دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بروكسل الاتحاد الأوروبي لزيادة الضغوط على روسيا لحملها على تغيير موقفها في الأزمات الكثيرة المشاركة فيها، فيما وصفت الخارجية الروسية الهجوم الكيميائي في سوريا بـ"المسرحية". قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في مؤتمر صحافي مع رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر اليوم (الجمعة 13أبريل / نيسان 2018) "لا يمكننا تحمل اخفاقات مجلس الأمن الدولي بسبب الفيتو الذي استخدمته روسيا. لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال. يتعين علينا زيادة الضغط على روسيا لحملها على تغيير موقفها. هذا هو الشرط الذي لا بد منه لتسوية مسألة النزاع السوري". وقد استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) الثلاثاء في مجلس الامن ضد مشروع قرار أميركي ينص على إنشاء آلية تحقيق حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا بعد هجومات السبت في دوما. وكرر وزير الخارجية الألماني دعمه الاقتراح الذي قدمته فرنسا لإحالة المسؤولين عن الهجمات الكيميائية إلى القضاء الجنائي الدولي. وقال إن "استخدام الأسلحة الكيميائية يجب ألا يبقى من دون عقاب، من دون عواقب. لا يمكننا أن نتصرف كما لو أن شيئا لم يحصل". إلا أنه حذر في الوقت نفسه من اأنه "لا يمكننا وقف الحوار مع روسيا". وقال إن "أوكرانيا والتسمم في سالزبوري والتدخل في سوريا والتدخلات في العمليات الديموقراطية، يجب أن تعالج ويجب علينا تحديد طريقة التحرك". وسيشارك ماس الاثنين في لوكسمبورغ في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ستتأكد خلاله وحدة الدول الأعضاء في مواجهة موسكو وحول النزاع في سوريا. ووجهت روسيا انتقادات حادة لموقف ألمانيا وفرنسا تجاه ضربة عسكرية محتملة ضد سوريا. وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اليوم "ألمانيا وفرنسا نسيتا استقلالهما السياسي الخارجي ولا تتبعان سياسة الحس السليم". وأضافت زاخاروفا أن كلا البلدين يتبع على الأرجح "الطريق المغامر للأخ الكبير" الولايات المتحدة. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل استبعدت بوضوح أمس الخميس مشاركة الجيش الألماني في مثل هذه الضربة، الأمر الذي دفع خبير الشؤون الخارجية في الحزب الديمقراطي الحر الألماني، ألكسندر جراف لامبسدورف، لانتقاد رفض المستشارة القاطع لمشاركة ألمانية في ضربة عسكرية محتملة في سورية. وقال "أجد أنه من المؤسف أن تستبعد المستشارة في تصريحاتها على نحو فوري تقديم أي دعم في هذا الصدد... إذا احتاج شركاؤنا إلى دعم وطلبوا ذلك في حالة الضرورة، فإنه لا ينبغي على الأقل استبعاد ذلك من البداية". من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن لدى بلاده أدلة "دامغة" على أن الهجوم المفترض بالأسلحة الكيميائية في مدينة دوما كان "مسرحية" أعدت بمشاركة استخبارات أجنبي. وقال خلال مؤتمر صحافي "لدينا أدلة دامغة تؤكد أن هذه كانت مسرحية أخرى وأن أجهزة استخبارات دولة هي حاليا في واجهة حملة كراهية روسيا تورطت فيها". ح.ز/ ع.خ (د.ب.أ / أ.ف.ب)
مشاركة :