وصف الكاتب الأمريكي ديفيد فرينش تهديدات الرئيس دونالد ترامب بقصف سوريا ردًا على هجوم كيماوي مزعوم بأنها "كارثية استراتيجية ومعيبة دستوريًا".وأضاف فرينش أن ترامب يوشك على ارتكاب سلسلة من الأخطاء ستكون أكثر فداحة من أخطاء سلفه باراك أوباما في الشرق الأوسط.وأوضح أن أولى أخطاء ترامب المرتقبة هو الضربة العسكرية التي هدد بشنها ضد سوريا، والتي قد تتيح الفرصة لروسيا لإسقاط الصواريخ الأمريكية.أما الخطأ الثاني، فهو الاستعداد لسحب القوات الأمريكية من سوريا، والمنهمكة في معارك ضد فلول تنظيم داعش، بجانب توليها مسئولية حماية القوات الكردية الحليفة لواشنطن، ومراقبة التحركات الروسية والإيرانية في سوريا.وبالنسبة للضربة المرتقبة في سوريا، قال فرينش إن خطوة كهذه ستكون معيبة دستوريًا وطائشة استراتيجيًا وخطرة تكتيكيًا، فلا يجب على الرئيس الأمريكي أن يوجه ضربة لدولة ذات سيادة دون تفويض من الكونجرس، فقد يكون من حقه توجيه الجيش للقيام بعمليات في حالة تعرض قوات أمريكية لهجوم أو خطر داهم، أما الانتقام لمدنيين تعرضوا لهجوم كيماوي فمسألة مختلفة كليًا، خاصة أن من شأن ضربة كهذه أن تضع الولايات المتحدة في مواجهة مع قوة عظمى، وهو أمر لا يخدم المصلحة الأمريكية.ولئن كان ترامب قد نال الثناء والمديح على ضربته السابقة في سوريا - ردًا على قصف خان شيخون بالأسلحة الكيماوية في أبريل من العام الماضي - فإن ضربته هذه لم تمنع هجمات كيماوية أخرى لاحقة في سوريا.ثم إن ترامب بهذه الضربة لا يعرض المصالح الروسية وحدها للخطر، بل يجازف بقتل عسكريين روس في هجوم أمريكي مباشر، وهو أمر يصعب التنبؤ بعواقبه.وبالنسبة للانسحاب الأمريكي من سوريا، أضاف فرينش أنه من غير المقبول أن يتخلى ترامب عن أجزاء من سوريا دفعت القوات الأمريكية ثمنًا باهظًا لانتزاعها من تنظيم داعش.وأشار إلى أن انسحابًا أمريكيًا من سوريا لن يكون سوى تكرار لخطأ أوباما الكارثي بالانسحاب من العراق، والذي خلق فراغًا أتاح الفرصة لكل من تنظيم داعش وإيران بالتمدد هناك، ما استدعى تدخلًا أمريكيًا جديدًا، ثم إن ترامب بهذا الانسحاب سيُفقد الولايات المتحدة ورقة ضغط دبلوماسية قوية في أي مفاوضات مستقبلية لتسوية الحرب في سوريا.
مشاركة :