يجري في واشنطن إعداد الخطط العسكرية الأميركية والاستعداد لضربات «قوية وشاملة» لمعاقبة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على استخدامه للأسلحة الكيماوية على دوما، إذ كان مقررا أن يجتمع فريق الأمن القومي بالبيت الأبيض مساء الخميس لمناقشة الخيارات العسكرية المختلفة وغير العسكرية للرد على الهجوم الكيماوي في سوريا.وحاول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إضفاء بعض الغموض على توقيت الضربة العسكرية الأميركي بعد تغريدته صباح الأربعاء، محذرا روسيا من صواريخ ذكية وجديدة وهي التغريدة التي أثارت جدلا واسعا. وقال ترمب في تغريدة جديدة صباح الخميس: «لم أقل متى ستحدث الضربة ضد سوريا، هذا قد يكون سريعا جدا أو غير سريع على الإطلاق، وعلى أية حال فالولايات المتحدة تحت إدارتي قامت بعمل عظيم في التخلص من «داعش»، أين شكرا أميركا».واكتفت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض بالتأكيد أن إدارة ترمب لم تقرر بعد كيفية الرد على أي هجوم بالأسلحة الكيماوية وأن كل الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة.وأثارت تغريدات ترمب الكثير من الجدل حول تحركات الإدارة حيث أظهرت تغريدة الخميس تراجعا عن تغريدة الأربعاء، وقد تشير إلى ضربة أميركية رمزية فقط، فيما يؤكد محللون آخرون ضربة أميركية موسعة وأن ترمب يحاول إضفاء نوع من الغموض على الخطط الأميركية. ويشير مسؤولون إلى محادثات تجري خلف الستار مع الجانب الروسي لتجنب أي صدامات أميركية روسية وبصفة خاصة سقوط أي ضحايا من الضباط الروس في أي هجوم محتمل.وتمتلك البحرية الأميركية مدمرات لديها قدرات عالية على إطلاق صواريخ توماهوك والتي يبلغ مداها ألف ميل وتتسم هذه الصواريخ بتوجيهها عن طريق الأقمار الصناعية بما يجعل قدرتها على إصابة الأهداف دقيقة للغاية (وهي النوعية من الصواريخ عالية الذكاء التي أشار إليها الرئيس ترمب في تغريدته يوم الأربعاء).ووفقا للبنتاغون يتواجد حاليا بالبحر المتوسط المدمرة دونالد كوك التابعة للبحرية الأميركية محملة بصواريخ كروز وتوما هوك في مواقعها وجاهزة لتلقي الأوامر ويتواجد أيضا معدات عسكرية أميركية أخرى تشمل الطائرات والغواصات على وضع استعداد لأي أوامر يصدرها الرئيس الأميركي. ويتزامن ذلك مع تحركات لسفن حربية وغواصات ومعدات عسكرية وطائرات فرنسية وبريطانية في البحر المتوسط في الوقت الذي تستمر المشاورات بين الجانب الأميركي والجانبين الفرنسي والبريطاني.وقد انطلقت حاملة الطائرات هاري ترومان من قاعدتها بولاية فيرجينيا الأربعاء في طريقها إلى البحر المتوسط، وشدد الأدميرال البحري يوجين بلاك أن حاملة الطائرات التي تحمل 6500 من البحارة الأميركية على أهبة الاستعداد لأي أوامر تصدر من واشنطن.وتشير التسريبات أن المطارات السورية ومراكز القيادة وتدمير الطائرات الحربية السورية ومخازن الأسلحة هي الأهداف المؤكدة في الضربة الأميركية المحتملة إضافة إلى استهداف للقادة والطيارين الذين قاموا بتنفيذ الأوامر باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد السكان المدنيين في الدوما بهدف إرسال رسالة قوية للنظام السوري لكنه في الوقت نفسه يحمل مخاطر وقوع الكثير من الضحايا إضافة إلى زيادة فرص تصعيد الصراع.وأشار جون كيربي المسؤول العسكري السابق والمتحدث السابق باسم الخارجية لشبكة «سي إن إن» أن الأقمار الصناعية الأميركية وغيرها من طائرات الاستخبارات جمعت أدلة ودلائل تشير أن النظام السوري والوحدات العسكرية الروسية داخل سوريا تقوم بنقل وتحريك الطائرات والأسلحة والأفراد بعيدا عن الأهداف المحتملة لأي ضربة أميركية. وأوضح كيربي أنه بناء على مراقبة هذه التحركات الروسية والسورية يقوم القادة العسكريون في واشنطن بتعديل وتغيير الأهداف المحتملة.وأشار الكولونيل سكوت موراي مسؤول عسكري سابق أن إدارة ترمب تسعى لإشراك القوات البريطانية والفرنسية في الهجمة وربما يتم استخدام صواريخ من طراز S - 400 أرض - جو، يمكن إطلاقها من المدمرات الحربية الأميركية المتمركزة في البحر المتوسط قبالة السواحل السورية واستهداف الدفاعات الجوية السورية وبعض المناطق الاستراتيجية في دمشق وأشار بعض الصحافيين مساء الأربعاء أن كلا من روسيا والولايات المتحدة حريصتان على عدم حدوث أي خطأ في التقديرات يؤدي إلى صدام.ويقول محللون بأن الروس سيحاولون تفادي أي سوء تقدير أو حدوث خطأ يؤدي إلى صدام أميركي روسي داخل سوريا وأن الروس سيكتفون باستخدام أنظمة الدفاع الصاروخية المختلفة لاعتراض أي صواريخ أميركية يتم إطلاقها وتدميرها في الجو قبل بلوغ أهدافها.ويقول مصدر مسؤول بأن الضربة الأميركية في أبريل (نيسان) 2017 ردا على استخدام الكيماوي على خان شيخون، سبقها تنسيق مع الروس لتفادي وقوع إصابات بين المستشارين العسكريين الروس المتواجدين في سوريا ومع هذا الإشعار المسبق لم تقم روسيا بأي جهد لإسقاط الصواريخ الأميركية، واعتبرت وقتها روسيا أن الرد الأميركي بضرب مطار الشعيرات يمكن استيعابه دون القيام بأي رد فعل انتقامي، وحث الروس نظام الأسد على ضبط النفس.
مشاركة :