واصل ريال مدريد حملة الدفاع عن لقب بطولة دوري أبطال أوروبا للموسم الثالث على التوالي، بعدما تأهل إلى الدور قبل النهائي للمسابقة، رغم خسارته 1-3 أمام ضيفه يوفنتوس الإيطالي في إياب دور الثمانية للبطولة القارية. حقق يوفنتوس الإيطالي عودة رائعة، لكن غير كافية، أمس الأول، على أرض ريال مدريد الإسباني، حامل اللقب في آخر سنتين، حسمتها ركلة جزاء جدلية في الوقت القاتل لـ"الملكي"، الذي تأهل إلى نصف النهائي، رفقة بايرن ميونيخ الألماني. وبعد تأخره الكبير ذهابا في عقر داره صفر-3، بكَّر يوفنتوس بالتسجيل عبر المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش برأسيتين (2 و37)، ثم أضاف لاعب الوسط الفرنسي بليز ماتويدي الثالث، بعد خطأ من حارس ريال الكوستاريكي كيلور نافاس (61). وفي وقت كان الفريقان يستعدان لشوطين إضافيين، منح الحكم ركلة جزاء ترجمها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هدفا وحيدا للريال، ليتأهل "الملكي" 4-3 بمجموع المباراتين. وانضم ريال في نصف النهائي إلى ليفربول الإنكليزي، الذي تخطى الثلاثاء مواطنه مانشستر سيتي (3-صفر و2-1)، وروما الإيطالي، الذي صدم برشلونة الإسباني (1-4 و3-صفر)، وبايرن ميونيخ الألماني المتأهل على حساب اشبيلية الإسباني (2-1 وصفر-صفر). وأعادت المباراة سيناريو لقاء روما وبرشلونة، الثلاثاء، عندما قلب الأول تأخره الكبير 1-4 ذهابا إلى فوز 3-صفر على أرضه، منحه بطاقة نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1984. وكان نهائي العام الماضي جمع ريال مدريد مع يوفنتوس في كارديف، وفاز "الملكي" 4-1، بينها ثلاثية في الشوط الثاني، محرزا لقبه الثاني عشر (رقم قياسي). ولعب رونالدو (33 عاما)، أفضل لاعب في العالم 5 مرات، والذي خاض مباراته الـ150 في دوري الأبطال، مجددا دورا حاسما في تأهل ريال إلى نصف النهائي، ولو من نقطة الجزاء، إذ سجل ثلاثة أهداف في مباراتي الذهاب (3-1) والإياب (2-1) أمام باريس سان جرمان الفرنسي في ثُمن النهائي، وواصل تألقه ضد يوفنتوس، بتسجيله هدفين ذهابا، أحدهما بتسديدة أكروباتية رائعة دفعت جمهور بطل إيطاليا للتصفيق له. زيدان يشرك بيل ودفع مدرب الريال، الفرنسي زين الدين زيدان، الذي فقد الأمل بالمنافسة على لقب الدوري وخرج من الكأس، بالجناح الويلزي غاريث بيل أساسيا على حساب المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، فيما منح الفرصة للمدافع الشاب خيسوس فاييخو (21 عاما) بدلا من القائد الموقوف سيرخيو راموس. ولدى يوفنتوس، متصدر الدوري الإيطالي، دفع مدربه ماسيميليانو اليغري، في ظل إيقاف الأرجنتيني باولو ديبالا المطرود ذهابا، بالثلاثي؛ الأرجنتيني غونزالو هيغواين، والكرواتي ماريو ماندزوكيتش، والبرازيلي دوغلاس كوستا. وبعد دقيقة و16 ثانية، بدأ سيناريو الأحلام ليوفنتوس بهدف من ماندزوكيتش، إثر انطلاقة من دوغلاس كوستا إلى الألماني سامي خضيرة رفعها الأخير على المسطرة نحو رأس الكرواتي، تابعها قوية من مسافة قريبة في قلب مرمى الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس (2). وهذا أسرع هدف يتلقاه ريال مدريد على أرضه في تاريخ مشاركته بدوري الأبطال، والأول لماندزوكيتش في مختلف المسابقات منذ 3 يناير الماضي. وعلى طريقة الهدف الأول، لعب البديل السويسري ستيفان ليشتستاينر عرضية، بدأت بتمريرة من خضيرة، وصلت إلى رأس ماندزوكيتش هزت الشباك بين القائم الأيمن ونافاس (37). وأصبح سوبر ماريو (31 عاما)، لاعب أتلتيكو مدريد الإسباني سابقا، أول لاعب خصم يسجل هدفين في ملعب سانتياغو برنابيو في شوط أول ضمن دوري الأبطال، وهدفين رأسيين في مباراة واحدة منذ موسم 2003-2004. ووقفت العارضة ضد أصحاب الأرض قبل انتهاء الشوط الأول، إثر رأسية فاران بعد ضربة حرة (45+2). وبعد تسديدة نادرة لهيغواين من مشارف المنطقة صدها نافاس بصعوبة (59)، ارتكب الكوستاريكي خطأ فادحا بعد ثوانٍ قليلة عندما أفلت عرضية كوستا، فتهادت الكرة أمام لاعب الوسط الفرنسي بليز ماتويدي، تابعها في المرمى الخالي، على بُعد متر من الشباك هدفا ثالثا أشعل مجريات المباراة (61). وبعد احتساب الحكم 3 دقائق من الوقت بدل الضائع، منح الحكم الإنكليزي مايكل أوليفر ركلة جزاء، لاشتباهه باحتكاك من المدافع المغربي المهدي بن عطية على فاسكيز أثارت اعتراضا جنونيا للاعبي يوفنتوس نجم عنها طرد بوفون لاعتراضه على قرار الحكم، وبعد دخول البديل البولندي فويتشي تشيسني سجل رونالدو هدف الفوز من نقطة الجزاء (90+8). بايرن يلحق بالمتأهلين وحجز بايرن ميونيخ، المتوج بخمسة ألقاب، بطاقته إلى الدور نصف النهائي، رغم تعادله السلبي مع ضيفه اشبيلية على ملعب اليانز ارينا بميونيخ في إياب دور الثمانية، إذ كان انتزع فوزا ثمينا على أرض منافسه ذهابا 2-1 الأسبوع الماضي. وهي المرة السابعة التي يبلغ فيها الفريق البافاري نصف نهائي البطولة الأوروبية في تسعة مواسم. ويهدف بايرن ميونيخ إلى تكرار الثلاثية النادرة التي حققها الفريق بإشراف مدربه الحالي يوب هاينكس (72 عاما) بالذات عام 2013، من خلال الفوز بالكأس المحلية والتتويج بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم. وتولى هاينكس المهمة خلفا للإيطالي كارلو انشيلوتي في كتوبر. وحسم بايرن لقب الدوري المحلي للموسم السادس على التوالي، وبلغ نصف نهائي الكأس، حيث يلتقي باير ليفركوزن في 17 الجاري. في المقابل، انتهى مشوار الفريق الأندلسي الذي فاجأ مانشستر يونايتد الإنكليزي وأخرجه من الدور السابق، ليخوض الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1958. جاءت المباراة عادية المستوى كان فيها بايرن الطرف الأفضل بالشوط الأول، وحصل على عدد من الفرص، ثم تحرك اشبيلية في الشوط الثاني، بحثا عن التسجيل، لأنه كان بحاجة إلى هدفين للتأهل، لكن النتيجة بقيت سلبية مع صافرة الحكم النهائية.
مشاركة :