قال الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان، رئيس الجمعية الفقهية السعودية: إن الدعوة إلى الله -عز وجل- من أشرف الأعمال وأحسنها. مؤكدًا أنه “لا أحد أحسن من الدعاة إلى الله؛ فعلى الدعاة أن يحمدوا الله -عز وجل- على توفيقه لهم لهذا الخير العظيم، وأن الله تعالى جعل الدعوة مجال عملهم ووظيفتهم”. جاء ذلك في مستهل المحاضرة التي ألقاها أمس الأربعاء بعنوان “المدخل لعلوم الفقه” خلال لقائه الدعاة المشاركين في الدورة الثامنة المقامة حاليًا في مقر وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد. وأكد “الخثلان” استحضار النية والإخلاص في الدعوة إلى الله، والاقتداء بمنهج الأنبياء والرسل في دعوتهم وطريقتهم، وأن يحرص كل داعية على أن يكون له أثر في البلد الذي هو فيه، وينبغي الحرص على سلوك أفضل وأنجح أساليب الدعوة إلى الله -عز وجل-، وعلى التأثير في المجتمع. وأبان “الخثلان” أن مجالات الدعوة عديدة، ولا تنحصر في الكلمة؛ ومن ثم ينبغي لكل داعية أن يطور من نفسه في مجال أساليب الدعوة إلى الله -سبحانه-. والدعوة إلى الله ليست مجرد كلمة، بل لا بد أن يكون هناك أساليب أخرى للتأثير، وأن يكون عمل الداعية مركزًا مثمرًا مفيدًا. وأهاب الدكتور الخثلان بالدعاة إلى الحرص إلى طلب العلم؛ حتى تكون دعوتهم مفيدة، وقال: “إن طلب العلم لا يقف عند عُمر معين؛ فهو من المهد إلى اللحد”. وأشار إلى أن “طلب العلم في هذا الزمن أصبح متيسرًا؛ فبالإمكان متابعة أي درس مباشرة، أو مسجلاً أو مطبوعًا، أو في برامج حاسوبية.. وكلها متيسرة، وكل وسائل العلم أصبحت الآن متيسرة، والله سبحانه يقول: {قل هذه سبيلي أدعو الله على بصيرة}؛ لذلك لا بد أن تكون دعوة الداعية على بصيرة، ولن يكون على بصيرة إلا إذا كان عنده علم”. وشدَّد “الخثلان” على التركيز على علمَين مهمَّين: أولهما العقيدة، والآخر الفقه. مبينًا أن “الانحراف في العقيدة هو سبب الضلال في بني آدم، وهذا يؤكد أهمية العناية بالعقيدة، والحرص على المعتقد الصحيح، وتفنيد الشُّبه الضالة. أما أهمية علم الفقه فلأنه يمثل حياة الناس العملية، بينما بقية العلوم فيمكن الاكتفاء فيها بقدر معين، ومن ذلك – مثلاً – علم مصطلح الحديث؛ فبالإمكان فيه الاعتماد على حكم المحدِّثين”. واختتم الشيخ الدكتور سعد الخثلان محاضرته قائلاً: “أنتم في هذا الزمن ترون العالم، وقد انفتح بعضه على بعض، وأصبح كالقرية الصغيرة. ولا بد أن يكون هناك دعوة مضادة من أهل الخير والصلاح ضد أهل الشر، وأن يجتهد الدعاة في دعوتهم ونشر رسالتهم”.
مشاركة :