أكد الصحفي المتخصص في الشأن الصحي الزميل محمد الحيدر، ضرورة أن يتداعى الناشطون في الإعلام الجديد بتطبيقاته المختلفة إلى إقامة (تحالف) لحماية المعلومة من الابتذال والتشويه. وقال خلال لقاء نظمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض ممثلة باللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية بعنوان (أخلاقيات التواصل العلمي)، اليوم الخميس (12 أبريل 2018م)، إن دور الإعلام مهم وخطير، خاصة في هذا الوقت الذي أصبحت فيه الفضاءات مفتوحة، والحصول على المعلومة متاحا للجميع، بل للأسف أيضاً صارت صناعة المعلومة سهلة، ولا يهم أكانت صادقة أم مشوشة أم كاذبة. وقدّم الحيدر، خلال اللقاء، الذي استضاف نخبة فكرية ومهنية المشاركين قدموا رؤاهم في المحاور العلمية والاجتماعية والإعلامية والتشريعية، مرئيات تمحورت حول أهمية تناول المعلومة العلمية من قبل الإعلاميين المتخصصين في مجال المعلومة، مؤكداً ضرورة اهتمام وسائل الإعلام بتكليف الصحفيين حسب تخصصهم في القضايا، لتتم المعالجةبطريقة مهنية وباستيعاب كامل لجوانب المعلومة وأبعادها العلمية والمجتمعية. وحث الحيدر، الجهات العلمية والبحثية، خاصة ، على الحرص ليكون (الناطق الرسمي) الذي يخصصونه ويعتمدونه ملما بالمجال ليقدم المعلومة بالطريقة المناسبة، وليرد على الاستفسارات، منبهاً إلى أن بعض الناطقين الرسميين حالهم عندما يتعلّق الأمر بمعلومة دقيقة (ليس المسؤول بأعلم من السائل). ودعا الجهات العلمية للتعامل مع الصحفيين الذي يأنسون فيهم الكفاءة المهنية والتخصصية في المجال الذي يودون النشر عنه. ولفت الحيدر، خلال طرحه إلى أنه رغم أن الأخلاق ضابط مهم في مختلف النشاطات، إلا أن هذه القيمة ليست كافية لحماية المعلومة العلمية من الابتذال، لأن الأخلاق ليست قوة جبرية رادعة ، فهي تطبق حسب الرؤية الشخصية للمتعامل مع المعلومة. وقال: لذلك نرى سيل المعلومات الطبية يتدفق عبر منصات التواصل الاجتماعي تجد ووصفات الأدوية مبذولة بلا حدود، وتشخيص أمراض ، ونصائح يدعي ناشروها أنها طبية ولكن في الحقيقة هي مزيفه.. وبعض العامة يأخذ بهذا، دون وعي لما قد يترتب. وأوضح أن الإعلام إلى جانب الضابط الأخلاقي، فيه أدوات مثل قواعد (شرف المهنة)، وهذه القواعد في معظمها أخلاقية أيضا على الرغم من أنها محكومة بأنظمة.. وهي في النهاية قابلة للاختراق. والمعلومة العلمية دقيقة وغالباً ما يكون فيها (فسحة من التجاذب المتخصص)، ولذلك في الجانب الإعلامي ينبغي أن يتناولها إعلاميون متخصصون في المجال، مؤكدا أنه اليوم لا مكان لما كان يعرف بـ (الصحفي الشامل)، فهذا هو عصر التخصص، فالصحفي يجب أن يكون عارفاً بمختلف الفنون الصحفية، والتعامل مع مختلف القضايا، ولكن يجب أن يعمق معرفته بمجال محدد ليعطي أكثر وباحترافية، ويغني تناوله بالعودة إلى المصادر الأصلية، وبذلك يكون ما يصدر عنه موثوقاً، ويكون رأيه مطلوباً. The post الحيدر يدعو لتحالف يحمي المعلومة من التشويه appeared first on صحيفة عناوين الإلكترونية.
مشاركة :