البابا تواضروس: الحضارة المصرية أمّ جميع الحضارات

  • 4/13/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ان الكاتب العالمي ويل ديورانت وصف الحضارة المصرية إنها الأقدم والأجمل في كتاب "حكاية الحضارة"، مؤكدا ان الحضارة المصرية تعتبر أم لجميع الحضارات، وفي مصر القديمة كان هناك نظام تعليمي قوي كانت المدارس ملحقة بالمعابد ويطلق عليها "بيت الحياة".جاء ذلك خلال استقباله الرئيس البرتغالي مارسيلو دى سوزا اليوم بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث لفت قداسته إلى أن مصر تطل على بحرين، المتوسط الملقب بقلب البحار أو بحر الأنهار والأحمر.وعلى الصعيد المسيحي قال قداسته: مصر أرض مقدسة تباركت بزيارة العائلة المقدسة أثناء هروبهم من فلسطين في القرن الأول حسب وصية الملاك. (مت ٢ : ١٣) فكانت بمثابة بيتهم الثاني. وظلت ملاذًا وقت المشاكل، ومصر تعتبر كشبه مربع، والنيل في وسطها وهو ليس فقط مصدر المياه لكنه مصدر للوسطية يشبه في شكله إنسان يرفع يديه بالدعاء لذلك المصريين هم متعبدين أقوياء.وأضاف: بعد الحقبة الفرعونية أصبحت مصر بلد مسيحية لمدة ٧ قرون، ثم دخل الإسلام ولأننا تعايشنا سلميًا فأي إرهاب أو عنف يعتبر مصدره خارجي.وعن المشاركة المجتمعية للكنيسة أشار قداسة البابا إلى أنه بالرغم من أن دور الكنيسة القبطية هو روحي بالدرجة الأولى لكننا نؤمن بالعمل المجتمعي. فقسم التنمية بالكنيسة القبطية يعمل بالتنسيق مع كل الإيبارشيات لإنشاء مشاريع تنموية حسب حاجة القرية سواء صحية أو تعليمية أو برامج توعية وهذه المشاريع تخدم الجميع بغض النظر عن الدين. وهي علامة حقيقية لمحبتنا للجميع.وعلق: تاريخ الكنيسة القبطية بدأ حوالي سنة ٥٥ ميلادية، حين جاء مرقس الرسول إلى الإسكندرية عاصمة الثقافة المصرية ليكرز برسالة الإله الحقيقي لذلك الكنيسة القبطية تعتبر من أقدم الكنائس فهي لها عشرون قرنًا من الزمان، متابعا: مارمرقس الرسول هو كاتب أقدم إنجيل وكذلك أول بابا وبطريرك للاسكندرية والآن انا البابا ١١٨.وبخصوص الثقافة القبطية الزاخرة قال قداسته: قبطي تعني مصري وهي مأخوذة من جيبت الاسم اللاتيني لمصر واللغة القبطية تستخدم الآن في صلوات الليتورجيا داخل الكنيسة.وعن وضعية الكنيسة القبطية بين كنائس منطقة الشرق الأوسط، أوضح قداسة البابا: الكنيسة القبطية كنيسة تقليدية وهي الأكبر في الشرق الأوسط وأضاف أن أساس الكنيسة القوي ساعدها في النمو في الكثير من الجهات فلنا الآن حوالي ٤٠٠ كنيسة ودير قبطي حول العالم في أوربا وأمريكا وأمريكا اللاتينية وكندا واستراليا وأفريقيا وآسيا.وشرح: "تأسيس الكنيسة خارج مصر يهدف لخدمة أبنائها المهاجرين ورعايتهم في القرن الواحد والعشرين روحيًا وتعليميًا..وتحتفظ الكنيسة بدورها في الكرازة والبشارة بربنا يسوع المسيح وظلت قوية حتي وقت المحن".وعن مستقبل الكنيسة القبطية، قال: بالرغم من الهجمات الإرهابية على المسيحيين إلا أن الرئيس المصري يبذل جهود جادة فهناك العديد من العلامات الإيجابية لمستقبل مشرق، والقانون الخاص ببناء الكنائس فنحن الآن يمكننا بناء الكنائس من خلال السلطات المحلية، قبلًا كنا نحتاج تصريح من الرئيس نفسه وكان هذا يستغرق أحيانا أكثر من ٢٠ سنة وكان صعبًا للغاية. الآن يوجد 39 عضوا قبطيا بالبرلمان قبل الانتخابات الأخيرة وقبلًا كان هناك عضو قبطي واحد فقط.وتابع: للدستور الجديد هناك مساواة كاملة و عمليًا هذا غير مطبق مئة بالمئة لكننا نظن أن مجتمعنا متجه نحو المساواة، والشرق الأوسط هو أرض المسيحية فهي بدأت في فلسطين وانتشرت في الشرق الأوسط فجذورونا عميقة هنا، وإن هجرة (تهجير) المسيحيين من الشرق الأوسط يمثل خطورة لسلامة العالم كله. لذلك نحن نؤيد الرئيس والحكومة لبناء مصر جديدة تقبل وتحترم الجميع.وأشار الى ان مصر الآن تواجه مشاكل اقتصادية نصلي أن المشاريع العملاقة الحالية ستمكن مصر بأن تكون أمة ثابتة وقوية اقتصاديًا وسياسيًا. بجانب هذا هناك احتياج لتقوية وتنمية النظام التعليمي في المدارس والجامعات. واضاف قداسته: الكنيسة من الأعمدة الرئيسية في المجتمع المصري ولها علاقات طيبة بالجميع وذلك يشمل الرئيس والحكومة والبرلمان والأزهر وجميع الكنائس بمذاهبها المختلفة.

مشاركة :