فؤاد أنور: الشمراني يتوهج مع الهلال ويتواضع مع الأخضر

  • 11/22/2014
  • 00:00
  • 48
  • 0
  • 0
news-picture

يعد أحد أبرز النجوم في تاريخ الكرة السعودية، حقق معها الكثير، فكان من الجيل الذهبي الذي وصل لكأس العالم، وكان قائد المنتخب السعودي وهدافه عندما حقق بطولة الخليج للمرة الأولى في تاريخه في بطولة الخليج الثانية عشرة والتي أقيمت في الإمارات، ضيفنا قائد المنتخب السعودي السابق فؤاد أنور كشف لـ (الميدان) الكثير في حوار الاسرار. في البداية وكخبير فني ولاعب دولي سابق له مشاركاته العديدة في بطولات الخليج، كيف تشاهد مستوى بطولة الخليج حتى الان؟ بصراحة البطولة لم ترتق للمستوى الفني السابق لها، فالمعدل التهديفي اذا ما استثنينا لقاء الكويت وعمان يعد منخفضاً، والتعادلات طاغية، وبعض المنتخبات القوية لم تظهر بمستواها، خاصة مع وجود سبق سبعة منها ستلعب بأمم اسيا، وهذا الأمر مخيف حقاً، فالمفترض أن تكون البطولة ومنتخباتها بصورة أفضل وأقوى مما شاهدناه في هذه البطولة، فهي تعكس الجاهزية للبطولة المقبلة في أستراليا. وكيف وجدت المنتخب السعودي حتى الان، وذلك في ظل انتقادات كبيرة يلقاها المنتخب ومدربه الاسباني لوبيز كارو في وسائل الإعلام؟ رغم عدم رضاي عن مستوى البطولة، إلا أني أرى أنها فرصة للمنتخب السعودي الذي يلعب على أرضه لخطف اللقب، وأعتقد بأن البطولة هي مفتاح مهم للمشاركة الاسيوية بارتياح كبير، لتخفف الضغط الاعلامي على اللاعبين والجهاز الفني، فالمنتخب يمتلك أسماء مميزة تحتاج إلى التوظيف المناسب وهي تقدم مع الأندية افضل المستويات خاصة لاعبي الوسط والهجوم، فهم من تعول عليهم كثيراً مع الأندية، ولكن مع المنتخب لم يرتقوا للمستوى الفني لهم مع الأندية فمثلاً ناصر الشمراني هداف خمس مرات ولكن مع المنتخب نشاهد شحا في عملية التسجيل، فحتى البحرين الذي فزنا عليه بثلاثة سجلنا هدفا، وهدفين سجلهما لاعبوه في مرماهم، والشح التهديفي ملازم للمنتخب منذ فترة الاستعداد. وكيف تجد لقاء المنتخب السعودي المقبل في نصف النهائي أمام منتخب الامارات؟ منتخب الإمارات من افضل المنتخبات ولكن لم يرتق للمستوى الكبير الا امام العراق، وربما نال مديحاً كثيراً في السنوات الأخيرة خصوصا مع استمرار المجموعة مع المدرب وتحقيقها كاس اسيا شبابا وناشئين وشارك أولمبياد، فرجوع لاعبي الامارات للتهديف يعطيهم قوة في دور الأربعة خصوص ان المستوى التهديفي لم يظهر ولا تعطي الاطمئنان الكامل وسيتفاعل مع أهمية المباراة خاصة انها مباراة امام فريق قوي ومتمكن وممكن ان منتخب الامارات يعاني من ضغط الترشيحات، والفريق تأثر بكثرتها بعد سنتين من المديح، والمباراة ستكون صعبة جداً على المنتخبين. ماذا عن الجمهور السعودي الذي لم يحضر بالشكل المتوقع، ماذا تقول لهم؟ أتمنى من الجمهور ان يدعم المنتخب ويحضر في دور الأربعة، والجمهور رقم واحد والاهم تأثيراً وأتمنى ان يتواجد في المدرجات والمنتخب كان يحقق البطولات بتفاعل الجماهير والتشجيع القوي وذلك حتى والبطولات تقام خارج المملكة. وكيف ترى المفاجآت التي حدثت وخاصة خروج منتخب الكويت بخسارة ثقيلة من عمان بالخمسة؟ مؤلمة ومفاجئة والضعف الفني ظهر باستعداد ضعيف، صاحبه عديد من الاختلافات وغياب العديد من اللاعبين، وهذه النتائج للعمل غير المنظم، والمنتخب العماني منتخب شاب قدم نفسه بشكل جيد، ومهما وصل مستوى عمان لا تصل النتيجة إلى خماسية ثقيلة. جاءت بطريقة فنية عالية، بهذه النتيجة هناك خلل ومشاكل مغطاة وانكشفت، الجميع يتحدث عن الاتحاد الكويتي والمشاكل الموجودة وهو منتخب سيشارك في اسيا بعد شهر ومن الغريب ان يخسر بهذه النتيجة ومتى ما ارتفع مستوى الكويت ترتق الكرة الخليجية، مباراتان فقط جيدتان فنياً أما البقية فلا تطمننا كمتابعين على ما ستقدم في اسيا في ذات المستوى. من تتوقع أن يحقق البطولة من المنتخبات الأربعة المتبقية؟ في الحقيقة المستويات متقاربة، فلا يوجد منتخب لافت للنظر بين الأربعة المتأهلين، وقد يكون واحد لم يقدم مستواه المطلوب وقد يسجل هدفا ويغلق الملعب ويتأهل، فالمستويات متقاربة، والجميع له حظوظ خاصة المنتخب العماني بعد الفوز على الكويت يعطيه دافعا، لكن الأربعة متقاربون، وأتمنى أن يحقق المنتخب السعودي هذا اللقب. لنعد للذكريات قليلاً فقد عرفناك كأول قائد للمنتخب السعودي يتوج بكأس الخليج، حدثنا عن تلك البطولة، بطولة خليجي 12؟ هي فخر كبير لي أني كنت قائداً للمنتخب السعودي بها وهي أهم البطولات في مشواري، فلا يمكن أن أعبر عن شعوري حينها، فبطولة الخليج ظلت مستعصية علينا لخمسة وعشرين عاما، ولكن الحمد لله في خليجي 12 في الإمارات تمكنا من تحقيق الأهم بعد انتظار طويل، فقد جاء امتدادا لما قدمناه قبل البطولة في كأس العالم 1994 وبعد قرابة العشرين يوماً فقط، ومن أهم أسباب تحقيق تلك البطولة تواجد الأمير سلطان بن فهد، فهو عراب البطولة، وهو من الأسرار الكبيرة التي كان دوره مهما لتحقيقها، فسموه كان حريصا على البقاء معنا، فقد حرص على متابعة تجهيز الفريق، وتأمين كافة احتياجاتنا، وساهم في إبعاد الضغوطات التي يواجهها المنتخب في كأس الخليج فقد كان دافعاً هاماً لنا لتحقيق اللقب الخليجي الأول، واسمح لي عندما اتحدث عن تلك البطولة فكما تعلم لدي ابن واحد هو خالد، ولكن أنا أعد كأس الخليج هو ابن من ابنائي كون كل بطولة خليج يذكر اسمي من خلال اللقب وانا افخر كثيراً بتحقيق لقب الهداف بتلك البطولة، وبصعودي للمنصة لاستلام الكأس، فتاريخ المنتخب جزء من تاريخنا ونحن نفرح بظهور أهدافنا ورؤية الأشخاص لنا واهتمامهم بنا والتصوير معنا بعد كل هذه السنوات، ولذا فأنا أوجه رسالة للجيل الحالي وأقول لهم ضعوا بصمة مع منتخب الوطن ليذكركم التاريخ. فأتمنى ان يعملوا بجد وان تكون البطولة من نصيبهم. حدثنا عن الفرحة التي وجدتموها في ذلك الوقت بتحقيق اللقب؟ حقيقة عشنا فرحة كبرى على الجانب الشعبي، فالأمير سلطان بن فهد كان مرافقاً لنا طوال مشوارنا ويعرف كيف يشجعنا ويبث الروح في أنفسنا، وكان أول من هنأنا عندما حققنا اللقب، أما الأمير فيصل بن فهد فقد تواصل معنا هاتفياً، وعندما تمكنا من تحقيق اللقب كان أول من استقبلنا وهنأنا فرداً فرداً، وأكد أن ما حققناه يعد مصدر فخر لكل أبناء المملكة العربية السعودية. تم استقبالكم استقبالات تاريخية من مختلف المسؤولين في المملكة، حدثنا عن ذلك؟ نعم هو استقبال تاريخي، فنحن عدنا بعد كأس العالم ولم تتح الفرصة لاستقبالنا، فذهبنا مباشرة للمشاركة في كأس الخليج وبين المشاركتين عشرون يوماً فقط، فقد تم الاستقبال بتواجد الأمير فيصل بن فهد في المطار ليهنئنا، ولنذهب لاستاد الملك فهد، لنجد ستين ألف مشجع بالمدرجات دون وجود مباراة، فقط حضروا للترحيب والتهنئة، وأتذكر لقاءنا بسيدي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض حينها، والذي أشاد بنا كثيراً وقال حينها بأننا تمكنا من تحقيق انجاز استعصى على المنتخب السعودي لخمسة وعشرين عاماً، وكان ذلك في حضور الأمير عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله والذي رد ببديهة عالية وقال (الكأس عاد لأهله بعد أن ضاع لخمس وعشرين سنة) فكان الأمير عبدالرحمن فرحاً جداً بالبطولة. التقيتم كذلك بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله، حدثنا عن كلماته لكم؟ لن أنسى هذا اللقاء، فهو أمام أهم رجل في المملكة حينها، فقد رحب بنا، وهنأنا بما قدمنا في كأس العالم ومن ثم كأس الخليج، وأتذكر كلمته الغالية لنا في ذلك الحين. بقوله في حديثه لو دفعنا مليارات الدولارات لنعمل دعاية للمملكة لما حدث كما فعلتم انتم لوطنكم وانا كملك افتخر بكم وبالابناء الذين رفعوا علم المملكة في اكبر المحافل، ورغم بساطة ما قاله إلا أن له الأثر الكبير، فقد كان رجلاً يعرف قيمة الرياضة. تحدثت عن تحقيق لقب الهداف في تلك البطولة، حدثنا أكثر عن شعورك بهذا اللقب؟ أحد أهم الألقاب الشخصية لي لقب هداف خليجي 12 فقد تشرفت أن يحقق المنتخب البطولة من خلال مشاركتي بالأهداف التي حققتها، ولكن الأمر لا يقتصر علي وحدي بل يجب أن أشمل جميع زملائي، ومهما تحدثت لن أعطيهم حقهم بالحديث، والحمدلله أني كنت جزءا من منتخب أسعد كافة أبناء الشعب السعودي. ولكن البطولة ما زالت صعبة دائماً على المنتخب السعودي، فلم يحققها حتى الآن الا ثلاث مرات، ما سبب ذلك؟ هي بطولة مهمة، وبكل واقعية أقول بأن البطولات الإقليمية التي تقام بين دول إقليم بعينه تشهد صعوبات كبرى، فجميع المنتخبات تعرف بعضها او لنقل تحفظ كيف تلعب المنتخبات الأخرى، وأيضاً كون المنتخب السعودي مرشحا للقب هو أمر يزيد من صعوبتها عليه، ويضعه تحت ضغوطات كبيرة قد تؤثر كثيراً على اللاعبين، وبالنهاية عدم تحقيق المنتخب السعودي للقب لا يعني أنه منتخب سيء، فنجد على سبيل المثال منتخب البرازيل الأقوى في العالم ليس الأكثر تحقيقاً للقب كوبا أميركا، وإيطاليا هو الآخر ليس الأكثر تحقيقاً لبطولة أمم أوروبا، وهو ذات الأمر الذي ينطبق على المنتخب السعودي من خلال مشاركاته في بطولات الخليج. ماذا تود ان تقول في الختام؟ شكراً لكم وبإذن الله نتبادل التهنئة بتحقيق المنتخب السعودي اللقب في ختام البطولة.

مشاركة :