أكد تقرير للمعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الأمنية والدفاعية الروسي (RUSI)؛ أن الضربة الجوية التي وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشنها ضد سوريا بعد الهجوم الكيميائي في دوما؛ قد تكون الأصعب من حيث التنفيذ العسكري. وأوضح التقرير الذي ترجمته "عاجل"، أن الضربة الجوية الأمريكية لمطار الشعيرات العسكري في سوريا، العام الماضي، لم تكن انتقامية بقدر كافٍ. وقال التقرير إن الضربات بصواريخ "توماهوك" الأمريكية، أثبتت عدم فاعليتها، ولم تحبط الطيران الحربي في سوريا إلا ساعات قليلة، ليعلن انطلاق طائراته بعد الضربة بوقت قليل. وأشار المعهد الملكي إلى مسألة أن المعارضة فقدت معظم الأراضي في سوريا، كما أن الهجوم التركي على عفرين كشف التناقضات في نظام التحالف العسكري الأمريكي، موضحًا أن الأهم من ذلك أنه عقب ضربة شعيرات، زادت روسيا التداخل بين دفاعاتها الجوية في سوريا، وتلك الخاصة بالنظام السوري. وأوضح أن ربط عمل الدفاع الجوي الروسي المزود برادارات حديثة وذات قدرة عالية مثل الموجودة في السفن البحرية الروسية، ونظام S-400 في ميناء اللاذقية التابع للأسد؛ بنظام الدفاع الجوي للنظام السوري، يعني أن بطاريات الصواريخ التي ستعارض الضربات الأمريكية، ستكون أفضل استعدادًا من العام الماضي. وأضاف تقرير المعهد أن الحضور الأكبر والأكثر انفتاحًا من قبل المتخصصين الروس داخل بطاريات الصواريخ أرض-جو السورية، ومواقع الرادار، ومراكز القيادة؛ يشكل حائط صد لأهداف التنسيق الجوي الأمريكي ضد قوات النظام. وأردف التقرير قائلًا: "إن القوات الجوية السورية المتداعية والفقيرة من الناحية التكنولوجية، لن تكون قادرة على القيام بجهود دفاعية كبيرة ضد هجوم تقوده الولايات المتحدة، لكن القوات الجوية الروسية لديها عدد كبير من إمكانات التفوق الجوي العسكري الحديث والفتاك بمقاتلات متعددة المهام، يمكن استخدامها لردع الضربات الجوية". من ناحية أخرى، اعتبر التقرير أن سلاح الجو الأمريكي بإمكانه استخدم طائرات خفية، مثل F-22 Raptor و B-2 Spirit، لكن ذلك لن يسمح له بالتهرب من دفاعات النظام أو احتواء أي تعطيل من جانب القوات الروسية. ومع ذلك، فإن مثل هذه الإمكانات تكون غالبًا نادرةً، ومن غير المرجح أن تغير ميزان القوى في سوريا. وبالنسبة إلى فرنسا والمملكة المتحدة، أكد التقرير أن قواتهما الجوية تفتقر إلى طائرات "الشبح"؛ لذلك فإن أي مهمة هجومية مأهولة ستكون معرضة لخطر شديد من الدفاعات السورية التي تدعمها الرادارات الروسية.
مشاركة :