شهد اليوم الثالث والأخير لمؤتمر «فكر 16» عقد ندوة حول أنشطة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والابتكار في الدول العربية، وإسهامها في التنمية الشاملة والمستدامة. وبدأت الجلسة بكلمة وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، عمر بن سلطان العلماء، حيث أكد أن الذكاء الاصطناعي يسهم في توجيه الأشخاص إلى القيام بأعمالهم بشكل أكثر كفاءة، وأن تطبيق هذه التقنيات أسهم في خفض التكاليف بما يعادل 25%، إضافة إلى أن هناك 120 ألف منتِج في العالم يستخدمون الذكاء الاصطناعي. وأضاف عمر بن سلطان العلماء أن «الذكاء الاصطناعي تأثيره في البشرية سيتجاوز تأثير الكهرباء في المستقبل»، موضحاً أن «الإمارات أطلقت مبادرة لتعليم مليون شخص عربي لغة البرمجة»، وتابع: «نحن حالياً في مرحلة التنوير بالذكاء الاصطناعي وأهميته للبشرية، ودولة الإمارات تخطط للريادة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، ولذلك فقد بدأت الإمارات تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال البنية التحتية». كما تحدث في الندوة مدير معهد أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأميركية، الدكتور فاروق الباز، حيث أكد أن العرب قادرون على مواكبة الذكاء الاصطناعي بالارتكاز على المرأة والشباب. وأضاف أن التردد في منح «المسؤوليات للشباب جعل إمكاناتنا محدودة، توجد طاقات كامنة يجب استغلالها لتطوير مجالات الذكاء الاصطناعي، وأسلط الضوء على إمكانات الشباب والنساء»، فيما أوضح أن الحكومات العربية بدأت فتح الأبواب أمام طاقات الشباب، وأنه «كانت إسهامات الشباب في الماضي غير ملحوظة، إلا أننا اليوم نشهد شباباً يسهمون بتغييرات جذرية على مستوى المجتمع». من جانبه، قال المدير العام لأكاديميّة العالم الإسلاميّ للعلوم، الدكتور منيف رافع الزعبي، خلال كلمته في الندوة، إن تجارب الدول العربية في مجال العلوم والتكنولوجيا تزهر، خصوصاً في مجال تأمين فرص العمل للشباب، وأضاف أنه «يجب أن تكون المنظومة التعليمية الجديدة مبنية على الجرأة والريادة وصنع القرار مع الحرص على تحقيقه». وأشار إلى أن بعض الدول العربية أقرت تخصيص نسب معينة من ناتجها المحلي في مجال الابتكار والبحث العلمي، وهو ما يمثل نقلة نوعية في عالمنا العربي. ورأت وكيلة جامعة عفت للشؤون الأكاديمية والباحث الزائر في معهد ماساتشوستس للتقنية، الدكتورة ملك النوري، أن المرأة العربية لديها مميزات عديدة دون غيرها، حيث تقبل على دراسة العلوم والرياضات والهندسة، وأوضحت أن «أهم العوامل التي تساعد المرأة للوصول إلى المناصب الإدارية، هو البيئة التي تعيش فيها، ونحن نشهد في الدول العربية الآن برامج مفصلة ومخصصة لتعزيز دورها ومهاراتها». وأضافت أن «(مشروع نيوم) في السعودية يعدّ من أكثر المشروعات طموحاً في العالم، بالتعاون مع الدول المجاورة، ويهدف إلى إيجاد حلول ما بعد الابتكار، وتوفير فرص عمل، وحلول عملية، وتوفير بيئة أفضل في المملكة ودول الجوار». أما المدير العام للبحث العلمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تونس، الدكتور عبدالمجيد بنعمارة، فأشار إلى أن الدور الإيجابي الذي تلعبه المرأة يتصاعد في جلّ الدول العربية، حيث كان عدد الطالبات في مجال العلوم نحو 30%، إلى أن تضاعف هذا الرقم اليوم ليصل إلى 60%.
مشاركة :