مشاركة متنوعة لسلطنة عُمان في أيام الشارقة التراثية

  • 4/13/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تتواصل فعاليات أيام الشارقة التراثية في قلب الشارقة بأنشطة وبرامج متنوعة ومشاركات عربية وعالمية وخليجية، يبرز من بينها مشاركة سلطنة عمان،إضافة إلى استمرار الفعاليات في المقهى الثقافي والورش والحرف وبقية الأركان. كعادتها في كل عام، تتميز مشاركة سلطنة عُمان بكثير من البرامج والفعاليات، من بينها تلك العروض المباشرة التي تتعلق بكيفية صناعة البشت وأعمال السفافة والتلي، والصفار، وصناعة الفخار، وغيرها من المهن والحرف التراثية والشعبية والتقليدية. ويشرح الحرفي نعمة عبد الله،الذي يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 36 عاماً، الكثير من تفاصيل صناعة البشت، التي تعتبر من أرقى أنواع الأزياء الشعبية وأغلاها أيضاً، فقيمتها تكمن في المواد التي تصنع منها وطريقة صنعها، حيث تحاك يدوياً.ويعتبر التلي نواة الحرف اليدوية للمرأة قديماً، إذ تصنع النساء من الدحروي الأبيض والخوص الفضي لباساً لهن يزين ملابسهن التي كانت تنقش بالخوار الذي يعطي المرأة المزيد من الجمال. وتعد صناعة التلي واحدة من أعرق صناعات التطريز في منطقة الخليج العربي، وهي جزء مهم من التراث الشعبي والموروث الحقيقي للمجتمع.وتعتبر صناعة الفخار واحدة من الإبداعات التي تفننت بها أيادي الآباء والأجداد، ونحتتها بكل دقة وجمال، وكانوا يستخدمون طيني الأحرش والرزك، بعد الحصول عليهما من سفوح الجبال وقيعان الوديان، ثم يُشكل بالماء على عدة نماذج، ثم بعد ذلك توضع في الفرن حتى تتقوى وتجف وتكون صالحة للاستخدام.ويقول الحرفي العماني الذي يعمل في الصفار، محمد الجريدي: إن الصفار من المهن التي ما زالت حاضرة ويمارسها بعض الحرفيين، على الرغم من أنهم أدخلوا عليها بعض التطوير. وكان الصفار بمثابة منظف للأواني والقطع المعدنية المستخدمة سابقاً ورش تكشف أسرار البيئات الإماراتية ضمن خطة أيام الشارقة التراثية الداعمة لإحياء التراث الإماراتي، وتعليم أساسياتها ونشر فنونها بين الأجيال الحالية والمستقبلية، نظمت باقة منوعة من الورش التدريبية التعريفية بالعادات القديمة التي توارثتها الأجيال في البيئات المشاركة في الفعاليات. وتسلط الورش الضوء بشكل بارز على الحرف والعادات والتقاليد القديمة، باعتبارها جزءاً مهماً وحيوياً من الحياة الشعبية.وتضم قائمة الورش ال18 ورشة الطب الشعبي في البيئة الجبلية، ويقدمها راشد سعيد الظهوري، وأخرى عن طرق عمل القرص في البيئة البدوية تقدمها فاطمة سيف العبد. وهناك ورشة عن آلية فلج المحار أي استخراج المحار من الصدف والقواقع، وقدمها عبدالله سالمين، الذي ذكر أن الورشة تسلط الضوء على دور الأسلاف في الصيد وتأمين قوتهم اليومي.وتتطرق الورش التي تنظم خلال الأيام إلى دباغة الجلود في البيئة الجبلية، والسفافة في البيئة الزراعية، وصناعة المالح في البيئة البحرية، والغزل والنسيج في البيئة الجبلية وصناعة الجامي والسمن في البيئة البدوية. «القط العسيري» فن يعزز الترابط بالسعودية كان «فن القط العسيري» محور محاضرة وورشة عمل، قدّمت لزوار أيام الشارقة التراثية عن طريق رسم يعرف بالزخرفة الداخلية بفن القط، أو التقطيط.