قال الشاعر ابن الرومي: وليس عتاب المرء للمرء نافعا.. اذا لم يكن للمرء عقل يعاتبهالامام الغزالي له عبارة تقول ( خاطبوا الناس على قدر عقولهم ) فمن يتجول في شوارع الكويت يجد لافتات كبيرة مزروعة في كل مكان وهي على طرفي نقيض فهناك إعلانات للفاشينستات وهي ظاهرة جديدة ودخلية على المجتمع ليس لها علاقة بالاخلاق او العادات والتقاليد بقدر مالها علاقة بترويج السلع والخدمات وكذلك الثراء والكسب السريع. اما إعلانات المحجبات فهي لاشك تنسجم مع الاخلاق والدين والعادات والتقاليد ولكن توقيته ليس بريئا فهو جاء على خلفية خطبة الجمعة المثيرة للجدل فهذا الإعلان للاسف يحمل فكر الصحوة الذي تتبناه وزارة الاوقاف وهو مرفوض لانه يسئ إلى مكون مهم في المجتمع الكويتي وهن النساء السفور اللاتي لايرتدين الحجاب ولكن يرتدين اللبس المحتشم ولا يجوز أن نربط بينهن وبين الانحلال الخلقي كما جاء في خطبة الجمعة. النائب صفاء الهاشم استنكرت إعلانات المحجبات ورأت فيه انه لا ينسجم مع الوحدة الوطنية والحرية الشخصية فهذه الاعلانات مرفوضة في دولة مدنية يكفل بها الدستور الحرية الشخصية وانا شخصيا اضم صوتي لصوتها رغم اني اختلف معها في بعض القضايا وحسنا فعلت انها اتصلت في وزير الاوقاف الذي وعدها بازالة هذه الاعلانات المشبوهة فورا . لاشك أن النواب المعارضين لتصرف النائب صفاء الهاشم هم من المحسوبين على تيار الصحوة الذين يريدون أن يكونوا أوصياء على المجتمع وفرض فكر متشدد عليه وذلك بدفاعهم عن حملة اعلانات المحجبات بعنوان ( حجابي تحلو به حياتي ) فهذا الفكر متشدد يتميز بالتطرف والارهاب الفكري الذي يفرض وصايته على الناس. انا شخصيا ضد إعلانات الفاشينستات لانه لا يقدم أي خدمة او منفعة للمجتمع وصحيح اننا في دولة مدنية تكفل الحرية الشخصية للمواطنين بشرط أن لا تسئ لسمعة وعادات وتقاليد المجتمع المبنية على الاحتشام والستر والحياء والذوق السليم في تقديم وترويج السلع والخدمات وما يحدث أن هناك اسفاف وقلة ادب فنجد ليس ظاهرة الفاشينستات قد انتشرت ولكن انتشرت معها ظاهرة الكابلز يعني الفاشينستا مع زوجها مما يمثل انتهاكا صارخا لخصوصية المجتمع الكويتي فتجد هؤلاء يصورون حياتهم الشخصية بشكل غير لائق وتصور حتى غرف النوم !! ولذلك اعتقد ان ظاهرة الفاشينستات تتميز بالانحلال الخلقي الذي يعد خطرا على سلوك الجيل الحالي والاجيال القادمة ولهذا اضم صوتي للحملة التي تطالب بمقاطعة سنابات الفاشينستات المخلة بالاداب. ان خير الأمور الوسط فلا افراط ولا تفريط وكل سلوك في إطار الاخلاق والاداب العامة ولا يخدش الذوق العام ويحترم العادات والتقاليد فهو مقبول وكل سلوك غير ذلك فهو منبوذ ومرفوض وسوف يرفضه المجتمع الكويتي المحافظ الذي لا يتهم المرأة السفور بالانحلال الخلقي طالما أن هناك احتشام في اللبس والسلوك وهو ايضا يقبل المراة المحجبة التي تملك فكرا منفتحا وليس فكرا متشددا ينتمي إلى تيار الصحوة الذي يريد أن يكون وصيا على المجتمع. ختاما نقول اننا نعيش في مجتمع محافظ ودولة قانون ومؤسسات ونعتقد أن ماتقوم به بعض الفاشينستات من تصرفات غير اخلاقية وسلوك منحرف وألفاظ غير لائقة وتصوير اماكن تتميز بالخصوصية مثل غرف النوم والشتائم والفضائح بين الفاشينستات ينبغي أن لاتمر مرور الكرام فهناك قانون الجرائم الالكترونية وكذلك قانون الجزاء يجب أن تطبق علي الفاشينستات سواء رجال او نساء حماية للمجتمع من انتشار السلوكيات الخاطئة والظواهر السلبية فيه واذا فات الفوت ماينفع الصوت .بودستور
مشاركة :