أكد السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عدم وجود حل عسكري للصراع في سوريا، مشدداً على ضرورة التوصل إلى حل سياسي عبر المحادثات السورية-السورية في جنيف وفق قرار مجلس الأمن 2254، وبما يتماشى مع الجهود المتواصلة من المبعوث الدولي الخاص ستيفان دي مستورا. جاء ذلك خلال جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي عقدت اليوم بطلب من روسيا حول "الوضع في منطقة الشرق الاوسط"، تصدرتها الاوضاع الدائرة حالياً في سوريا. وفي كلمته امام الجلسة، قال غوتيريش إن "الوضع في سوريا يمثل أخطر تهديد للسلم والأمن الدوليين، لما تشهده البلاد من مواجهات وحروب بالوكالة ينخرط فيها عدة جيوش وعدد من جماعات المعارضة المسلحة، والكثير من الميليشيا الوطنية والدولية، والمقاتلين الأجانب من كل مكان في العالم، ومختلف الجماعات الإرهابية". وأعرب الامين العام للأمم المتحدة عن إدانته لاستخدام أسلحة كيميائية في سوريا ، مشيراً إلى ان استخدام تلك الأسلحة "بغيض" وينتهك بوضوح القانون الدولي. ونوه إلى ان خطورة شن هجوم كيماوي على مدينة دوما يوم السبت الماضي، تتطلب إجراء تحقيق شامل باستخدام خبرات "محايدة ومستقلة ومهنية". وأكد الأمين العام للأمم المتحدة دعمه الكامل لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وبعثتها لتقصي الحقائق في إجراء التحقيق اللازم حول تلك الادعاءات، مشدداًعلى ضرورة السماح لبعثة تقصي الحقائق بالوصول الكامل لأي مكان بدون عوائق من أجل تأدية مهامها بعد أن وصل الفريق الأول من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا بالفعل، ومن المتوقع أن يصل الفريق الثاني اليوم أو غدا السبت. وأشار في كلمته إلى الخطاب الذي أرسله إلى مجلس الأمن قبل يومين، والذي أعرب فيه عن خيبة أمله الشديدة لعدم قدرة المجلس على الاتفاق على آلية مخصصة لتحديد مسؤولية استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، بعد انتهاء ولاية آلية التحقيق المشتركة. من جانبها قالت السيدة نيكي هيلي مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إن تقديرات واشنطن تشير إلى أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت أسلحة كيماوية (50 ) مرة على الأقل في الحرب الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات. وقالت هيلي لمجلس الأمن الدولي "لم يتخذ الرئيس (الأمريكي) دونالد ترامب قرارا بعد بشأن إجراء محتمل في سوريا"، مستطردة "لكن إذا قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها التحرك في سوريا، فسيكون ذلك دفاعا عن مبدأ نتفق عليه جميعا". وأضافت المندوبة الأمريكية "جميع الدول والشعوب سوف تتضرر إذا سمحنا للأسد بجعل استخدام الأسلحة الكيماوية أمرا طبيعيا". في المقابل، اتهم السيد فاسيلي نيبينزيا مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، في كلمته خلال الجلسة، كلا من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بالعمل على الإطاحة بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد و"تحجيم روسيا". وقال "نواصل مراقبة التحضير الخطير لعمل عسكري غير قانوني ضد دولة ذات سيادة بشكل ينتهك القوانين الدولية. وليس استخدام القوة فحسب بل والتهديد بذلك يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة". وأكد في الوقت نفسه أن بلاده مستعدة للتعاون على أساس المساواة حول سوريا مع جميع الشركاء وتسوية المشاكل عبر الحوار. من جهته، طالب السيد فرنسوا دولاتر السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة بوقف التصعيد الكيميائي السوري، مؤكدا ان الامم المتحدة لا يمكنها ان تدع نظاما يتحدى مجلس الامن والقانون الدولي في الوقت نفسه، في إشارة إلى نظام الأسد. وقال دولاتر "ان ترك دمشق تملك هذه القدرة لتجاوز كل معاييرنا هو ما يشكل تهديدا للامن الدولي"، مشددا على ان فرنسا "ستتحمل مسؤولياتها" بعدما بلغ النظام السوري "نقطة اللاعودة". وتعقد جلسة مجلس الامن الدولي وسط تحركات لاحتواء ضربة عسكرية وشيكة أعلنت عنها الولايات المتحدة الامريكية بتأييد من فرنسا وبريطانيا رداً على هجوم كيماوي رصدته منظمات إغاثة عاملة في مدينة دوما بالغوطة الشرقية يوم السبت الماضي اودى بحياة العشرات من المدنيين معظمهم من الاطفال.;
مشاركة :