خلال السنوات العشر الأخيرة تزايدت، وبشكل ملحوظ، التحذيرات من نفاذ المياه، لاسيّما تلك الصالحة للشرب وذلك لأسباب عدّة منها التغيير المناخي والنمو السكاني والطلب المتزايد على المياه والمترافق مع قلة الوعي بمصادر هذه الثروة المائية وخطورة شحّها. وبيّنت دراسة أجراها معهد الموارد العالمية "WRI" أن أكثر البلدان عرضة لمشكلة نقص المياه فى المستقبل القريب ستكون دول منطقة الشرق الأوسط، التي تُعتبر الأكثر ضعفاً فى مواجهة المشكلة. ومؤخراً كشف نظام حديث للإنذار المبكر يعمل عبر الأقمار الصناعية ويرصد سدود العالم البالغ عددها 500 ألف سد، أن العراق والمغرب قد اقتربا من ساعة الصفر وأنّهما يعانيان من أزمة مياه جديّة بسبب انخفاض منسوب المياه في أهم السدود.المغرب... أكبر انخفاض منذ عقد من الزمن كشف جهاز الإنذار أنّ الانخفاض الأكبر في منسوب المياه في السدود كان في المغرب، وتحديداً في سدّ المسيرة، ثاني أكبر سدود هذا البلد الإفريقي، إذ تراجع مخزونه بنسبة 60% خلال ثلاث سنوات بسبب التوسع في الري والجفاف المتزايد في المدن المجاورة مثل مدينة الدار البيضاء. وكان معهد الموارد العالمية أعلن أن المياه في هذا السد الآن في أدنى مستوى لها منذ عقد من الزمن، وأضاف أنه في المرة الأخيرة التي نضب فيها السد انخفض إنتاج الحبوب إلى النصف وتضرر أكثر من 700 ألف شخص. ويوفر سد المسيرة المياه للقطاع الزراعي في منطقة دكالة، وكذلك للعديد من المدن بما في ذلك الدار البيضاء. وقال معهد الموارد العالمية إنّه في حين تستمر مستويات المياه في هذا السد بالتناقص فإن الطلب على مياهه يتزايد باستمرار، هذا بالإضافة إلى تزايد الطلب على المياه في المناطق الحضرية وتوسيع نطاق الزراعة المروية. ولفت المعهد إلى أن الأمر سيزداد سوءا في القريب العاجل، إذ من المقرّر أن تستفيد مدينة مراكش من مياه سد المسيرة من خلال مشروع كبير لنقل المياه بتمويل من بنك التنمية الأفريقي، والذي من المتوقع أن يكون جاهزاً بالكامل هذا العام. وما قد يزيد الأمر سوءاً هو النسبة العالية للعاملين في الزراعة في المغرب والبالغة حوالي 33% من قوة العمل المغربية، وفقاً للبنك الدولي، إذ يحتاج هؤلاء المزارعون إلى جانب المدن والقطاع الصناعي إلى موارد مائية كافية للنجاح.أقوال جاهزة شاركغردكشف نظام حديث للإنذار المبكر، يرصد سدود العالم البالغ عددها 500 ألف سد، أن العراق والمغرب اقتربا من "ساعة الصفر" بسبب الانخفاض الحادّ في منسوب المياه ولفت المعهد إلى أن الجفاف وانخفاض منسوب المياه سيعود بالضرر في المرتبة الأولى على المزارعين في المغرب، لا سيما أن قانون المياه المغربي يعطي أولوية لمستخدمي المياه المنزلية والصناعيين، ما قد يهدد بشكل كبير وصول المياه إلى القطاع الزراعي. ولفت المعهد إلى أن من المتوقع أن يقلّل تغير المناخ من إمدادات المياه بينما يرتفع الطلب عليها، متوقعاً أن يزيد الطلب على المياه الحضرية في المغرب بنسبة 60 إلى 100% في معظم المدن الكبرى بحلول العام 2050.تراجع مياه سد الموصل 60% وفي العراق، شهد سدّ الموصل انخفاضاً في مستوى المياه بشكل متواصل، ولكن هذا الانخفاض وحسب جهاز الإنذار وصل حالياً إلى ما نسبته 60% مقارنة بذروة منسوب المياه في التسعينات. ويعود سبب هذا التراجع في منسوب المياه إلى أسباب عدة، منها انخفاض هطول الأمطار والطلب المتزايد والمنافسة في مشاريع الطاقة الكهرومائية التركية على نهري دجلة والفرات. ويعتمد ملايين العراقيين على نهري دجلة والفرات في مياه الشرب والري والطاقة والنقل، ويُعتقد أن نقص المياه كان وراء الزيادات الكبيرة في التصحر في أجزاء من جنوب ووسط العراق. ومن المتوقع أن تزداد أزمة المياه في العراق بسبب تزايد عدد السكان وتغير المناخ، ما قد يعني المزيد من الصراعات، حسب ما رأى معهد الموارد العالمية. وكان تقرير سابق كشف خسارة الدول التي تتقاسم حوض نهري دجلة والفرات (تركيا وسوريا والعراق وإيران) لحوالي 144 كلم مكعب من مجموع المياه العذبة المخزنة، 60% منها ناتجة عن ضخ المياه من الخزانات الجوفية. وتساوي هذه الخسارة وحدها كمية المياه في البحر الميت، وتضع دجلة والفرات في خانة ثاني أسرع معدل لفقدان مخزون المياه الجوفية على الأرض بعد الهند، بوتيرة أسرع بحوالي 70% من التسعينات.اقرأ أيضاًهل تستطيع ناسا أن تحل مشكلة المياة الخطيرة التي تهدد الشرق الأوسط؟في اليوم العالمي للمياه... ما الذي ينتظر عالمنا بعد ثلاثين عاماً؟ رصيف 22 رصيف22 منبر إعلامي يخاطب 360 مليون عربي من خلال مقاربة مبتكرة للحياة اليومية. تشكّل المبادئ الديمقراطية عصب خطّه التحريري الذي يشرف عليه فريق مستقل، ناقد ولكن بشكل بنّاء، له مواقفه من شؤون المنطقة، ولكن بعيداً عن التجاذبات السياسية القائمة. كلمات مفتاحية أزمة المياه العراق المغرب التعليقات
مشاركة :