أكد المحلل السياسي عبدالرحمن بن عبدالمحسن الملحم، أن القمة العربية "29" التي ستعقد بالمنطقة الشرقية ستحمل بين طياتها "تحديات"، وستختلف عن سابقاتها من القمم. وقال "الملحم": في مايو سنة 1946 عقدت أول قمة عربية بدعوة من الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان وبحضور الدول السبع الأعضاء: المملكة العربية السعودية ومصر وشرق الأردن وسوريا واليمن ولبنان والعراق. ومعظم هذه الدول كانت تحت الاحتلال البريطاني والفرنسي، فمصر والعراق تحت الحماية البريطانية، وسوريا ولبنان تحت الحماية الفرنسية. وأضاف: في سنة 1948 جاء وعد بلفور رئيس الوزراء البريطاني آنذاك؛ وهو إيجاد وطن قومي لليهود في فلسطين، وحينها بدأت أولى الحروب بين العرب واليهود الذين تساعدهم بريطانيا إلى أن احتل اليهود نصف فلسطين وانتهى المطاف بقيام دولة إسرائيل، ومنذ ذلك الوقت والجامعة العربية تعقد قممها. وأردف: بعد انتهاء الانتداب البريطاني والفرنسي على الدول العربية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٤٥؛ انضمت بقية الدول العربية والخليج العربي إلى عضوية الجامعة العربية. وفي سنة 1967 قامت الحرب بين مصر والأردن من جهة وإسرائيل من جهة وحصل ما لم يكن في الحسبان؛ أن احتلت إسرائيل ما تبقى من فلسطين واستولت على قطاع غزة وسيناء. وتابع: منذ ذلك الوقت والجامعة العربية تعقد القمة تلو الأخرى ولم نستطيع في قممنا إنقاذ فلسطين من براثن الصهيونية؛ حيث لم يكن لدى الدول العربية إلا عدو واحد وهو "إسرائيل". وقال "الملحم": في سنة 1979 ظهرت الثورة الخمينية بعد سقوط شاه إيران محمد رضا بهلوي وظهر عدو جديد على الجامعة العربية؛ حيث ظهرت "إيران" بعدوان آخر يوازي عدوان إسرائيل؛ وهو ما أوصى به آية الله الخميني بعد وفاته وهو تصدير الثورة الخمينية على جميع دول الخليج والدول العربية. وأضاف: بعد سقوط صدام حسين تسلمت إيران العراق، وهذا هو حلم الثورة الخمينية وهو إحياء الدولة الفارسية، وتوالت تدخلات إيران في دول المنطقة ودعم الميليشيات الإرهابية في كل من العراق وسوريا ولبنان عن طريق حليفها "حسن نصر الله"، وبدأت في تجنيد ضعاف النفوس في كل من البحرين والكويت والقطيف من المملكة العربية السعودية، وبدأت العمليات الإرهابية في المنشآت و مساجد العبادة و الاعتداء على رجال الأمن. وأردف: لم تكتف إيران بذلك بل مدت يدها للتحالف مع جماعات إرهابية خارجة عن القانون مثل "جماعة الإخوان في مصر" و"داعش" في سوريا و العراق و حزب الله في لبنان، و كانت وراء تدبير اعتصام دوار اللؤلؤة في البحرين لقلب نظام الحكم في البحرين و الاستيلاء عليها، لولا تدخل "درع الجزيرة" بطلب من الشرعية البحرينية و إنقاذ مملكة البحرين و سقوط مخطط إيران في البحرين، و بعد ذلك انقلبت جماعة أنصار الله "الحوثي" على الشرعية باليمن و استولت إيران على صنعاء. وتابع: عندها أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الخطر القادم من جهة الجنوب؛ حيث اطلع ملوك و أمراء دول مجلس التعاون على المخطط الإيراني فقامت "عاصفة الحزم" لتضم المملكة العربية السعودية و دول مجلس التعاون والتي قادها بنجاح الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وزير الدفاع. وقال "الملحم": ها هو الحلم الإيراني يتلاشى في اليمن؛ حيث قامت دول التحالف و الجيش الوطني اليمني باستعادة ما يقارب الثمانين بالمئة من أراضي اليمن، ولكن لا تزل إيران متواجدة تدعم "الحوثي" وحزب الله من خلال إمدادهم بصواريخ باليستية و تم اعتراض و تدمير سبعة صواريخ باليستية في سماء السعودية الشهر الماضي. وأضاف: في العام الماضي طلبت المملكة العربية السعودية عقد قمة طارئة في القاهرة لمناقشة الاعتداءات على الأراضي السعودية من جراء إرسال إيران صواريخ باليستية، ولكن لم تتوصل هذه القمة إلى أي نتائج سوى الاستنكار. وأردف: اليوم في ظل الظروف الصعبة و الحساسة للغاية في ظل الاعتداءات الإيرانية على المملكة عن طريق الحوثي والحرب في سوريا، تنطلق قمة عربية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية تحمل في طياتها تحديات و اعتداءات على الدول العربية و تتزامن هذه القمة مع الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى كل من القاهرة و واشنطن و باريس. وتابع: لقد أطلع ولي العهد قادة هذه الدول على خطورة امتلاك إيران للملف النووي الذي أبرم في عهد الإدارة الأمريكية السابقة إدارة "أوباما"، و أبلغ سموه زعماء العالم أنه في حال امتلاك إيران قنبلة ذرية فإن المملكة ستمتلك قنبلة ذرية مباشرة، وأطلع سموه قادة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن أن إيران لا تنوي التوسع في دول المنطقة فحسب بل تريد التوسع في جميع دول العالم، وقد شبه سموه مرشد الثورة الإيرانية بالنازي "هتلر" الذي أراد احتلال العالم بأكمله. واختتم "الملحم" متسائلاً: هل ستكون قمتنا العربية المقبلة تختلف عن سابقها من القمم وأن تتخذ الدول العربية موقفا موحدا ضد إيران وتوسع إيران و تدخل إيران؟، وهل ستخرج القمة بقرارات حاسمة تشفي غليل شعوب و أبناء مواطني الدول العربية؟.
مشاركة :