والمهندس في مجال العوامل البشرية حسين بخيت، للتعرف على تأثير وضعية الجسد غير الصحيحة والعبء العملي العقلي على صحة الموظفين المكتبيين للحد من الإصابات والإعاقات، أن 78% من الموظفين يعانون من نوع واحد (على الأقل) من الآلام العضلية، وأكدت أن إصابات العمل المكتبية لم تلق الاهتمام المطلوب في مجتمع العمل السعودي. زيادة المعدلات يقول استشاري العلاج الطبيعي والتأهيل الدكتور هاني النخلي لـ«الوطن»: إن البيانات الأخيرة أظهرت معدلات متزايدة من الاضطرابات العضلية الهيكلية والاعتلالات النفسية بين مجتمع العاملين، وتشمل هذه الاضطرابات: التهاب الأوتار على مستويات مختلفة من الجسم، وآلام أسفل الظهر، وآلام الرقبة، وغيرها من المشاكل الهيكلية، بالإضافة للإجهاد النفسي. وبين النخلي أن هذه المضاعفات الصحية تعتبر من بين الأسباب الرئيسية المؤدية للإعاقة في مكان العمل الحديث، وعادة ما تبدأ بعدم الراحة أو الآلام البسيطة، فكثير من هذه الاضطرابات عادة سببها محطة العمل غير المهيأة أو المشغولة بطريقة خاطئة. وأضاف النخلي: «على الرغم من هذه الحقيقة، فإن إصابات العمل المكتبية لم تلق الاهتمام المطلوب في مجتمع العمل السعودي، حيث تبرز أهمية هذه الدراسة بسبب التحديات التي ستواجهها بيئة العمل خلال تنفيذ الرؤية السعودية 2030، إذا لم يتم تناول هذا الموضوع بشكل مناسب». نتائج ومؤشرات أشار النخلي إلى أهم النتائج والمؤشرات التي توصلت لها الدراسة وذلك بعد تصفية وتحليل البيانات التي تم جمعها باستخدام الطرق الإحصائية اللازمة، ووجد أن وضعية الجلوس وعبء العمل العقلي لكل منهما على حدة، آثار كبيرة على العلامات الحيوية التي درست (ضغط الدم، نبضات القلب)، حيث إن هناك تزايدا ملحوظا في نبضات القلب وضغط الدم أثناء وضعيات الجلوس الخاطئة، مقارنة بالوضعيات الصحيحة، بالإضافة إلى التزايد الملحوظ في العلامات الحيوية (نبضات القلب، وضغط الدم) بين أفراد العبء العقلي المضاعف، مقارنة بذوي العبء العقلي الطبيعي. وقال استشاري العلاج الطبيعي: بالنسبة للراحة النفسية استطاعت الدراسة أن تستنتج أن أكثر من 77 % من المشاركين كانوا يشعرون بالأسى وعدم الارتياح تجاه بيئة عملهم، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك لتصميم محطة العمل غير المناسبة من ناحية الهندسة البشرية، وأسلوب الإدارة الروتيني المتبع. توظيف الهندسة البشرية أوصت الدراسة بضرورة زيادة وعي المجتمع بأهمية الهندسة البشرية في مكان العمل والعلاج المبكر بعد تسليط الضوء على مخاطر عادات الجلوس السيئة والاعتلالات التي تسببها، وعدم الراحة النفسية. يذكر أن التوظيف المناسب للهندسة البشرية في بيئة العمل، والتحويل المبكر لمختص العلاج الطبيعي إن لزم يتطلب تعاونا من كلا الطرفين الموظفين وأصحاب العمل، مما يسهم في زيادة الإنتاجية، وتقليل خسارة الوقت مما يؤدي إلى الحفاظ على صحة الأفراد، وتقليص الآلام المؤدية للإصابات المزمنة والإعاقات، والنتيجة النهائية تتمحور حول تقليل أيام العمل المفقودة وتعظيم أرباح المنظمات إن كانت حكومية أو خاصة. آلام شائعة أشار النخلي إلى أن أكثر الآلام شيوعا تتمثل في آلام الظهر، ومن ثم آلام الرقبة، وآلام الكتف ولوح الكتف، مبينا أن أغلب هذه الآلام مرتبطة بعدد الساعات المتزايدة للجلوس، فكل ما زاد عدد ساعات الجلوس عن الـ 6 ساعات كان الشخص معرضا بشكل أكبر لهذه الآلام المزمنة، إضافة إلى الارتباط القوي بين معظم هذه الآلام ومحطات العمل غير المناسبة من ناحية الهندسة البشرية، حيث إن هناك توافقا بين عدم إمكانية التحكم ببعض القياسات الهندسية لبيئة العمل (كعدم القدرة في التحكم بارتفاع وعمق المقعد، أو عدم إمكانية تغيير وضعية اليد وشاشة العرض).
مشاركة :