«القمة الثقافية».. «إمكانات غير محدودة» لمواجهة التحديات العالمية

  • 4/13/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال مثقفون وفنانون وأكاديميون إن الثقافة والفنون والإعلام والتعليم هي مفاتيح تطور المجتمعات، وإن التواصل بين المبدعين يسهم في تطوير الثقافة والفنون حول العالم، ويسهم كذلك في تطوير المجتمعات، مشيرين إلى ضرورة تحقيق التواصل بين أصحاب المبادرات والمشروعات الثقافية والفنية والفكرية من جهة، والمؤسسات من جهة أخرى، للاستفادة من هذه المبادرات وتحويلها إلى واقع ملموس يسهم في تنمية وتطوير المجتمع والناس. استثمار في الثقافة قال مدير عام دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي سيف سعيد غباش، «يعتقد البعض أن الاستثمار في الثقافة يقتصر على السياحة، وجلب مزيد من السائحين فقط، ولكن هناك طرقاً كثيرة للاستثمار في الثقافة، مثل إقامة فعاليات جماهيرية ذات محتوى متميز، مثل مهرجان (أم الإمارات)، ومهرجان أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية التي تستقطب الكثير من الجمهور، لمتابعة الأنشطة الثقافية والتراثية والفنية التي تتضمنها». «شهدت الجلسة الختامية استعراض التوصيات التي خلصت إليها ورش العمل المختلفة التي أقيمت ضمن برنامج القمة». 400 مشارك من 80 دولة. نورة الكعبي: «سنواصل استخدام قوة الثقافة لإحداث تغييرات إيجابية، وبناء الجسور بين الأمم والعقول». جاء ذلك خلال جلسات اليوم الختامي لفعاليات «القمة الثقافية أبوظبي 2018»، أمس، التي انطلقت في الثامن من أبريل الجاري، بمنارة السعديات في العاصمة أبوظبي، تحت عنوان «إمكانات غير محدودة: عولمة الإبداع»، بحضور 400 مشارك من 80 دولة، قاموا بطرح عدد من القضايا الملحّة حول الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه الثقافة لمواجهة التحديات العالمية بداية من تمكين المرأة والفقر وصولاً إلى التغير المناخي ومكافحة التطرف. وحضرت جلسات اليوم الختامي وزيرة الثقافة والمعرفة نورة الكعبي، إلى جانب نخبة من المثقفين. وقالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة رئيسة اللجنة التوجيهية للقمة الثقافية، نورة الكعبي: «نرحب بكل المقترحات المعمّقة التي أفادنا بها الضيوف والمشاركون في القمة طوال الأيام الماضية، فقد نجحت أبوظبي مرة أخرى في جمع قادة العالم، لتوجيه رسالة واحدة أنه لم يفت الوقت بعد لاتخاذ خطوات فعالة لإعادة تعريف دور الثقافة في عالمنا. سنواصل مساعينا في استخدام قوة الثقافة، لإحداث تغييرات إيجابية، وبناء الجسور بين الأمم والعقول. لقد سلكت أبوظبي هذا الدرب مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مؤسّس الاتحاد، ويقع على عاتق الجيل الشاب في هذا البلد حمل تلك الرسالة ونشرها، رسالة التسامح والعالمية، من خلال العمل المتواصل والتعاون مع شركائنا الدوليين، بما يخدم بناء مستقبل أفضل للإنسانية جمعاء». وأكد رئيس دائرة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي محمد خليفة المبارك، أن التعليم هو أساس الثقافة، ولذلك تولي دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بتطوير المناهج ودمج الثقافة بها، بما سيسهم في خلق جيل أفضل، مشيراً إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تطوراً ملموساً في هذا المجال، وهناك المزيد من التطور ستشهده السنوات الخمس المقبلة. وأوضح المبارك إيمانه بأن العقل من دون ثقافة هو عقل سجين، وغالباً ما ينبع التطرف من هذه العقول السجينة، وأن العقول العربية كانت على مر التاريخ منفتحة وثرية بالأفكار والمعرفة. وأشار خلال الجلسة التي أقيمت أمس، تحت عنوان «النتائج والخطوات التالية للقمة الثقافية»، إلى أن القمة استطاعت خلال الأيام الماضية أن تطرح الكثير من الأفكار الجديدة، وتجمع بين مبدعين من مختلف أنحاء العالم، مشدداً على استمرارية هذا الحدث ليقدم في كل عام المزيد من الأفكار والمبادرات المثمرة. وأضاف: «استطاعت أبوظبي أن تسهم بقوة في الحراك الثقافي، وأن تحدث فرقاً كبيراً. هناك الكثير من الأفكار والنقاط التي نحتاج العمل عليها، ومساعدة بعضنا بعضاً من أجل تحقيقها، ولدينا الكثير مما يجب أن نقوم به من أجل تنمية واستدامة الثقافة، في عالم يشهد المزيد من التحول نحو الاستثمار في هذا المجال خلال السنوات الـ10 المقبلة، وهو ما يسهم في خلق ثورة ثقافية رائعة، وأعتقد أن المستقبل سيشهد الكثير من التغيرات في عالمنا». واعتبر المبارك أن فيلم «بلاك بانثر» يقدم مثلاً واضحاً على ما يمكن أن تخلقه فرص التعاون والتبادل بين ثقافات متعددة من أعمال، والدور الذي يمكن أن تقوم به التكنولوجيا في طرح وإيصال رسائل مختلفة حول العالم، فالفيلم هوليوودي ويطرح قضايا مرتبطة بإفريقيا، واستطاع أن يطل إلى مشاهدين من مختلف الجنسيات والثقافات. وأشار مدير عام دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، سيف سعيد غباش، إلى أهمية ما ناقشته القمة التي تعقد للعام التالي على التوالي، من تحديات وما طرحته من حلول خلال الجلسات وورش العمل التي أقيمت، وهو ما يؤكد الدور الثقافي المحوري الذي تقوم به أبوظبي. وأضاف: «تأتي القمة الثانية من القمة الثقافية بالتزامن مع (عام زايد) الوالد المؤسس، وعلينا جميعاً أن نحمل إرثه، ونستكمل مسيرته، وأن نحافظ على استمرارية هذه الحوارات المفتوحة لمختلف الآراء والأفكار». وأوضح غباش أن الإعلام له دور كبير في نشر الثقافة ورفع الوعي، ولذلك تحرص الهيئة على إطلاق والتعاون مع منصات إعلامية كبيرة، مع التركيز على القنوات الإعلامية الأكثر شيوعاً، ومن خلالها بثّ المحتوى المناسب الذي يساعد على تنمية الثقافة ومخاطبة الشباب، سواء كان محتوى ثقافياً أو تراثياً أو فنياً، مستعرضاً جانباً مما حققته دائرة الثقافة والسياحة من مبادرات لاستثمار التكنولوجيا الحديثة في مجال الثقافة، ويمكن للحضور الاستفادة منها مثل إطلاق أول منصة رقمية ثقافية تتوجه للأكاديميين والطلبة.

مشاركة :