واشنطن - قال باحثون أميركيون إن اختبارًا بسيطا للدم يمكن أن يتنبأ بخطر إصابة النساء بأمراض القلب والأوعية الدموية. الدراسة أجراها باحثون بمستشفى النساء في برمنغهام بالولايات المتحدة، ونشروا نتائج أبحاثهم في دورية "علم الوراثة القلبية الوعائية" العلمية. وأوضح الباحثون أن أمراض القلب والسكري من النوع الثاني من بين الأسباب الرئيسية للوفاة في الولايات المتحدة، لكن الآليات المؤدية إلى هذين المرضين لا تزال غير مفهومة بشكل كامل. وأضافوا أن دراستهم تبحث عن المسارات الجزئية التي يمكن أن تصيب النساء بأمراض القلب والسكري، وذلك عبر فحص الأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرعة، وهو اختبار للدم يمكن إجراؤه بسهولة. وللوصول إلى نتائج الدراسة، فحص الفريق مستويات الأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرعة لدى أكثر من 27 ألف سيدة. ويعتقد الباحثون أن هذه الأحماض تلعب دورًا في تطور مقاومة الجسم للأنسولين ومرض السكري من النوع الثاني، كما أن زيادة مستوياتها تعرض مريضات السكري إلى خطر الإصابة بأمراض القلب. وقام الفريق بقياس مستويات تلك الأحماض في عينات الدم. وخلال فترة الدراسة التي استمرت 18 عامًا رصد الباحثون 2207 إصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى المشاركات. ووجد الباحثون أن قياس مستويات الأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرعة يمكن أن يتنبأ بخطر إصابة النساء بأمراض القلب والسكري. وقالت الدكتورة سامية مورا: "هذه نتائج تنطبق بشكل خاص على النساء اللاتي أصبن بمرض السكري من النوع الثاني؛ حيث يمكن أن يتنبأ الاختبار بخطر إصابتهن بأمراض القلب والأوعية الدموية". وأضافت أنه "لا يُعرف الكثير في هذا الوقت عما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرعة، أو ما يمكن عمله سريريًا لتخفيض مستوياتها، وإذا كان هذا يؤدي إلى انخفاض في المخاطر، وهذا سيحتاج بالطبع إلى إجراء المزيد من الأبحاث لاكتشاف ذلك". ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية تأتي في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم؛ حيث أن عدد الوفيات الناجمة عنها يفوق عدد الوفيات الناجمة عن أيّ من أسباب الوفيات الأخرى. وأضافت المنظمة أن نحو 17.3 مليون شخص يقضون نحبهم جرّاء أمراض القلب سنويًا، ما يمثل 30% من مجموع الوفيات التي تقع في العالم كل عام، وبحلول عام 2030، من المتوقع وفاة 23 مليون شخص بسبب الأمراض القلبية سنويًا.
مشاركة :