«الوزاري العربي» يُحضّر لـ «قمة الظهران» وسورية وإيران تهيمنان

  • 4/13/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ناقش وزراء خارجية الدول العربية عدة ملفات خلال اجتماع تحضيري عقد بالعاصمة السعودية الرياض تمهيداً لانعقاد القمة العربية الـ29، ويتوقع أن تتصدر الأزمة السورية والتدخلات الإيرانية ببلدان المنطقة مباحثات الزعماء الأحد المقبل في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية للمملكة، في وقت دانت الولايات المتحدة الهجمات الحوثية الصاروخية على المملكة. عقد وزراء خارجية الدول العربية، أمس، اجتماعاً تحضيرياً في السعودية التي تستضيف القمة العربية الـ29 برئاسة المملكة الأحد المقبل، في وقت يتوقع أن يهيمن ملفا «الأزمة السورية» و«التدخلات الإيرانية» بعدد من بلدان المنظمة التي تشهد تصاعدا للنزاعات والصراعات، على محادثات الزعماء. وشارك في الاجتماع التحضيري، الذي عقد بالرياض، للقمة التي تعقد في الظهران بالمنطقة الشرقية في السعودية، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد. من جهته، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس، خلال القمة الوزارية، إنه لا سلام مع استمرار التدخل الإيراني في المنطقة، مضيفاً أن «إيران والإرهاب وجهان لعملة واحدة في المنطقة». صباح الخالد يلتقي شكري التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وزير الخارجية المصري سامح شكري في الرياض أمس، على هامش أعمال الاجتماع الوزاري العربي التحضيري للقمة العربية. وتم خلال اللقاء الإشادة بمستوى العلاقات التاريخية المتينة بين البلدين وسبل تعزيزها وتنميتها في كل المجالات، وعلى مختلف الصعد، كما تم استعراض مجمل الموضوعات والقضايا الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي. وذكر الجبير أن «الميليشيات الحوثية تتحمل المسؤولية كاملة عن الأزمة في اليمن»، لافتا إلى أن «القضية الفلسطينية تتصدر بنود أعمال قمة الرياض». وأكد استنكار بلاده إعلان واشنطن القدس عاصمة لإسرائيل، مشددا على أنه يجب التعامل مع الإرهاب بحزم وتجفيف منابع تمويله. وعن العراق، قال الجبير إن المملكة خصصت 1.5 مليار دولار لإعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب على تنظيم «داعش». تسهيل التدخلات بدوره، دان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط التدخلات الإيرانية في البحرين وغيرها من الدول العربية، معتبراً أن الأزمات الخطيرة في المنطقة سهلت التدخل الأجنبي فيها. وأشار أبوالغيط إلى أن الميليشيات الحوثية المدعومة من طهران تواصل رفضها الحلول السياسية في اليمن، مؤكدا أنه يجب تحصين الانتصار على «داعش» في العراق بإعادة إعمار المناطق المتضررة. وأوضح أن هناك إجماعاً عربياً على وحدة الأراضي السورية، مشيراً إلى أن الحل السياسي هو الأنسب للأزمة مع المحافظة على مسار جنيف للتفاوض. وعن القضية الفلسطينية، دعا أبوالغيط إلى «ضرورة التصدي لـمحاولات الاحتلال الإسرائيلي، بالسعي للحصول على مقعد دائم لفلسطين في الأمم المتحدة». «الأزمة السورية» وقبل انطلاق القمة الوزارية في الرياض، أكد المتحدث باسم الأمين العام للجامعة محمود عفيفي أن التطورات المتسارعة في سورية تحظى باهتمام وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري. وقال عفيفي، على هامش الاجتماعات التحضيرية، إن الجامعة تتابع التطورات والتصريحات التي صدرت بشأنها عن الأطراف المعنية في الأيام الماضية، كاشفا أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان ديميستورا سيطلع وزراء الخارجية العرب في الاجتماع الوزاري التحضيري على آخر التطورات فيما يتعلق بالأزمة السورية. وأشار إلى أن مداولات الاجتماعات التحضيرية تركزت على تطورات ومستجدات الأزمات في المنطقة والخيارات العربية للتعامل مع تلك الأزمات، وخاصة في سورية وليبيا واليمن، إضافة إلى تطورات القضية الفلسطينية والتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وإطلاق الميليشيات الحوثية الصواريخ البالستية على أراضي المملكة. نجاح وحضور وأعرب عفيفي عن الثقة بنجاح القمة في إصدار قرارات وتبني مواقف من شأنها تمكين الدول العربية من التصدي بفاعلية للتحديات والتهديدات الراهنة، مؤكداً أن القمة ستحظى بمشاركة واسعة من قادة الدول العربية. وذكر بيان للجامعة أن القمة سيحضرها الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني. وكان أبوالغيط بحث في لقاء عقده على هامش الاجتماعات مع ديميستورا التطورات في سورية ونتائج الاتصالات والجهود التي تبذلها أطراف إقليمية ودولية لاستئناف العملية السياسية بين الأطراف السورية في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة. وأكد أبوالغيط، خلال اللقاء، دعم ومساندة جامعة الدول العربية لمساعي المبعوث الأممي للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية، وفقا لنتائج مفاوضات «جنيف 1». وبحثت اللجنة الرباعية العربية المعنية بالتصدي للتدخلات الإيرانية أمس التهديدات الإيرانية الأخيرة للأمن القومي العربي، وتدخلها في الشؤون الداخلية العربية. وتناولت المباحثات التطورات الأخيرة في المنطقة، وآخرها استمرار استهداف المدن والأراضي السعودية بصواريخ بالستية إيرانية الصنع من جانب الميليشيات الحوثية. جاء ذلك في اجتماع للجنة شارك فيه الجبير، ونظيره المصري سامح شكري، ووزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، ووزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة بمشاركة الأمين العام للجامعة. تحضير اقتصادي في موازاة ذلك، بدأ المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي اجتماعه الوزاري التحضيري لاعتماد مشاريع القرارات الاقتصادية والاجتماعية التي ستدرج على جدول أعمال القمة التي تعقد في المملكة. وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، في كلمة افتتح بها الاجتماع، إن أبرز ما تم تحقيقه في مجال العمل الاقتصادي والاجتماعي على المستوى العربي تمثل في تطبيق اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية من خلال الاتفاق على برنامج تنفيذي لها، وكذلك العمل على قيام منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى. وأضاف الجدعان أنه تم التوصل إلى اتفاقية للتعاون الجمركي بين الدول العربية والتي وقعتها السعودية في الدورة السابقة، داعيا بقية الدول التي لم توقع بعد للإسراع لتوقيع الانضمام إلى الاتفاقية المهمة. وأكد أن قيام الاتحاد الجمركي الموحد بين الدول العربية يتطلب بذل مزيد من الجهود للوصول إلى مرحلة إطلاق الاتحاد، مطالباً الدول الأعضاء والأمانة العامة بإسراع الخطى لتحقيق الهدف المنشود وتعزيز التكامل الاقتصادي العربي. وبدوره، قال وزير الصناعة والتجارة الاردني يعرب القضاة، الذي ترأست بلاده القمة الماضية، إن مسيرة التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين الدول العربية تسير «ببطء شديد» لا يوازي ما تم إنجازه من جانب الأمم الأخرى، معتبراً أن القمة الـ29 تعد فرصة للوقوف على ما أنجز من مشاريع التكامل العربي لتحقيق العيش الكريم للمواطن العربي. إدانة أميركية إلى ذلك، دانت الولايات المتحدة بشدة إطلاق الميليشيات الحوثية ثلاثة صواريخ بالستية باتجاه السعودية أمس الأول. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، في بيان مساء أمس الأول: «نؤيد حق شركائنا السعوديين في الدفاع عن حدودهم ضد التهديدات التي يغذيها نشر النظام الايراني الخطير للأسلحة والنشاطات المزعزعة للاستقرار في المنطقة». وأضافت أن «هجمات الحوثيين المستمرة على المملكة تدعو الى التشكيك في التزامهم بالمساعدة في تشكيل مستقبل سلمي ومزدهر وآمن لليمن»، داعية جميع الأطراف للعودة إلى المفاوضات السياسية التي تسهلها الأمم المتحدة، والتقدم نحو إنهاء الحرب في اليمن.

مشاركة :