ارتبط هذا الفن بنساء عسير، اللاتي أبدين اهتماماً بالغاً بتجميل منازلهن وزخرفتها، وتكون الزخارف على هيئة أشكال هندسية ونباتية بالنقاط والخطوط بالاعتماد على خامات ومواد محلية، مستخلصة الألوان فيها من المصادر النباتية أو المعدنية.وقالت السعودية عفاف القحطاني، مقدمة الورشة: إن هذا الفن يسهم في تعزيز «الترابط الاجتماعي والتضامن بين النساء في المجتمع»، حيث كانت سيدة البيت في القدم بعسير ترسم خطوطاً أولية للزخارف وتضع نقاطاً ملونة تمثل لون كل جزء، بينما تساعد الأخريات في رسم الزخارف والأشكال وتلوينها.وأضافت أنه أصبح ممكناً مشاهدة فن «القط العسيري» على لوحات وأوانٍ ينجزها فنانون من الجنسين، ولم يعد مقتصراً على النساء وعلى جدران المنازل، كما أن هذا الفن اشتهر في 11 منطقة في جنوبي السعودية فقط. إلى دبا الحصن وكلباء انطلقت أيام الشارقة التراثية في نسختها السادسة عشرة إلى بقية مناطق الإمارة. وبدأت الفعاليات أمس في القرية التراثية بدبا الحصن، وتستمر حتى يوم غد،وسط حضور لافت وتفاعل جماهيري كبير. وتتضمن العديد من الفعاليات التي عكست الصورة المميزة عن مكونات التراث الشعبي الإماراتي وتاريخه الأصيل. وجاء افتتاح فعاليات الأيام في دبا الحصن ضمن مساعي معهد الشارقة للتراث، لتقديم صورة شاملة عن الماضي الإماراتي والخليجي بكل تجلياته وتراثه وفنونه. وعشاق التراث وسكان كلباء والمنطقة الشرقية عموماً، على موعد مع انطلاق الأيام اليوم في القرية التراثية بالمدينة، وتستمر حتى 20 أبريل الجاري. حضور لافت للشعر الشعبي استضاف المقهى الثقافي في أيام الشارقة التراثية، أمس الأول، أمسية للشعر الشعبي شارك فيها الشعراء هزاع بن سمرة، ومرشان الكعبي، وعلياء العامري، وأدارها الشاعر ناصر الشفيري.لاقت الأمسية تفاعل الحضور الذي طرب على أنغام وإيقاع الشعر الشعبي، خاصة الشلات، وتنوعت القصائد بين الوطني والاجتماعي والغزل. البيئة الجبلية تبوح بعادات الأجداد يأتي الزوار إلى أيام الشارقة التراثية وفي جعبتهم الكثير من الأسئلة عن البيئات الموجودة في الساحات، والحياة التي كان يعيشها الأسلاف والأجداد، والأدوات التي كانوا يستخدمونها لتأمين احتياجاتهم المعيشية، وآلية العيش التي كانوا يتبعونها في أيامهم اليومية، وكيفية تأمينهم لبيوتهم من السرقات أو الهجمات من الحيوانات المفترسة.أفراد قبيلة الظهوري من رأس الخيمة الذين يشاركون في أيام الشارقة التراثية، يروون لكل الزوار أسرار البيئة الجبلية التي يشاركون من خلالها بالعديد من الأركان والمواقع.راشد سعيد الظهوري يروي عن محتويات البيئة الجبلية والحرف والمهن التي كان يحترفها الأجداد مثل عدة الغزل والنسيج وحرفة صناعة اليد والجلود، وإعداد القهوة، وعدة المواشي وما يحتاجه الفرد للدواب التي يملكها، أيضاً بيت الجبل والصفا، والمطبخ والرحة والزرب، والدكة، والتي كانت تستخدم لتلبية احتياجاتهم.ويبين الظهوري أن مشاركتهم في الأيام تأتي في إطار حرصهم على تعليم وتعريف الزوار بالتراث القديم، وحثهم على أن يتمسكوا بتراثهم، والحفاظ عليه ونقله إلى الجيل الجديد.

مشاركة :