على مر العصور، كان محبو الفن والنقاد يعربون عن حيرتهم من اللوحة الأكثر شهرة للفنان الشهير ليوناردو دافينشي، وهي لوحة الموناليزا، وتعبيرات وجهها، حيث كان بعضهم يرى الموناليزا مبتسمة، بينما يؤكد البعض الآخر أنها تبدو غاضبة، بينما تبدو لآخرين وكأنها مريضة.في هذا السياق، قالت دراسة حديثة، إن تعبير وجه الموناليزا قد يبدو مختلفاً تماماً لمختلف الأشخاص في مختلف الأوقات.وحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد ألقت الدراسة، التي أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، الضوء على الوجه المألوف والمتغير للموناليزا.وأكد الباحثون، أنه من خلال إجرائهم بعض التجارب على الإدراك البصري لبعض الأشخاص، اكتشفوا أن عواطف الأشخاص وحالاتهم النفسية قد تؤثر بشكل كبير على رؤيتهم للوحة.وأوضح الباحثون، أنهم أجروا تجارب على نحو 43 شخصاً، حيث عرضوا لهم مجموعة من الصور وطلبوا منهم أن يعلقوا على تعبيرات وجه الأشخاص الموجودين بالصور، كما قام الباحثون بتحليل الحالة النفسية للمشاركين في هذه التجربة.ووجدت الدراسة، أن الحالة المزاجية للشخص تؤثر بشكل كبير على رؤيته للصور واللوحات.وقالت الدكتورة إريكا سيغل، التي شاركت في إعداد الدراسة، إن «عواطفنا تؤثر بشكل كبير على تصوراتنا للعالم من حولنا؛ لذلك فعندما ينظر أي شخص إلى لوحة الموناليزا فقد يراها سعيدة أو حزينة طبقاً لمشاعره وحالته المزاجية التي يعيشها في ذلك الوقت»وأوضحت سيغل قائلة: «إذا كان الشخص غاضباً أو غير سعيد فسوف يراها غاضبة، وعلى العكس إذا كان الشخص سعيداً فسينعكس ذلك على رؤيته للوحة، حيث سيراها سعيدة مبتسمة».جدير بالذكر، أنه في عام 2005، قام علماء في جامعة أمستردام بإخضاع اللوحة لتحليل عبر برمجية للتعرف على المشاعر. وأخذ نظام المعادلات الحسابية المستخدم في الاعتبار الملامح الرئيسية للوجه، من بينها وضعية الشفتين أو الخطوط في محيط العين، وأقاموا رابطاً مع 6 عواطف رئيسية.وأوضحت النتائج البرمجية، أن 83 في المائة من تعبيرات وجهها سعيدة، و9 في المائة منها مستاءة، و6 في المائة تعبر عن خوفها، بينما تعكس 2 في المائة من تعبيرات وجهها أنها غاضبة.
مشاركة :