«دميتي صغيرة، دميتي جميلة، تغني أحلى الأنغام، كيف لطفلة ألّا تكون لها دمية ترقص وتغني؟ لا بد أنها حزينة من دون دمية تتكلم وتلعب معها، أما أنا فلدي الكثير. ترى، ما الضرر الذي سيلحق بي إذا أعطيتها واحدة؟ لا ضرر نعم، ها أنا أعطيها واحدة. أنا سعيدة، ابتسمت، ظننت أنها ستهرب خائفة، لكنها ابتسمت، كانت أجمل ابتسامة وأرقها، لم أرَ في حياتي مثلها بهذه الرقة وهذا الجمال، لمَ لا نرعى الأطفال الفقراء؟ إنهم أطفال ويجب أن يعيشوا في الجنة مثل الآخرين. إنّهم دمًى علينا تحريكهم بشكل صحيح في المكان المناسب في الحياة التي يستحقونها، إذا كنا نريد مستقبلاً باهراً للوطن فحركوا دماكم واستخدموها بشكل صحيح». هايما هكذا عبرت هايما ابنة الـ12 سنة عن حلمها الصغير، وهو أن تملك كل طفلة دمية تتحدث إليها، وتلعب معها، وتعوضها عن وحدتها كما تفعل دُماها التي تشاركها كل حياتها. بدأ حلمها هذا عندما طرحت على والدتها سؤالاً بريئاً، وهو أيملك جميع الأطفال في العالم دمى كدماي؟ وعلى الرغم من خوف الأم على شعور ابنتها، إلا أنها أصرت على الإجابة بصدق، وأخبرتها بأن هناك الآلاف بل والملايين من الأطفال ليس في مصر فقط، بل في العالم أجمع لا يملكون دمًى بسبب ظروف ذويهم المالية الصعبة التي تجعلهم غير قادرين على شراء دمى لأطفالهم يلعبون معها. صِدْقُ كلام الأم أبكى هايما، وقررت أن تكتب ما كتبت. ولما قرأت الأم ما كتبته قررت أن تجعل قلب ابنتها يُسَرُّ من خلال النزول سوياً إلى السوق وشراء مجموعة من الألعاب وتوزيعها على الأطفال غير القادرين. ما كاد حلمها أن يتحقق بأن تقوم بتوزيع دمى على الأطفال الذين لا يملكون أي دمية حتى توفت هايما بعد مرض ألم بها فجأة عام 2016. بعد عام و7 شهور من وفاتها، حاولت فيهم الأم تخطي أحزانها، وأثناء تفقدها ألعاب هايما وأشياءها، تفاجأت برسالتها القديمة التي كتبت فيها حلمها بأن تملك كل طفلة فقيرة في مصر دمية مثلها حتى لا تشعر بالحزن. كانت هذه الرسالة بمثابة إلهام للأم لتحقق حلم ابنتها. أطلقت حملة "دمية لكل طفلة"، والتي أصبحت من أشهر الحملات في مصر، وهدفها الأول والأخير توزيع الدمى على الأطفال الصغار، وسط حلم بأن يتم شراء 10 ألاف دمية عام 2018 وتوزيعهم جميعا في مختلف محافظات مصر. رصيف22 التقى والدة هايما، للتحدث أكثر عن ابنتها، وعن حملتها، وقد أصرت على التعريف بنفسها بـ "أم هايما" أو "تاتي" كما كانت نجلتها الراحلة تطلق عليها، ولم ترِد أن تذكر اسمها، لأن ابنتها الراحلة صاحبة الفكرة وهي التي كانت أحق بالحديث لو كانت على قيد الحياة. كما ترفض والدة هايما الحديث عن مرض ابنتها وتفاصيله وأسبابه "لأثره السلبي على نفسية المتطوعين"، بحسب وصفها، الذين معظمهم من عائلة هايما وأصدقائها وأصدقاء شقيقتها. أكدت والدة هايما، وهي سيدة شقراء في بداي] العقد الرابع من عمرها أن الانطلاق الفعلي لحملة "دمية لكل طفلة"، كان في يناير عام 2018 بهدف توزيعدمىجديدة على الأطفالفيالمناطقذات الدخل المحدود لإسعادهم، مشيرةإلىأنالحملةلاتغطيالقاهرةفقط،بلجميعالمحافظاتالمصريةوالقرىوالنجوع المختلفة، للوصول إلى أكبر عدد من المحتاجينمنالأطفال.منهيهايما؟ تقول الأم عن ابنتها: "كانتكانتطيبةجداً؛ تتبرعبمصروفهاللجمعياتالمختلفة، وكانتتحبعرائسهاجداً، سألتنيمرةهلهناكبناتلايملكنعرائس؟ فقلت لهانعم،فبكتكثيراً،وكتبتالكلامالذيهوشعارحملتناحالياًوالمعنونبـ "دميتي"، والذيتحدثعنأهميةدميتها وكيفتلعبمعها. وقدكانهذاقبلأنتتوفىبـ3 شهور». وتوضحأنهاأطلقتالحملةإرضاءًلروحابنتها، وتساعدهافيهاحالياً 10 فتياتفيأعمارمتفاوتة،منبينهنابنتهاالكبرىهانياالتيتبلغمنالعمر 21 سنةومعها صديقاتها. أقوال جاهزة شاركغرددميتي صغيرة، دميتي جميلة، تغني أحلى الأنغام، كيف لطفلة ألّا تكون لها دمية ترقص وتغني؟ شاركغردأطلقت الحملة إرضاءً لروح ابنتها، وتساعدها فيها حالياً 10 فتيات في أعمار متفاوتة وبعدالنجاحاتالتيحققتهاالحملة من خلال توزيع عدد كبير من العرائس على الأطفال المحتاجين في عدد من أحياء محافظة القاهرة على مدار ما يقرب من 3 شهور، وقيام أكثر من قناة تلفزيونية مصري وعربية تحدثت عن الحملة وتأثيرها في الشارع المصري، طلب الكثير من المصريينالانضمام للحملة وذلك من خلال التواصل على الصفحة الرسمية للحملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"إلا أنه تم تأجيل فكرة انضمام أي متطوع جديد للحملة إلا بعد توسيع النشاط أكثر من خلال كثرة التبرعات المستخدمة لشراء الدمى ومن ثم توزيعها.شعورالأطفال «كنا نرىالأطفالفيمنتهىالسعادةعندمايحصلونعلىالدمى، كانوا يسرعوننحوناللحصولعلىالهدايا،بخاصةأنهاجديدةلاقديمةكالتييحصلون عليها أحياناًمن معظمالناسالذينلايتبرعونإلابالقديم، وهذامارفضناهفيحملتنا"، تقول والدة هايما. مؤكدةأنمعظمهمصغارلايستطيعونالتعبيرعنسعادتهمبالكلام،فكانت تظهر في أعينهم، وأعينآبائهموأمهاتهم. وتذكرهناقصةعجوزركضخلفسيارةالحملةفيروضالفرج، وهو حي مصري قديم يقع في شمال محافظة القاهرة منأجلأنيحصلعلىدميةلحفيدته. وبماأنهاكانت نائمة،طلبنامنه إيقاظهالأننالاتعطيالدمىإلاللأطفال، وبالفعلتملكتروحالشبابجسدالعجوزوأسرعلإيقاظحفيدتهلتحصل على دميةلايستطيعأنيشتريهالها. وبعد أن حصلتعليها سعدتجداً، وسعدالجدسعادةكبيرةكمنوجدكنزاً عظيماً، فقط لأنهاستطاع رسمابتسامةعلىوجهحفيدتهالفقيرة.انتقاداتللحملة واجهتالحملةانتقادات كثيرة بسببتوزيعالدمىعلىالأطفال بدلأنتوزعأشياءقدتكونأكثرإفادةلهمكالأكلوالشربوالملابس، بحسب رأي المنتقدين، الأمر الذيرفضه القائمون على الحملة.أقوال جاهزة شاركغرددميتي صغيرة، دميتي جميلة، تغني أحلى الأنغام، كيف لطفلة ألّا تكون لها دمية ترقص وتغني؟ شاركغردأطلقت الحملة إرضاءً لروح ابنتها، وتساعدها فيها حالياً 10 فتيات في أعمار متفاوتة أصرواعلىتوزيعالدمىلماتمثلهمنتأثيركبيرفينفسيةالأطفالالذينلايفكرونفيالأكلأو الشرب أوحتى اللبس،بليفكرونفيأشياء أكثر أهمية بالنسبة إليهم وقد تكوندميةبسيطةيتراوحسعرهابين 50 و80 جنيهاً، وهومالايعيهكثيرمنالناسالذينيجهلونالأطفالوأهميةالاعتناءبهمنفسياًحتىيشبّواأسوياءبلاعقدنفسية، ويبدأ توزيع الدمى على الأطفال كلما يتم شراء كمية مناسبة من الدمى الجديدة وتغليفها، ويتم التوزيع كل يوم جمعة كونه يوم أجازة لكل المتطوعين الحاليين بالحملة. العقبات من العقبات الصعبة التي واجهت الحملة، عدم إيجاد متبرعين لأنّهم غير مقتنعين بأهمية الدمية وقيمتها وتأثيرها الكبير في نفسية الأطفال. تقول عبير العراقي، رئيسة الاتحاد العالمي لحماية الطفولة فرع مصر، في هذا الصدد أن الطفل الذي يعاني من ظروف مادية صعبة لا يحتاج إلى المال والطعام والملابس فقط. فهو برأيها يحتاج إلى عملية تنمية لقدراته الفكرية من خلال الدمى وخاصة التعليمية منها التي تساعده على التفكير، هذا التفكير الذي يقوده في النهاية إلى جلب الأموال بعدما يكبر ويصبح نافعاً لنفسه وأسرته. واستغربت في حديثها لرصيف22 من الهجوم على الحملات الداعمة للأطفال من خلال تعليمهم القراءة والكتابة، أو الموسيقى، أو توزيع ألعاب عليهم، مشيرة إلى أن من يهاجموا مثل هذه الحملات لا يعرفون نفسية الأطفال وما يساعدهم حقاً وما يضرهم، مؤكدة أن الدمية التي يراها البعض بلا فائدة قد تكون سبباً في منع طفل من أن يكون متطرفاً عندما يكبر. من ناحيتها، ترى والدة هايما أن أثر مشروعها لا يظهر فقط على الطفلالذييتمالتبرعلهبدمية،بلفيالطفلالذييتبرع أيضاً، إذ يبني عنده إحساس بالمسؤولية تجاه سكان مدينته، حتى وإن كانوا خارج محيطه المباشر، وهي من القيم التي يصعب أنيتعلمهاالطفل من دوناحتكاكمباشربمجتمعه،ومنالتبرعمنبعدمنخلالجمعياتوحسابات فيبنوكلاتعلمالطفلشيئاً. اقرأ أيضاًعودة الفونوغراف إلى القاهرة... لماذا يهرب المصريون إلى الماضي؟هارمونيكا... تطبيق مصري للتوفيق بين "رأسين في الحلال""فريق المعجزات"... أن تلعب كرة القدم برجل واحدة أحمد الجدي صحافي مصري مهتم بملف الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية المسلحة. كلمات مفتاحية الأطفال مصر التعليقات
مشاركة :